بين كارتيل «حزب الله» وتواطؤ السلطة.. الطوابير باقية!

طوابير البنزين
ليس سهلا حل مشكلة طوابير السيارات أمام محطات المحروقات، لأسباب عدة منها سعي أطراف سياسية وفي مقدمها "حزب الله" بحسب مصادر متابعة، لإبقاء الحاجة إليها لتخفيف إختناق السوق الداخلي، عبر إستقدام بواخر إيرانية، ما يعني دخولها ضمن كارتيل المحروقات القائم، وثانيا أن المحتكرين الكبار والصغار يريدون الاستفادة من هذه الازمة حتى آخر نقطة بنزين ومازوت، ولذلك فهم "يرصون" صفوفهم أمام المحطات لتعبئة المحروقات وتخزينها وبيعها بأسعار خيالية(بين 600 و 700 وتصل إلى المليون ليرة)، وثالثها تقاعس الحكومة بوزاراتها الثلاث أي الطاقة والاقتصاد والداخلية، عن محاربة السوق السوداء.

لم ينفع رفع الدعم شبه النهائي عن المحروقات، في حل مشكلة الطوابير المتوقفة أمام المحطات، بالرغم من فتح إعتمادات ل7 بواخر جديدة، يفترض أن تلبي حاجة السوق المحلي لمدة أسبوعين أي حتى أواخر الشهر الحالي، فخبر “وفاة مدير “ليسيه رأس بعلبك” ميشال مشرف أمس، جرّاء إصابته بنوبة قلبية بسبب الإرهاق الذي أصابه، نتيجة اضطراره إلى المشي لمسافة تزيد على كيلومترين في شمس الظهيرة الحارقة، بعد نفاد المحروقات من خزان “الفان” الذي استقله، وعجزه عن تأمين البنزين لسيارته الخاصة، يشي بأن المواطن اللبناني لا يزال يعاني الأمرين لتأمين صفيحة بنزين، وقد يصل به الامر إلى الموت لأنه ببساطة هناك محتكرين من “الكبار و الصغار”، يريدون الاستفادة من الازمة إلى أقصى حد.

إقرأ أيضاً: «الثنائي» يَستثمر بـ«بنزين الجنوب» رغم رفع الدعم..ومافيا الإحتكار «تُعاقب» البقاع!

وهناك جهات سياسية تريد الاستثمار في هذه الازمة إلى أقصى حد أيضا، لإستخدامها في حجز مكان لها بين كارتيلات النفط والمحروقات وإستعمالها لاحقا كرشوة إنتخابية، و لبنان على أبواب الشتاء والانتخابات النيابية القادمة. ولعل كلام ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا ل”جنوبية” بأن “المازوت الايراني سيساهم في إراحة السوق اللبناني” إلا إحدى المؤشرات على أن البواخر الايرانية أصبحت أمرا واقعا في سوق المحروقات اللبنانية، وحجزت لها مكانا سيستمر في المرحلة القادمة.

الشركات لم تكن توزع لعدم صدور آلية جديدة لتوزيع المحروقات

إذا الطوابير على محطات البنزين لم تزل موجودة، صحيح أنها لم تتزايد ولكنها أيضا لم تخف بشكل ملحوظ ، فما السبب ؟ يجيب عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات الدكتور جورج براكس “جنوبية” على هذا السؤال بالقول: “ما يحصل على المحطات اليوم هو أمر طبيعي لأن البواخر السبعة، التي أفرغت حمولتها في مستودعات الشركات، تحتاج إلى وقت إضافي لتوزيع هذه المحروقات على المحطات، كي تتمكن من فتح أبوابها جميعا، وبالتالي تخفيف الضغط عن المحطات التي تستقبل الزبائن”، لافتا إلى أن “هذه الشركات لم توزع بضائعها أول من أمس الاربعاء، بسبب عدم صدور آلية جديدة لتوزيع المحروقات، وحاليا هناك إنفراجات في عدد الطوابير، وسيستمر الامر كذلك طالما هناك تدرج في توزيع المحروقات”.

التقنين في إعطاء الاعتمادات يعني إستمرار الطوابير

ويرى أن “إختفاء الطوابير يتطلب زيادة إعتمادات مصرف لبنان، لكل شركات إستيراد المحروقات سويا كي يتمكن الجميع من فتح محطاته في نفس الوقت، أما التقنين في إعطاء الاعتمادات فيعني إستمرار الطوابير”.

 ويختم:”وزارة الطاقة ومصرف لبنان هما المعنيان في هذا الموضوع، فالمركزي هو الذي يعطي الموافقات على الاعتمادات، ووزارة  الطاقة هي التي تعطي الاذن للشركات بتوزيع المحروقات”.

جورج البراكس
جورج البراكس

من جهته يوضح ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا لـ”جنوبية” أن “الطوابير أمام المحطات تراجعت في بيروت وجبل لبنان والجية والدامور، أما في الجنوب فلا تزال الطوابير كبيرة، بسبب عدم إستلام المحطات  للمحروقات هناك وستتراجع تدريجيا إلى أن تنتهي نهائيا”، لافتا إلى أن”عددا من المواطنين أتخذوا من بيع المحروقات موردا للرزق، وأعتقد انه حينما يتم إراحة السوق وتفتح كل المحطات،  سيختفي هؤلاء تلقائيا من أمام المحطات”.

في الجنوب لا تزال الطوابير كبيرة بسبب عدم إستلام المحطات  للمحروقات

يضيف:”أنا متفائل لأن من خلال تواصلنا مع الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الطاقة الجديد، علمنا أن هناك خطة لمعالجة الوضع جذريا من خلال تعويم السوق، وفتح إعتمادات أكثر لإستيراد بواخر أكثر، و على الجميع التعاون لحل المشكلة، ولا شك أن وجود المازوت الايراني سيريح السوق اللبناني أيضا”. 

فادي ابو شقرا
فادي ابو شقرا
السابق
«حزب الله» و«تربيح الجميل» بصورة: زفة لصهريج المازوت في الغازية!
التالي
بعدسة «جنوبية»: «السوري القومي» يستبيح الحمراء.. «قمصان سود وسلاح ثقيل»!