اما بقاعاً، فالمعاناة تتوسع مع فقدان المازوت والبنزين وهوما انعكس على المحاصيل الزراعية لسهل البقاع وبالتالي تعقيد حياة اهله ودفعهم الى حافة اليأس والفقر المدقع.
الجنوب لا بنزين مجددا!
ومنذ إصدار قرار دعم البنزين على سعر 8000 ليرة، و توقُّع الحلحلة و التخفيف من زحمة الطوابير في الجنوب، ازداد المشهد تعقيداً و ازداد طول الطوابير و خفَّ وجود البنزين بل و انعدم وجوده في أكثر المحطات في الجنوب.
ورغم انعكاس مشهد جميل منذ عدة أيام و هو تنظيم الطوابير بعدما أوجدت للبلديات منصات للتسجيل، الاَّ أنَّ هذه الخديعة انكشفت بسرعة، و عادت الطوابير و عادت معها المشاكل و قطع الطرقات، أضف إلى ذلك أنه و لا بلدية في الجنوب عبَّئت بنزين للأهالي أكثر من مرة او مرتين و بعض البلديات و لا مرة، وذلك بعد الدعم الأخير.
و يعود الأهالي ليسألوا عن كميات البنزين، أين اختفت؟ مع العلم أن سوق السوداء للغالونات ايضاً خفَّ التعامل بها.
وفي صور لم تعمل المنصة التي أطلقتها البلدية بعد، و لا يوجد بنزين في أي محطة في المدينة، و قد أقفلت محطة العباس فرعَيها في الحوش و الشواكير بشكل تام، و منذ فترة لم تفتح أي محطة لا في صور و لا ضواحيها.
في صور لم تعمل المنصة التي أطلقتها البلدية بعد و لا يوجد بنزين في أي محطة في المدينة
و في جويا توقفت محطة درويش عن التعبئة بسبب بعض الاشكالات بين المواطنين، ما دفع ببعض الشبان لقطع الطريق بقرب المحطة بالإطارات المشتعلة التي تسببت بحريق كبير في الحرش المجاور للطريق العام و المحطة.
وفي بلدة برج رحال، و رغم التسجيل على المنصة و وجود بونات، غلب طابع الفوضى و المحسوبيات، في محطة جفال ما تسبب بوقوع إشكال و ايضا تمَّ إقفال المحطة و حرمان الأهالي من تعبئة البنزين.
وفي صيدا وبعد الفشل الذريع لمنصة بلدية صيدا لتعبئة البنزين، صرَّحت البلدية اليوم بأنَّ منصَّة البنزين تعرَّضت للقرصنه و عليه فلا داعي للذهاب إلى المحطات المسجلة على هذه المنصة.
و هذا ما أثار حفيظة الأهالي، فقطع السائقون العموميون بسياراتهم طريق ساحة النجمة، كما قطع مجموعة من الشبان السير قرب محطة كيلاني ( المسبح الشعبي )، أما المحطات القليلة التي فتحت ابوابها فقد شهدت طوابيرها مشاهد غير مألوفة من السيارات حتى في عِزّ الأزمة.
البقاع
وفرض استمرار ازمة انقطاع المازوت بسعر السوق السوداء انعكاساً مباشراً على كلفة المنتجات الزراعية، لان يضع المزارع بين سندان تأمين المازوت بالسعر السوق السوداء ومطرقة تلف المزروعات بحال عدم الري،
ففي سهل البقاع والذي يعتبر المصدر الرئيسي والأساسي للمزروعات الصيفية من خضار وحبوب، وصلت الاسعار الى حالة الجنون، حيث وصل سعر كيلو البطاطا الى ٨ الاف ليرة، وكيلو البندورة الى ١٠ الاف ليرة، والخسة ب ٨ الاف ليرة. عدا عن باقي الاصناف والحشائش وغيره.
إقرأ ايضاً: «حرب مَحطات» بين بلديات «الثنائي» جنوباً..و«المنصات» تَقهر تُجار الغالونات بقاعاً!
وتسببت محطات الوقود امس بازدحام السيارات على الطرقات الرئيسية والدولية، عند طريق تعلبايا زحلة، وطريق زحلة الكرك الغرزل. كما ادت الى التزاحم والاشكالات على خلفية افضلية التعبئة، وفي احدى محطات شتورا وقع اشكال بين مواطنين ينتظرون في الطابور منذ ساعات طويلة مع أفراد يتخطون الطوابير ويقومون بتعبئة سياراتهم مرات متكررة خلال ساعة واحدة ويعاودون الكرة وذلك بقوة السلاح واستقوائه بانتسابه الى سرايا المقاومة التابعة لحزب الله.
واثارت هذه الاشكالات نقمة واسعة بين المواطنين، وكيفية حماية تجار الغالونات والمهربين الذين يأخذون دورهم ودور غيرهم ليتسابقوا على سرقة المال العام.
