الدولة القوية تتهدد دويلة «حزب الله».. وهكذا «يدفنها قبل ولادتها»!

الجيش اللبناني وحزب الله

لا يستطيع “حزب الله” النمو في ظل دولة قوية وقادرة، فمن ترعرع ونشأ على الفوضى، وقضم مقدرات وخيرات وثروات لبنان، من أجل بناء دويلته، لا تناسبه دولة مؤسسات ولا دولة تحافظ على سيادتها وحريتها وكرامتها، فوجود جيش قوي وقضاء عادل ونزيه، ورجال دولة يطبقون القوانين، ينهي أي منظومة او جسم غريب.

إقرأ أيضاً: مازوت «حزب الله» يتمدد إلى الأفراد جنوباً..والبقاع يعوم على «بحر» من النيترات!

فالدولة القوية والعادلة، لا ترضى بميليشا مسلحة على أراضيها تحت أي عنوان كان  ولا بتحويل مناطق الى جزر مالية وأمنية مغلقة بوجه القوى الشرعية، وليس من أسس السيادة اقامة شبكة اتصالات غير مراقبة، موازية للشبكة الشرعية  وأن تكون حدود البلاد ممرا للسلاح،  ومشرعة أمام تهريب المخدرات والمحروقات والمطلوبين، ولا يناسب هذه الميليشيا تحويل المواطن الى إنسان منتج، لذلك اتبعوا سياسة التجويع والتجهيل والتطويع.

لبناء هذه المنظومة كان لا بد من إضعاف الدولة وتفتيت مؤسساتها بعد زرع الفاسدين فيها

ولبناء هذه المنظومة، كان لا بد من إضعاف الدولة وتفتيت مؤسساتها، بعد زرع الفاسدين فيها، ولهذه الغاية كان الهدف ضرب أسس الدولة وهي الجيش والقضاء. 

وما يجري اليوم من جنون وتخبط وتهديد، تارة للقضاء وأخرى للجيش، ما هو الا محاولة لاحباط محاولات الجيش والقضاء، الخروج من تحت سطوة “حزب الله”، وتصديهم لمحاولات طمس حقيقة تفجير المرفأ.

 فبعد نوبة الجنون والعصبية، لمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا، وتهديده للمحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار، في أوقح تهديد عرفته الدول في عقر دار “العدلية”، ظهر رئيس “حكومة” حزب الله السيد هاشم صفي الدين  كذلك، ليهدد ويخون كل من يعارض حزبه ويتهمه ب”الأمركة”، وخصّ بالتخوين الجيش الللبناني دون أن يسميه حيث قال خلال لقاء تعبوي: “إن الأمريكيين يؤثرون في لبنان أمنيا وسياسيا وماليا واقتصاديا، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر، فنحن لم نخض هذه المعركة، لأننا نعرف ما قدرة تحمل هذا البلد، فالولايات المتحدة عدو لا تقل عداوة عن إسرائيل، وأحيانا أكثر عداوة منها، ولكن نحن نرى ونسمع ونقدر الموقف إن كان بإمكان اللبنانيين التحمل أم لا، وكذلك نحن حريصون على البلد في استقراره وهدوئه…”.

التهديد والتلميح ليس الأول للجيش اللبناني فقد سبقه أكثر من تهديد منذ انتفاضة 17 تشرين من قبل قيادات في الحزب واعلامه

هذا التهديد والتلميح ليس الأول للجيش اللبناني، فقد سبقه أكثر من تهديد منذ انتفاضة 17 تشرين من قبل قيادات في الحزب واعلامه، وقد أسند تهديد صفي الدين بمقالات نشرت في صحيفة الاخبار الممولة من حزب الله، والتي تترجم خطابه فذكرت أن لقاء أمنيا – دبلوماسيا عقد في عوكر، لدرس مشروع دعم مالي مباشر لرواتب العسكريين، واشارت الصحيفة الى أن قيادة الجيش حصلت على دعم بالدولار الأميركي النقدي” ما يعزز تهديدات صفي الدين.

قضاء مستقل وجيش قوي يؤديان الى دحرجة رؤوس كبيرة الى السجون

وتشير مصادر خاصة ل”جنوبية”، الى أن التصعيد بوجه الجيش اللبناني ورفع سقف التهديدات، يعود لعدم تقبل حزب الله فكرة أن قائد الجيش خارج سيطرته، وأنه رفض فكرة تزويد المؤسسة العسكرية “بالمازوت الايراني حتى ولو كان بحاجة للمحروقات”، ويضيف المصدر “قد نشهد تصعيدا في الخطاب بوجه قائد الجيش جوزاف عون كلما اقتربنا من الاستحقاق الانتخابي النيابي والرئاسي”.

بالمحصلة، قضاء مستقل وجيش قوي يؤديان الى دحرجة رؤوس كبيرة الى السجون، أبسطها التسبب بمقتل آلاف الشباب اللبناني خارج الحدود.. رؤوس لم تعترف يوما بدولة أو قضاء، وكان متراسها “بدعة” معادلة جيش شعب مقاومة.

السابق
رسالة من بايدن الى عون.. ماذا في مضمونها ؟
التالي
بعدما دعاهم الى الهجرة.. عون يُكرّم العالم الأميريكي-اللبناني باتابوتيان بوسام ذهبي!