أحداث الطيونة .. «حزب الله» يزج الطائفة الشيعة في آتون الحرب الأهلية!

اشتباكات الطيونة
لم تتوقف تدخلات حزب الله بالعمل القضائي في لبنان منذ قيامه وتأسيسه قبل أربعة عقود من الزمن، فتأثيره في سير الدعاوي القضائية والمرافعات والمنازعات، أمام مختلف المحاكم اللبنانية هو من الأمور المتواترة والواضحة، والتي لا تحتاج إلى مؤونة زائدة لإثباتها، فهو يعمل على تبرئة من يشاء والإغراق في التهمة من يشاء، ويحجب عن القضاء من يشاء ويُسلم إلى القضاء من يشاء، وهو على كل ذلك إذا يشاء قدير!

فهناك آلآف القضايا المرفوعة أمام الأجهزة القضائية اللبنانية،  بمختلف محاكمها من مدنية وجزائية وإدارية ومذهبية، ثبت بضرس قاطع تدخل حزب الله في عملها عبر قنواته المتنوعة ..  

إقرا ايضاً: عناصر من «أمل» تعتدي على الناشط حسن حجازي في معركة الجنوبية!

    واليوم يفرض حزب الله رأيه بقوة على القضاء الجنائي، ومن أعلى الهرم، وفي قضية التحقيق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، تماماً كما فعل في تجاهله للمحكمة الدولية بشأن قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما أكثر أوجه الشبه بين القضيتين .. 

من تفجير المرفأ الى الطيونة 

    ولكن تدخل الحزب في قضية تفجير المرفأ، قد تسوق الشيعة إلى حرب أهلية، تكون قد بدأت بوادرها بأحداث الطيونة المرفوضة بكل المقاييس، ومعلوم أن الخط الفاصل بين منطقة الطيونة والشياح ومنطقة عين الرمانة كان هذا الخط خط تماس إبَّان الحرب الأهلية اللبنانية، ورغم توقف الحرب الأهلية، بيد أن هذا الخط بقي يشهد استفزازات متكررة، وبحسب مراقبين، فقد كان للثنائي الحزبي الشيعي الحظ الأكبر في هذه الاستفزازات التي كان آخرها ما أدى إلى أحداث الطيونة الدموية الأخيرة ..  

الفيديو يكشف أن أحد عناصر الجيش اللبناني هو من أطلق النار على عنصر من حركة أمل من آل مشيك 

وأعاد الفيديو الذي تداوله ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المأخوذ من إحدى كاميرات المراقبة عند أحد مداخل منطقة عين الرمانة، خلط الأوراق ونسف الروايات التي تحدثت عن تعرض المتظاهرين لأعمال قنص متعمد من محازبين، لأن الفيديو يكشف أن أحد عناصر الجيش اللبناني هو من أطلق النار على عنصر من حركة أمل من آل مشيك، كان يصر على تخطي الحاجز العسكري ودخول منطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية (حسب بيان الجيش)، وهذا ما أدى إلى سقوط أول قتيل، واستتبع بحالة فوضى وتضارب وتراشق بالحجارة ومن ثم تبادل لإطلاق النار. 

الحقيقة تنتظر التحقيقات 

ولم تنف قيادة الجيش ما جاء في مضمون الفيديو المتداول، وأعلنت في بيان أن «العنصر الذي أطلق النار هو قيد التوقيف ويخضع للتحقيق بإشراف القضاء المختص». وخارج دائرة اتهامات الحزبية، من الواضح حتى الساعة، ان  مسيرة الثنائي الشيعي هي التي دخلت الى عين الرمانة وتعدى افرادها على الاهالي، وان من أطلق الرصاصة الأولى هوالجيش اللبناني، لتثبت بعدها كاميرات الفيديو ان مقاتلي أمل وحزب الله استكملوا المعركة بالرشاشات وقذائف ال RBG ليسقط منهم من سقط برصاص، مقابل لم يثبت حتى الآن من هي الجهة التي اطلقته، بانتظار التحقيقات. 

 الانهيار سوف يستمر لو بقيت الطائفة الشيعية أسيرة لقرارات حزب الله وبقيت تنظر من منظار مصالحه 

   فمتى يُحكِّم عقلاء الشيعة في لبنان عقولهم ويرفضوا أن تكون كل مواقف حزب الله معبرة عن رأي كل شيعة لبنان ، للتمكن بذلك من  تحييد الطائفة الشيعية في لبنان – ولو جزئياً – عن تداعيات الصراعات الإقليمية بين إيران ومحورها من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى ؟  

علنا بالحياد الإيجابي لبعض الشيعة يتم تخفيف  ضغط الحصار الاقتصادي والمعيشي الذي وصلت إليه البلد بسبب الخلاف السياسي الدائر بين المعسكرين .. 

 فالانهيار سوف يستمر لو بقيت الطائفة الشيعية أسيرة لقرارات حزب الله  وبقيت تنظر من منظار مصالحه التي لا يحسب فيها الحزب حساباً لكل الشيعة في لبنان ، بل ينظر إلى مصالح محازبيه ومناصريه وحلفائه بالدرجة الأولى والأخيرة ..  

السابق
حلمي بكر يدعو للتصدي لأغاني المهرجانات.. «هزل وانحراف»
التالي
مدير مهرجان الجونة يوضح حقيقة انقطاع الصوت عن محمد رمضان