المسرحي رفعت طربية.. يوم «رُفعت الستارة».. عن حكاية بيروت!

رفعت طربية

المسرحي والممثل المبدع رفعت طربية، صوت صادح في أعلى خشبة المسرح، وفي الأرض الوعرة. صوت قاطع كحد السيف. يجهد طربية لترجمة صوته في الكلمات والحروف المكتوبة، فأصدر الكتاب الذي يحكي حكاية بيروت قبل وبعد وأثناء الحرب، وأسماه”رُفعت الستارة”..

اقرا أيضاً: الهام كلاب.. و كتاب على «اغصان وجذور»!

عن كتابة ” رُفعت الستارة” الصادر عن دار “لارماتان الثقافية” في باريس تحدث طربيه ل “جنوبية” قائلاً: ” قيمة الكتاب الأساسية هي بيروت الحبيبة مع غروبها سنة 1975 وبداية الحرب اللبنانية ودمار بيروت. وقد عشنا هذه الحالة والجميع يعرف أن بيروت هي قلب لبنان. الكتاب حكاية بيروت قبل وبعد وأثناء الحرب. هذه البيروت وقت افتقدناها وأصبحنا بدون قلب الى أن استعادت أنفاسها قليلا ولكن لغاية اليوم لم نستطع أن نصل الى بيروت التي كانت قبل سنة 1975″.

وعن مواصفات الممثل الجيد، يقول رفعت : ” الممثل الجيد بنظري هو الذي يعرف أن يقطف من عالم طفولته ومن عالم الثقافة التي يتلقفها خلال الطريق. وبقدر ما هو إنسان مثقف بقدر ما هو ممثل جيد. والحضور من مكونات الممثل الأساسي إضافة الى الموهبة والتقنيات(…) لدي حلم واحد هو تقديم مسرحية “هاملت” لشكسبير منفرداً على خشبة المسرح. وسيتم ذلك قريباً في لبنان، لأني اعتبرها مسرحية أساسية مفصلية بمسرح شكسبير الذي لم يستطع أحد أن يتخطاه”.

الممثل المسرحي القدير رفعت طربية يتحدث عن الأداء وعلاقة الممثل بالخشبة وبالنص: “إن الكاتب يكتب نصاً، والمخرج يحوله الى نص آخر، والممثل يجعل منه شيئاً آخر، والجمهور يشاهد عملاً مختلفاً. وهكذا يحدث الكمال، فيصبح المسرح حالة خلق وانبهار بفعل انتقاله. يصبح عملاً متحركاً لا تجمده جهة أو تحده نظرية”. 

وعن أدائه في الأمسيات الشعرية قال: ” الأداء الأبيض غير الملون، لا يضع حواجز أمام خيال المتلقن بل يتيح له إمكانية السفر في عالم غير مفروض عليه(…) ساعات وساعات أمضيها أجود النص، أراقصه، أداعبه، أوشوشه، أبوح به…”.

ويأسف طربية لتجاهل الكاتب والممثل، ويقول:”غالبية المخرجين في لبنان عمدوا أو تعمدوا ربط المسرح بشخصهم الكريم، متجاهلين الكاتب والممثل على السواء. همهم بعد آخر عرض أن يقال: المسرحية كذا، عمل مسرحي للمخرج فلان الفلاني…إن تهميش الممثل لا يخدم الحركة المسرحية في لبنان…الأنا قد تكون آفة عند الإنسان، لكن أنا الممثل هي من ضروريات فعل وقوفه على الخشبة.  وهذا الساحر الممثل تكمن عظمته في الأنا. بدون هذهq الأنا المشعة، لا وجود للمسرح سواء شئنا أم أبينا “.

السابق
الارتفاع الجنوني بأسعار المحروقات يشعل الشارع… احتجاجات وقطع طرقات!
التالي
100,000 March Towards Civil War