لم يرق لأهالي عكار ذات الثقل السني والبعد العشائري والعائلي، الدخول الشيعي عبر “حزب الله” للاستثمار في فقر واوجاع وجراح ضحايا انفجار التليل المأساوي.
فمحاولات “حزب الله”، وفق مصادر عكارية لـ”جنوبية” اختراق الساحة السنية العكارية والشمالية عموماً ليست جديدة وهي تتم منذ مدة، عبر دعمه بعض الشخصيات السنية، وتجنيده الشباب العكاري السني في المنطقة ضمن “خلايا سرايا المقاومة” وفي ظل انكفاء واضح لـ”تيار المستقبل”، والذي يعد الابرز حضوراً في تلك المنطقة الحدودية المتاخمة لسوريا.
وتشير الى ان الاهالي، لم يرحبوا بهذه الشخصيات وهم : رجلا دين وآخران مدنيان، وهذه الشخصيات ليست وازنة ولا حضور شعبي وسياسي لها، بل تقوم بعراضات امنية وعسكرية وتنشر المسلحين، وتحاول ان تندمج مع المجتمع العكاري والذي ينبذها بالاتراح والافراح ولا يرحب بوجوها لا للتهنئة و لا للتعزية!
محاولات “حزب الله” اختراق الساحة السنية العكارية والشمالية عموماً ليست جديدة وهي تتم منذ مدة عبر دعمه بعض الشخصيات السنية
وكما رفض اهالي عكار “السرايا” والمحسوبين عليها، وجدوا في توزيع “حزب الله” تعويضات مالية نقدية على ضحايا الحريق النفطي في بلدة «التليل» بنسبة 30 مليون ليرة لبنانية لورثة الضحية (1500 دولار تقريبا) و15 مليونا لكل مصاب (750 دولارا) وسط غياب للحكومة ، وتجاهل الفاعليات السياسية والمالية، ان له اهدافاً سياسية وانتخابية واستثمار لدماء الضحايا.
مماطلة وعرقلة حكومية!
حكومياً عادت بورصة التوقعات لتتأرجح صباحاً ومساءاً ومع تزايد التسريبات عن تقدم ومن ثم تشاؤم، ما يؤكد وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان كل ما يجري هو لتقطيع الوقت في انتظار رفع الدعم، وان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وقبله رئيس الجمهورية ميشال عون، يعرفان ان ثمن رفع الدعم سيكون كبيراً شعبياً، وسيكون وقعه مدوياً شعبياً وسياسياً وفي الشارع.
وفي حين كان يتوقع ان ينعقد اللقاء المرتقب بين عون وميقاتي اليوم، عادت الامور الى مربع المراوحة مع إصرار عون على الثلث المعطل عبر تسمية الوزرين المسيحيين، كما يصر ميقاتي على حقيبة “الاقتصاد” والامور لا زالت عالقة هنا.
رفع الدعم عن المحروقات
في الوضع الحياتي، وبعدما نفد صبر المواطنين من الاذلال على المحطات وتراجع اقبالهم على تعبئة البنزين ويئسوا من الحصول على المازوت، عاد الحديث عن ان قرار رفع الدعمسيتخذ خلال ايام قليلة وليس قبل نهاية ايلول الحالي كماوعد حاكم مصرف لبنان في الاجتماع الاخير الذي عقدفي قصر بعبدا.
“حزب الله” يجند الشباب العكاري السني في المنطقة ضمن “خلايا سرايا المقاومة” وفي ظل انكفاء واضح لـ”تيار المستقبل”
وقداعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس «أن الدعم على المحروقات سيُرفع خلال أيام، مشيراً الى أن الأمور قيد الدرس بالتنسيق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان لإتخاذ القرار البديل.
واوضح البراكس أن الاتجاه نحو خيارين إما رفع الدعم فيبقى الموضوع بيد مصرف لبنان لجهة الموافقة على استيراد المحروقات ولكن على سعر السوق، وإما تحرير الاستيراد فيصبح الموضوع بيد الشركات المستوردة، ما يتطلب دراسة لتحديد الآلية المعتمدة وإصدار الأسعار. وفي هذه الحالة سيرتاح السوق وستتم السيطرة على التهريب والاحتكار لكن الأمر ستكون له انعكاساته السلبية على سعر الصرف في السوق السوداء.
إقرأ أيضاً: الحكومة «هبّة باردة» «هبّة سخنة»..والدعم على المحروقات يَلفظ انفاسه الاخيرة!
في ظل شح المازوت، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في الشمال الإقفال ابتداء من اليوم حتى الحصول على مادتي المازوت والطحين. وذلك بعد جلسة عمومية في مقر النقابة في طرابلس،ولاحقا، أعلن رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أن مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال حسين قعفراني اتصل بي واخبرني بوصول كمية من المازوت توزع اليوم على الافران والمطاحن في المدينة والشمال بناء لجدول أعدته وزارة الاقتصاد، وقال: أطمئن المواطنين في طرابلس والشمال بأن مادة المازوت ستوزع غدا على الأفران، بإشراف بلدية طرابلس بحسب الجدول المعد من قبل وزارة الإقتصاد، بناء لوعد من رئاسة الحكومة.
ودعا الى «عدم الهلع والوقوف في طوابير الذل أمام الافران التي ستوفر الخبز كالمعتاد، على أمل انتهاء هذه الأزمة مع توفير المحروقات بما يكفي حاجيات المدينة حسب الالية التي وضعتها البلدية، بالتعاون مع فاعليات المدينة وأصحاب المولدات والافران والتي لم تنفذ، لتتمكن مؤسسات المدينة والشمال من العمل وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين.
