هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/9/2021

القنوات اللبنانية

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

التحاور والتشاور والتحادث سمات آدمية بشرية حضارية، وإذا تعطلت هذه اللغات ماذا يحل مكانها؟، أول ما يتبادر الى الذهن لغة العنف او التقاتل ولا سمح الله الحرب. السؤال في لبنان الآن يبدو الآتي:

عندما تتعطل لغات النظام والدستور وتأليف الحكومات، وتتبدد سياسات دعم المجتمع ما الذي سيحصل؟، إذاك أولى وجهات النظر تؤشر الى علامة استفهام عن مصير تطبيق النظام، والثانية عن التغيير في النظام، والثالثة مريبة عن تطيير النظام، والعاشرة عن الانتفاض على السلطات والحكام، والأهم من كل ذلك، كيف يمكن أن يعيش ثمانون في المئة من الشعب اللبناني، الذين أصلا صنفتهم الإسكوا بالفقراء العاجزين عن تأمين استمرارية قوت حياتهم.

حتى الآن عمليا ما يقع في الخانات التعطيلية هو: عدم تأليف حكومة منذ ثلاثة عشر شهرا وحتى الآن بعد تكليف ثلاث شخصيات: السفير مصطفى أديب الذي اعتذر عن التأليف بعد ستة وعشرين يوما على تكليفه، ثم الرئيس سعد الحريري الذي اعتذر بعد تسعة أشهر على التكليف، والرئيس نجيب ميقاتي الذي مر على تكليفه ستة أسابيع حتى الآن، ضمنها ثلاثة عشر لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

دعائم بنيان الركائز الاقتصادية ودعم المواد الحيوية كما الاستهلاكية للناس تهتز، وضمنها هواجس وقف الدعم عن المحروقات، البنزين والمازوت وسواها. ومعيشة الناس كلها شبه معطلة مع تعثر الخدمات وفي مقدمتها الاستشفائية والحياتية.

بالتوازي ميقاتي لديه خيارات أخرى قبل الوصول الى نقطة الإعتذار، بحسب النائب علي درويش، فهو بحسب مطلعين ماض في خوض مشاورات وصفت بالشوط ما قبل الأخير على مسار الجهود لتأليف الحكومة. وحتى وإن لم يحصل اليوم حراك يذكر يخص التأليف الحكومي بسبب المأتم الكبيرالمهيب للراحل الكبير الشيخ عبد الامير قبلان.

إلا أن المشاورات باقية على حيويتها وهي مشاورات غير مباشرة قائمة على خط قصر بعبدا- بلاتينوم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأبرزها وفي مقدمتها أو جلها قادها وسيعاودها اللواء عباس ابرهيم، ولبها الوصول الى حل العقدة المتعلقة بحقيبة الاقتصاد كي تكون للرئيس ميقاتي، مع البحث عن بديل مقابل في حقيبة، أو حقيبة ومركز ضمن حصة فريق الرئيس عون.

وهكذا دواليك عندما تتبدل وتتعدل أسماء وحقائب يعاد البحث في التركيبة التي لا تزال حتى الآن، ضمن حكومة مفترضة من 24 وزيرا.

لكن ما برز مواكبا في الأيام الأربعة الماضية هو تقاطع الدعوات الخارجية الجدية وتلاقيها في إشارات الحض الإقليمي والدولي للبنانيين المعنيين على الإسراع بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، خصوصا الإشارات الواردة من مسؤولين في واشنطن وسفيرتها في لبنان ومن باريس وطهران معا على مستوى الرئيسين والسفيرين، وقد أضيف هذا الحض أو التشجيع، الى دعوات من دول وجهات أخرى فاعلة. الكتلة الاشتراكية الاوروبية من جهتها دعت الى معاقبة معطلي حل الأزمة اللبنانية.

في أي حال بعد استراحة نسبية فرضتها أيام الحداد على الراحل الكبير الشيخ عبد الأمير قبلان الذي شيع اليوم، سيشهد مسار المشاورات لتأليف الحكومة زخما مضطردا على رجاء وأمل أن تتوج نهاية الأسبوع بولادة حكومة جديدة.

رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل عنه “مستقبل ويب”: “ما تقول فول ليصير بالمكيول”. واكتفى بالقول ردا على سؤال عن مصير تأليف الحكومة: “لم يعد ينفع إلا الدعاء”.
تبقى الإشارة الى أن الكتلة الاشتراكية الاوروبية دعت الى معاقبة معطلي حل الأزمة اللبنانية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

وداعا صوت العقل والحق والحكمة. وداعا عنوان الإنسانية والتواضع والاعتدال. وداعا شيخ الأنقياء والطيبين إمام الفقراء والمجاهدين. وداعا يا ذا القلب الكبير وقد حزمت حقائب العمر ومضيت إلى جنان السماء. بأمان الله يا مولانا الشيخ عبد الأمير. الرحمة لروحك النقية وقد سموت إلى جوار من لا تضيع عنده الودائع. سلام عليك في ترحالك إلى جوار من أحببت من الشهداء والصديقين. إن العين لتدمع والقلب ليخشع. لكن عفوك مولانا من كنته لا يغيب. يبقى متوهجا فكرا رساليا وحدويا حواريا عادلا ومعتدلا. فنم قرير العين يا شيخنا.

الراحل الكبير العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان شيع اليوم انطلاقا من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي منحه باسم رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

موكب التشييع انطلق من مقر المجلس ليوارى الراحل في ثرى روضة الشهيدين في الغبيري، وذلك بعدما صلي على الجثمان الطاهر للرجل، الذي تشارك جميع اللبنانيين في نعيه على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الدينية والطائفية والسياسية والمناطقية.

سياسيا يبدو الشأن الحكومي في العناية الفائقة وسط حالات من الهبوط حينا والصعود حينا آخر. هذا التأرجح يأتي غداة إشاعة أوساط الأطراف المعنية بالتأليف أجواء إيجابية وصلت إلى حد تحديد يوم غد، موعدا محتملا للولادة الحكومية. على أي حال المؤشر- الفصل لمسار الملف الحكومي ربما يكون معلقا على اللقاء الرابع عشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي والذي لم يضرب له موعد حتى الآن.

إقليميا لا تزال إسرائيل أسيرة عملية نفق معتقل جلبوع، التي شكلت صفعة قوية للكيان الصهيوني وجيشه، والذي فشل في منع ستة معتقلين فلسطنيين من تحرير أنفسهم عبر نفق حفروه من داخل زنزانتهم في السجن الشديد الحراسة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

العلامة الشيخ عبد الامير قبلان الى جوار الشهداء، بعد أن شهد الجميع بأنه المجاهر بالحق الذي آمن به، السائر على طريق المستضعفين مدافعا عن المحرومين عاملا لصلاح الدنيا والدين.

شيعه اللبنانيون وهم مجمعون أنه رجل الحكمة والاعتدال، الذي ما عدل في مواقفه بنصرة القضايا المحقة لبنانيا وإقليميا، وأنه من المقاومة ولها، وأنه لم يعر وجهه عن فلسطين بوصلة الأمة وطريق خلاصها.

في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت دفن العلامة المجاهد، وعلى نهجه أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المسير، وكذلك أبناؤه المجاهدون العاملون لما فيه مصلحة القضية والوطن.

قلده رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وكرمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحضور وفد علمائي رفيع برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، وحضر ممثل عن المرجعية الدينية في النجف الأشرف، ومثل الأمين العام ل “حزب الله” سماحة السيد حسن نصر الله، رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.

لبنان الذي ودع اليوم أحد أعلامه، ما زال ينتظر الحكومة التي لم تكتمل معالمها بعد، والعين على الغد لمعاودة الاتصالات مع انتهاء يوم الحداد.

فطالبان شكلت حكومتها في افغانستان بعد أيام من رحيل الاحتلال، فيما طالبو الحكومة اللبنانية لم ينالوا مرادهم بعد. لعل الحاجة الى التحرر من الاحتلال الخارجي المستوطن في نفوس البعض، وكذلك الاحتلال الداخلي الفارض في نفوس آخرين ضيق الحسابات، عسى أن تتحرر الحكومة الملحة في بلد يقف على حافة الانفجار.

اما الانفجار المدوي الذي زلزل كيان الاحتلال، فما زالت ارتداداته تصيب المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالارتجاج، فأبطال الحرية من سجن جلبوع فتحوا الأفق الفلسطيني على أجمل السيناريوهات، فيما الكيان العبري عالق في ذلك النفق الذي تفوق فيه العقل والإرادة الفلسطينيان على كل عنجهية الاحتلال وادعاءاته، فبات الكيان الذي هو أوهن من بيت العنكبوت عالقا في شرنقتها.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

حتى عتاة المحللين الاستراتيجيين والخبراء المحلفين بشؤون الكواليس الحكومية وشجونها لم يجدوا ما يقولون اليوم، فلاذوا عن غير عادة بالصمت، عسى أن تثمر حركة المشاورات المستمرة، لتحمل الساعات المقبلة ما يثلج قلوب اللبنانيين بولادة حكومية تنطلق من ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة الشهيرة، لأنها السبيل الوحيد الى التأليف.

ومساء، نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تكراره لمقولته المعروفة في الشأن الحكومي: “ما تقول فول ليصير بالمكيول” مكتفيا بالقول ردا على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة: “لم يعد ينفع إلا الدعاء”. لكن، في الانتظار، وبرسم المكلفين باحباط الشعب اللبناني، بخطابهم السلبي وباوراق النعي: غدا في عمان، اجتماع وزاري رباعي، مصري، أردني، سوري، ولبناني، يبحث نقل الطاقة كهرباء وغازا إلى لبنان.

وفي لبنان أربعة معامل هي دير عمار وصور وبعلبك والزهراني مجهزة وجاهزة لانتاج الكهرباء على الغاز. هذا ما لفت اليه المستشار السياسي والاعلامي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطوان قسطنطين، في وقت عاد القلق ليحتل العقول والقلوب على وقع الاخبار المتواترة عن قرب رفع الدعم بشكل كامل عن المحروقات قبل تأمين البدائل والحلول.

لكن، بعيدا من كل تلك التفاصيل، كل لبنان ودع اليوم الشيخ عبد الأمير قبلان، أنة الفقير ولهفة المسكين وأمل المحتاج وباب السائل وأنيس المكروب، كما وصفه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.

كل لبنان ودع اليوم رمزا من رموز الاعتدال، الذي لم يسأل عن دين ولا عن ملة، شدد قبلان، فالراحل الكبير هو الشجاع بشدة لحماية لبنان من الفتنة والتقسيم ومذابح الحرب الأهلية. هو ذاكرة الأرض والخنادق والمعسكرات، هو الحدود الملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال. هو صاحب الفقراء في برج البراجنة، في الرمل العالي، في حي السلم، في الضاحية والمصيطبة والخندق الغميق… هو بعلبك-الهرمل والجنوب وعكار وكافة مناطق المحرومين والمعذبين في هذا البلد المظلوم.

هو رفيق الإمام الصدر وأخوه وشريكه في أخطر اللحظات التي كانت تحيط بالبلد والمنطقة، وهو القائل إن العيش المشترك والسلم الأهلي ومشروع الدولة الواحدة بمثابة المسجد للمسلم والكنيسة للمسيحي، وأن من يطعن العيش المشترك إنما يطعن بمواثيق الله. وهو رفيق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشريكه بخلاصة ان الوطن إنسان وأن الضمير دين وأن المسيحية كالإسلام، خلاصة محبة الله ورحمته، وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان.

وتقديرا لعطاءاته الوطنية والدينية والاجتماعية والانسانية، منحه الرئيس عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

أبشع تجليات المذلة، في واقعنا اللبناني المريض، أن الشعب الذي انتفض ضد المنظومة وظلمها في السابع عشر من تشرين، مطالبا برحيلها ومحاكمتها وسجن أركانها وبتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، هذا الشعب نفسه، يرجوها الآن أن تشكل حكومة من لحمها ودمها بكامل فسادها، ومن رجال يدينون لهذا الزعيم و ذاك، من المنضوين في التركيبة التي أوصلتنا الى المآسي التي نتخبط فيها.

وقمة المذلة والاستخفاف بالناس، أن المنظومة تمانع وتتغنج وتتراقص فوق مقابر الشعب وآلامه ولا تشكل حكومة. وهي بلا خجل ولا وجل تقلب الشعب، يوما على نار خفيفة، ويوما على نار قوية … ساعة تدعي أن الحكومة سترى النور خلال ساعات ولم يبق سوى هذه الحقيبة أو تلك، وساعة تنسف التشكيلة الوردية، وتشقلب “بازل” الحقائب وترجعنا الى المربع الأول، بل الى ما تحت الصفر.

مخاطر هذه الزئبقية المجنونة أنها ترفع احتمالات انسحاب ميقاتي من التكيلف، وتعيدها الى الواجهة كمخرج لن تبقى تداعياته السلبية منحصرة في شخصه، بل تتعداه الى طائفته، ما سيضع الدولة في أزمة نظام.

ولا نذيع سرا ولا نخبركم بما لا تعرفون، بأن كل المساعي المبذولة من الوسطاء الداخليين وفي مقدمهم اللواء عباس ابراهيم، إضافة الى مصطفى الصلح الوسيط الجديد الذي دخل على خط ميقاتي- باسيل، الى الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم الرئيس ماكرون لم تنجح في زحزحة الرئيس عون وفريقه عن المطالبة بالثلث المعطل، بحيث صار الرئيس المكلف يصرف معظم وقته في غربلة الأسماء التي يرسلها الى بعبدا أو ترد اليه من طرفها، والجامع المشترك بين التي ترفض في البلاتينوم أو تفرض من القصر والبياضة هو تبعيتها السياسية، تؤمن الثلث المعطل أم تمنعه؟.

في هذه الظروف، تنعقد في عمان الأربعاء، اللجنة الرباعية لاستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا الى لبنان، لإجراء جردة تقنية ومالية لإمكانات تنفيذ المشروع. 

في الانتظار، الثبات في العناد والمحاصصة الفاجرة يقابلهما انهيار شامل وكامل لكل القطاعات والمؤسسات على اختلافها، وسط إجماع كوني على أن أساس الأزمة هو لا أخلاقية المنظومة. يعني طالبان تسعى للحفاظ على الدولة وعلى كابول، وقد شكلت للغاية حكومة تصريف أعمال لتأمين الاستقرار والانقاذ، أما عندنا فلا.

ولقطع دابر الأمل، أعلن الرئيس بري لـ “مستقبل ويب” أنه لم يبق أمامنا في الشأن الحكومي إلا الدعاء. منشان هيك يا لبنانيي، ما تنسوا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

في افغانستان تشكلت حكومة، وفي لبنان التشكيل متعثر. افغانستان نجحت، على الأقل في تداول السلطة، في تشكيل حكومة بعد يومين من إعلان سيطرتها على كامل أفغانستان.

في لبنان حيث “الله خلقنا وكسر القالب”، وحيث لا نرضى إلا أن نكون ” سويسرا الشرق”، وحيث لا نقبل إلا أن نتذكر أننا كنا مستشفى الشرق وجامعة الشرق وسياحة الشرق وفندق الشرق ومطعم الشرق … في لبنان هذا، نعجز عن تشكيل حكومة منذ ثلاثة عشر شهرا…

كنا نرفض أن نقارن بقندهار! على الأقل في قندهار حكومة، فماذا عندنا نحن؟.

طوابير ذل ومعضلة سنة دراسية وأدوية مخزنة ومواد غذائية مقطوعة، وتجار ومستوردو أدوية ومواد غذائية لا يبيعون إلا بعد سحسوح المداهمات.

بتنا نخجل من المشاهد أن نروي له كل مساء الرواية ذاتها: بالأمس التقيا، اليوم لم يلتقيا .. فلان أعاد تشغيل محركات وساطته بعد جرعة الأوكسيجين التي تلقاها إثر الإتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني. الرئيس الفلاني يريد هذه الحقيبة لأنها تدخله إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.

تحلو فجأة حقيبة معينة في عين الرئيس الفلاني، فيتوسط أحد الرؤساء لأقناع الرئيس الذي “طلعت الحقيبة المعينة من حصته” ليتنازل عنها. تعود المشاورات إلى المربع الأول، وجولة جديدة من المماحكات. نقولها كما هي : ” زهقتونا وقرفتونا”!

إن بكاء مريض لأنه يحتاج إلى دواء تساوي كل أنانياتكم وتعجرفكم ولا إنسانيتكم … وكما بكاء المريض كذلك المنتظر على محطة المحروقات، كذلك الأهل الذين ينتظرون على قارعة المدارس لا يعرفون كيف يدبرون الأقساط المدرسية، كذلك العائلات التي أصبح بقاؤها صعبا وسفرها مستحيلا … ماذا تنتظرون يا عديمي المسؤولية؟.

ليس كثيرا أن يقال عنكم “سلطة البلا مخ”… لو كان فيكم دم لكانت نشرتنا تستهل بتشكيل الحكومة، لكن لا، بفضل تقاعسكم النشرة تبدأ بالبطاقة التمويلية … إذا أقرت.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” 

تأثر تشكيل الحكومة بيوم الحداد الرسمي، لكن من دون أن تعلن أي جهة تشييع التأليف الى مثواه الأخير حتى الساعة.

فالاتصالات لم توار في الثرى تاركة الباب مواربا على المراوغة السياسية بجميع أنواع أسلحة التعطيل. وعلى تقويم مكيول الرئيس نبيه بري، فإنه “ما عاد ينفع إلا الدعاء” لكن كل الأيادي المرفوعة إلى السماء تقطعت بها السبل ولكأن هذا البلد “حدن داعي عليه” ومبتلى بحكامه رأسا على عقب، وإذ يختلف الحكام اليوم على تأليف الحكومة فيكف لهم أن يديروها غدا في حال تشكلت؟.

وبغياب الرؤية الموحدة، فإن يوم تشييع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شكل لحظة جامعة التقت عندها طوائف ومذاهب ومواقف سياسية تختلف على كل تفصيل وتجتمع على شخصية قبلان، التي لم تترك وراءها عداوات وخصوما تفرق بين الأديان وتزرع الشقاق المذهبي.

مأتم مهيب ووسام الأرز برتبة الوشاح الأكبر منحه رئيس الجمهورية ميشال عون وقلده إياه على النعش الرئيس نبيه بري، وبانتهاء التشييع الشعبي والرسمي عاد المشاركون في المراسم إلى المآتم السياسية والشعبية، وفي طليعتها استعداد المواطنين لقرار رفع الدعم مع نهاية شهر أيلول، لتنطلق رحلة التسعير بحسب السوق التي أصبحت أكثر من سوداء. وسيراكم هذا الأمر أعباء على اللبنانيين تعزز سير الطوابير التي سينضم إليها موسم باصات المدارس.

وإذا كان هذا القرار قد أصبح محتوما، فإن الأزمة الحقيقة تكمن في غياب إدارته وليس في اتخاذه كخطوة صارت واقعا، لكن السلطة لم تواجهه بأي قرار يجنب اللبنانيين شروره، وأقله بت مسالة البطاقة التمويلية والبدء بتطبيقها. والأيام الموعودة بالسوء لا تهز ضميرا سياسيا واحدا، ولا يسع المرجعيات المقررة سوى رمي سيل التفاؤل بحيث يفتتح النهار على “إغداق الإيجابيات”، لينتهي مساء على شحوب وافتعال عراقيل.

وقد اتخذ قصر بعبدا من انتحال صفة التفاؤل مهنة يومية، ولدى تطبيقها على أرض التأليف يتضح أنها مجرد إبعاد شبهات والحبوب المنشطة التي يتعاطاها أهل القصر تنعكس بدورها على تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ففي سجل المواقف اليومية تأكيد على تشكيل الحكومة، وآخر آرائه أسداها الى النائب السابق فادي الأعور الذي أعلن أن “الرئيس يعمل ما في وسعه لولادة الحكومة في وقت قريب”، وهو كان أبلغ وفدا شبابيا استمراره في العمل لمحاربة منظومة الفساد. وقال إن “الشعب هو الضحية وليس المرتكب”.

وإليها، سالت مواقفه عن ظلم يتعرض له المواطنون وعن حقوق سيستعيدها، منتحلا بدوره صفة النائب السابق المعارض نجاح واكيم، الذي بات يمتلك الحقوق الحصرية لرفع دعوى على الرئيس ميشال عون بجرم استعمال المزور.

فعون من ست عشرة سنة في الحكم، الى خمس سنوات على رأس السلطة الأولى، لن يتاح له اليوم الشكوى والتحدث عن شعب مسروق يتألم يوميا. 

السابق
عارض طارىء.. نائب عوني في المستشفى
التالي
رفض عكاري لإختراق حزب الله «الإنساني»..و«تقطيع» وقت بين عون وميقاتي!