قبل خمسة اعوام اوقف الشيخ بسام الطراس بتهمة إنتمائه الى تنظيم داعش الارهابي والعمل لصالحه، ليمثل اليوم امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن منير شحادة، مدافعا عن نفسه من هذه التهمة وموضحا بالتفصيل اسباب تواصله مع اشخاص حوكم منهم سابقا ب”تفجير الكسارة”، حيث زرعت عبوة ناسفة على جانب الطريق كانت تستهدف مواكب امنية وادى انفجارها الى مقتل امرأة سورية وجرح آخرين.
ألقاب كثيرة يحملها الطراس، الى جانب عمله كمربي والمشرف على بعض المدارس في دول الخليج في الارشاد الأُسري، ومن هذا الباب جاء تواصله مع عدد من الارهابيين الذين لم يكن يعلم بانتماءاتهم . فعلي غانم التقاه في تركيا على هامش محاضرة كان يلقيها الطراس هناك وهو لطالما يتردد الى عدة دول كونه يشرف على رسائل في الماجستير والدكتوراه. ويضيف الطراس انه يمكن ان يكون لغانم هدف ما “انما انا اجهله” نافيا تزويد الاخير بأسماء ارهابيين للتواصل معهم في سوريا.
ويقول الطراس عن بلال خير الدين “انه كان طالبا في كلية الدعوة الاسلامية انما لا يعرفه شخصيا”، وغانم وخير الدين حوكما بـ”تفجير الكسارة”. وفي سؤاله عن المدعو محمود الربيع قال “الطراس انه يعرفه كتاجر البسة سوري مقيم في حي السلم، وكان يشرف على علاج اولاده الذين يعانون من صعوبات تعليمية فيما محمد الاحمد كان احد اولاده يعاني من التوحد وكان الطراس يقدم له بعض الارشادات، ويعلم عنه انه كان موظفا في احد الفنادق في بيروت.
إقرأ أيضاً: تسجيل صوتي للشيخ بسام الطرّاس: القضية سياسية بامتياز
وفي رده على اسئلة الرئاسة التي ركّزت على جملة وقائع اراد رئيس المحكمة استيضاحها، اكد الطراس انه عمد الى محو التلغرام عن هاتفه كغيره من التطبيقات، التي قام احد افراد اسرته بإنزالها على هاتفه دون علمه، مؤكدا بانه “لا يستخدم اي من هذه التطبيقات. اما ما ذُكر عن تطبيق”امن المجاهد” في هاتفه، فأنكر الطراس استخدامه واضاف” يوم استدعيت الى المحكمة كان بحوزتي عدة “فلاشات” تحوي رسائل ماجستير، وقد سلمتها ليتبين ان احداها مشفرة ولم اكن على علم بها ولا اعرف كيف وصلت الي، فانا لم افتحها ولم استخدمها انما طلبت من ابني فتحها لمعرفة محتواها”. واكد الطراس انه لو عرف انها تشكل له تهمة لما حملها الى المحكمة .
وسئل ما الداعي للتواصل مع محمود الربيع بطريقة آمنة، فرد بان الاخير كان يخشى معرفة الاخرين ان لاحدى بناته مشاكل وهذه اسرار عائلات”، نافيا “علمه المسبق ان الربيع المذكور ينتمي الى داعش “فأنا اعرف تاجرا بسيطا” وعلم من التحقيق انه متهم بالارهاب. ولم ينكر مئات الاتصالات بينه وبين الربيع التي تندرج ضمن عمله بمرشد أسرة، كغيره من الاشخاص الذين تواصل معهم للمتابعة اليومية انطلاقا من طبيعة عمله وذلك على فترة سنوات.
وقلل الطراس من اهمية حذفه كل البرامج على هاتفه عندما استدعي الى المحكمة، وبرر ذلك بالقول انه لم يتعمد ذلك وقام بحذف البرامج التي لا يستخدمها”.
وسئل عن سيارة مفخخة في الناعمة فقال انه سمع بها عبر الاعلام، ولا يوجد لديه اي ارتباط سوى انه يملك مكتبا للاستشارات الاسرية في عرمون نافيا علمه بمضمون رسالة بعنوان “الى اخواني” وتلك التي ارسلها المسؤول الامني في داعش المدعو ابو الوليد اليه ويذكر فيها:” انت صرت معنا وممنوع تراسل حدا غيرنا”، وقال الطراس:” سأبقى اطالب بحقيقة هذه الرسالة لاعرف سبب وصولها الي وقد تكون واحدة من الامور التي أُريد إلصاقها بي” مضيفا بانه”صُدم” بالرسالة ولا علاقة له بها او بأبو الوليد.
وجدد التأكيد على ان لقاءه بغانم خلال زيارته الى تركيا لم يكن مخطط لها وقد علم من التحقيق ان غانم مقيم في تركيا فيما خير الدين كان يتردد الى تركيا لشراء البسة لمحل يملكه في سعدنايل. اما عن خالد الصباحي فقال الطراس انه عديل شقيقه وقد فوجىء اثناء التحقيق بإنتمائه الى تنظيم ارهابي وانه صُدم لدى علمه ان الصباحي كلف من قبل داعش بإغتيال الطراس الذي انكر ان يكون قد كلف غانم بالقيام باعمال ارهابية في لبنان عبر محمود الربيع.وقال: “هؤلاء اطفال تم التلاعب بهم وانا امارس عملي الجامعي وهدفي تربية الاجيال”.
وبعد ان طلبت ممثلة النيابة العامة القاضية مايا كنعان الاستماع الى افادة كل من غانم وخير الدين والصباحي ورغم اعتراض وكيلة الطراس المحامية زينة المصري كون افادتهم موجودة في الملف طالبة المرافعة، قرر رئيس المحكمة رفع الجلسة الى٢٩ الجاري لسماع المذكورين كشهود وللمرافعة والحكم.
