الحكومة بعد ١٣ شهرا.. ليس ما لها بل ما عليها!

نجيب ميقاتي
صحيح أن الحكومة تشكلت، لكن الاسئلة بدأت تدور عما يمكن أن تُنجز، خصوصا أن الطبقة السياسية التي كانت سببا في الانهيار لها من يمثلها داخل الحكومة، و لن يتخذوا قرارات تقوّض مصالحها، ومن هنا يمكن أن تفهم المعارك التي دارت على مدى 13 شهرا، من أجل الحصول على ثلث معطل.

بعد 13 شهرا على إستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، تمكّن الرئيس نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة من 24 وزيرا، بعد فشل رئيسين مكلفين في تحقيق المهمة ذاتها، أي السفير مصطفى أديب والرئيس سعد الحريري. صحيح أن اللبنانيين يبدون ارتياحا لهذه الخطوة، التي تمت بضغط واضح من ايران و المجتمع الدولي ولا سيما باريس وواشنطن، إلا أن الشك والارتياب يلازمها حول ما يمكن أن تحققه في زمن الانهيار الكبير الذي تعيشه بلاد الارز، خصوصا أن الطبقة السياسية المسؤولة عن هذا الانهيار هي نفسها التي شاركت في تشكيل الحكومة ولها فيها ممثلين ولو بشكل موارب، ولعل المشهد الاكثر تعبيرا عن هذا الارتياب هو النقاش الذي لا يزال دائرا عما إذا حصل رئيس الجمهورية ميشال على الثلث المعطل أم لا، خصوصا أن هذا الثلث هو الذي دفع الرئيس الحريري إلى الاعتذار (كما أعلن) وكان سببا في إطالة أمد المفاوضات بين الرئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي حول التشكيلة، إلى أن صعد الدخان الابيض اليوم من قصر بعبدا .

يشدد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لـ”جنوبية” على أنه “حتما لا ثلث معطلا في الحكومة لأي فريق سياسي في لبنان وحتما يجب أن يكون الكل واحد والواحد كل”، لافتا إلى أن “جواب الرئيس ميقاتي حول الموضوع هو جواب في موقعه الطبيعي حين قال أنه (يملك الثلثين في مجلس الوزراء الذين يصرون على بناء لبنان)”، و يعتبر أنه “على هذا المنوال يجب أن تسير الامور لأن هناك عبارة في اللغة الانكليزية تقول “the game Is over” وهذه الحكومة ختمت المرحلة السابقة و the game Is over”.

الفرزلي لـ”جنوبية”: المرحلة السابقة إنتهت. المرحلة.. the game Is over “

 يضيف:”الشيء الايجابي الأول والسريع أن الحكومة تشكلت وهذا بحد ذاته أمر جيد وأعتقد أن هذه الحكومة ستساهم مساهمة إيجابية بوضع لبنان لبنان على سكة ومسيرة وقف الانهيار وهذا امر مهم ويجب أن ندعمه ونسهّل أُفق وإمكانية الحلول”.

ويختم:”هذا أمر مطلوب لبنانيا ويجب على الشعب اللبناني أن ينظر إلى الامور بإيجابية وتفاؤل لكي نتمكن من المضي قدما”.

ايلي الفرزلي

على ضفة اللقاء الديمقراطي يرى عضو عضو الكتلة النائب بلال عبد الله لـ”جنوبية” أن “لا قيمة للثلث المعطل أمام وجع الناس، لأن هناك شعب لبناني معطل وعيش كريم معطل وهذا الاهم ومن يفكر بهذه الطريقة مصاب بشهوة السلطة”.

عبدالله لـ”جنوبية”: لا قيمة للثلث المعطل أمام وجع الناس

ويشدد على أن “مهمة الحكومة الجديدة ان تتحرك لتنقذ البلد، وعلينا إعطاءها الوقت لكي تبرهن عن قدراتها وفي كل الاحوال وجود حكومة أفضل من لا حكومة”، لافتا إلى أنه “علينا إنتظار البيان الوزاري كي نكوّن صورة صحيحة عنها،علما أن المطلوب منها هو وقف الانهيار الاقتصادي والقيام بإصلاحات وأن تبدأ بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وأن تنفتح على المجتمع العربي والدولي”.

بلال عبدالله

في ميزان الخبراء الاقتصاديين يشرح  وزير المال السابق جورج قرم لـ”جنوبية أن “الانهيار اقتصادي والمالي حاصل منذ أشهر هو بسبب سياسات المصرف المركزي التي ساهمت حد بعيد في تدمير الاقتصاد اللبناني، وأيضا في العمل على تعدد سعر الصرف للدولار في السوق اللبناني وهذا الامر من الناحية النقدية والمالية هو خطأ فادح”، معتبرا أن “على عاتق الحكومة الجديدة مهمات عديدة في إطار تغييرات إقليمية ضخمة، إذ أن إستجرار الطاقة من الاردن إلى لبنان عبر سوريا هو تطور إقليمي ودولي مهم يجب التوقف عنده وأمر بنّاء، ويعني أن هناك يمكن أن يحصل تعاون إقليمي جدي للمساعدة على وقف الانهيار في لبنان”، ويرى أن “على الحكومة تفعيل هذا التعاون الذي إستجد على الصعيد الاقليمي و إستثماره بطريقة صحيحة “.

قرم لـ”جنوبية”: على الحكومة تفعيل التعاون الاقليمي لإنقاذ لبنان وإستثماره بطريقة صحيحة

يضيف:”الاهم هو قدرة الحكومة على مكافحة الفساد وأعتقد أن النخب السياسية في لبنان ستجد صعوبة في ذلك لأنها متورطة فيه وهو متجذر في البلد منذ سنوات. لذلك يجب إيجاد طرق جدية لمكافحة الفساد وإلا علينا أن ننتظر نتائج الانتخابات النيابية المقبلة وما ستحمله من تغييرات”، معبرا عن إعتقاده أنه”بالنظر إلى أداء الحكومات السابقة نرى أن كل السياسات التي إعتمدها المصرف المركزي كانت خاطئة وأبرزها تثبيت سعر الصرف، بينما العالم كله منذ العام 1976  يعتمد نظام سعر صرف عائم وليس ثابتا”.

ويختم:” الاسوأ أنه بعد تثبيت سعر الصرف في لبنان إنتقلنا إلى مرحلة تعدد أسعار الصرف بشكل مخيف و يثير الريبة لأنه يدر أرباح خيالية لبعض التجار والفئات الاقتصادية اللبنانية”.

وزير المال الاسبق جورج قرم
السابق
بالفيديو صادم: شرطة الضاحية تشتم وتهاجم عنصرين في الجيش والدرك.. عندما تسقط هيبة الدولة!
التالي
فاجعة تهزّ ثوار ١٧ تشرين.. الناشط فيصل صفير يُغادر الحياة في ذكرى مولده!