ميقاتي «يَتنصل» من إنتهاك الصهاريج للسيادة..والمؤامرة مستمرة: لا دعم ولا بنزين!

نجيب ميقاتي بعبدا
تنصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من بواخر وصهاريج حزب الله، واطلق موقفاً "وسطياً" ارضى فيه الاميركيين ولم يغضب "حزب الله"!

بطريقته المعهودة والبراغماتية، ارضى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاميركيين، ولم يغضب “حزب الله” بالشكل الذي يفجر العلاقة فيه معه.

وفي اول موقف رسمي لبناني من بواخر ايران وصهاريج سوريا، التي اخترقت الحدود غير الشرعية امس الاول ومن دون اي اعتبار للدولة ومؤسساتها ووزاراتها، حرص ميقاتي، ووفق مصادر سياسية متابعة لـ”جنوبية” على “دوزنة” موقف وسطي، وَازن فيه بين الانتقادات والتي وجهت للحكومة والدولة والرئاسة الاولى وهروبها من اتخاذ اي موقف على طاولة مجلس الوزراء وبين الرفض الاميركي “غير الحاد” للبواخر والصهاريج، رغم كسرها العقوبات المفروضة على ايران وسوريا و”حزب الله”.

وقال ميقاتي في مقابلة مع cnn الاميركية وردأ على سؤال عن ادخال «حزب الله» النفط الايراني امس الاول والخوف من عقوبات على لبنان،: انا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس لدي خوف من عقوبات على لبنان، لأن العملية تمت بمعزل عن الحكومة اللبنانية».

حرص ميقاتي على “دوزنة” موقف وسطي وَازن فيه بين الانتقادات التي وجهت للحكومة وعدم اغضاب الاميركيين ولا “حزب الله”!

لكن ميقاتي عاد لـ”يجبرها” مع “حزب الله”، فقال عن مشاركة «حزب الله» في الحكومة: «أنا رجل عملي والحكومة جامعة لمعظم الاطياف اللبنانية، ولا يمكننا ان نقوم بأي اصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع. حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب».

مؤامرة البنزين

وفي فصل جديد من فصول المؤامرة الرسمية على اللبنانيين وتدفيعهم ثمن رفع الدعم مليون مرة كل يوم من كيسهم، اشتعلت اسعار المحروقات وقد ارتفع سعرها كما كان متوقعاً، مع بدء رفع الدعم تدريجياً، حيث أصدر وزير الطاقة والمياه وليد فياض جدول الاسعار الجديد، ليبلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 174 ألفاً و300 ليرة والـ98 أوكتان ب180 ألفاً. فيما ما تزال مادة المازوت مفقودة وبقيت العتمة على حالها في بيروت والمناطق. وذكرت معلومات انّ سعر المازوت بالليرة اللبنانية قد يزداد تبعاً لارتفاع سعر الدولار.

إقرأ ايضاً: حزب الله «يَبتز» خصومه بالمازوت الإيراني..والعتمة «تُسوّد» حياة البقاعيين!

وتفاقمت أزمة المحروقات أمس مع رفع عدد كبير من المحطات خراطيمه، بعضه بذريعة الخوف من الحوادث الأمنية، والبعض الآخر بدعوى نفاد المخزون. أمّا عملية استيراد البواخر الـ7 فقد تعطّلت نتيجة اشتراط مصرف لبنان على المصارف أن توقّع على تعهّد بأن المحروقات لم تدخل السوق السوداء.

كباش حصل بين عون وميقاتي وسلامة حيث رفض الاخير طلب الرئيسين ابقاء الدعم على 8 الاف على البنزين فكانت التسوية برفعه الى 12800!

وكانت الشركات المستوردة للنفط، أكدت أنها تبلغت من المصارف قرار المصرف المركزي منحها أذونات مسبقة لتأمين البنزين للأسواق بسعر الـ8000 ل. ل. والشركات مستعدة لبدء عملية ‏تفريغ البواخر فور دفع المصرف المركزي المتوجبات عليه لهذه الشركات وهو الامر الذي لم يحصل.

سلامة يتصدى لعون وميقاتي!

وفي جديد فصول رفع الدعم من 8 الاف ليرة الى 12800 ليرة حسب منصة مصرف لبنان، يكشف مصدر نفطي لـ”جنوبية” وكان مشاركاً في الاجتماعات، ان كباشاً حصل بين رئيس الجمهورية وفريقه، ورئيس الحكومة، وحاكم مصرف لبنان حيث اصر الرئيسان عون وميقاتي على عدم رفع الدعم وتزويد السوق بالمحروقات على 8 الاف ليرة حتى نهاية ايلول، فرفض سلامة وكان المخرج برفع الدعم الى 12800.

ويقول المصدر ان الاخطر من كل ذلك هو تربيح اللبنانيين الجميلة ان الدعم لم يرفع، لكن في المقابل لم تتوفر المادة ولم تفرغ البواخر، وسيكون هناك مماطلة في الامر حتى “تطلع روح” الناس من الطوابير والانتظار، لتصل الى آخر ايلول، وترفع “العشرة” و”دخيلكم ارفعوا الدعم”، والامر مشابه في موضوع الغاز بعدما صار موضوع المازوت وسعره على الدولار امراً واقعاً!

واعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس: ان قسماً كبيراً من المحطات لا يزال مقفلاً لعدم توافر المادة وسبق وحذّرنا من هذا الأمر والآلية كان من المفترض أن تبدأ منذ يوم الاثنين كي لا نصل إلى ما وصلنا إليه.

واضاف : لكن المحطات تبدأ بفتح أبوابها (من امس) لأن الشركات بدأت بتوزيع المحروقات لكن هناك شركات لم تصل إليها البواخر لذا الأزمة ستبقى موجودة لكن ابتداءً من يوم الاثنين ستتحسّن الأوضاع لكن هذا لا يعني أنّ الطوابير ستختفي.
وبقيت ايضا اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية على حالها في معظم المحلات والسوبرماركت، ولو أن بعضها القليل خفّض الاسعار بنسبة 15 بالمئة على امل ان تخفّض باقي المؤسسات اسعارها اعتباراً من اليوم السبت بعد انخفاض سعر الدولار.

النفط العراقي

على خطٍ موازٍ اعلنت وزارة الطاقة والمياه في بيان بدء تفريغ أول شحنة غاز اويل بعد وصولها الى لبنان محملة بـــ31 الف طن من ضمن الاتفاقية التي تم توقيعها من قبل وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط مع الجانب العراقي ، وستفرغ الباخرة 15 ألفاً من حمولتها في خزانات معمل دير عمار، على ان تفرغ الـــ16 ألفاً في معمل الزهراني، وستليها باخرة فيول اويل «GRADE B» للمحركات العكسية قبل آخر ايلول الجاري.

واوضحت الوازرة أنه سيتم تزويد مؤسسة كهرباء لبنان من خلال هذه الاتفاقية مع الجانب العراقي بحدود 60 الف طن من الفيول أويل والغاز أويل شهرياً ولمدة عام.

السابق
حزب الله «يَبتز» خصومه بالمازوت الإيراني..والعتمة «تُسوّد» حياة البقاعيين!
التالي
هل بدأ موسم «العودة» اللبنانية إلى سورية؟