لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي حول مستقبل أفغانستان بعد عودة طالبان

عقد مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت لقاء حواريا حول مستقبل أفغانستان بعد عودة حركة طالبان إلى الحكم وحضر اللقاء حشد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية.

قدم للقاء وأداره الصحافي قاسم قصير فأشار إلى وجود أسئلة عدة تحيط بالتطورات الأخيرة في أفغانستان ودلالات ذلك إقليميا ودوليا. منها ما له صلة بحركة طالبنا نفسها وهل تغيّرت أم لا؟ وما هو مستقبل الدور الأميركي في آسيا والعالم على ضوء انسحابها من أفغانستان؟ وكيف ستكون العلاقات الإقليمية والدولية على ضوء هذا الانسحاب؟

ومن ثم تحدث الباحث الدكتور احمد ملي فعرض لتاريخ تأسيس حركة طالبان علاقاتها السابقة مع باكستان والسعودية، وعرض للفكر الديني والسياسي الذي تحمله وتنطلق منه، كما تحدّث عن علاقتها الملتبسة بتنظيم القاعدة وخاصة بعد أحداث 11ايول والحرب الأميركية على أفغانستان ومن ثم الاتفاق الأميركي مع طالبان وعودتها إلى الحكم والتحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا وخريطة توزع القوى الأفغانية واعتبر أن المطلوب متابعة ما يجري اليوم كي نستطيع أن نحكم على المستقبل مع وجود إشارات مهمة حول تغير الحركة وأدائها.

ثم تحدث الباحث الإيراني الدكتور مهدي علي زادة فعرض لرؤية حركة طالبان الفكرية والدينية وتأثرها فقهيًّا بالمذهب الحنفي وعقديًّا بالماتريدية، وعرض لدخول العنصر السلفي الوهابي على أفكارها واعتبر أنه من المبكر الحكم على أداء الحركة اليوم قبل معرفة توجهاتها الجديدة وعلاقاتها الداخلية والخارجية رغم أنها تقيم علاقات إيجابية مع إيران اليوم ودعا إلى متابعة ما يجري قبل إطلاق الحكم النهائي.

ثم تحدث عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حدرج عارضا دلالات ما جرى في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي المذل وانعكاس ذلك على كل العالم والمنطقة ومحور المقاومة والكيان الصهيوني داعيا إلى تحويل الانسحاب من تهديد لإثارة الفتنة والصراع إلى فرصة للتعاون بين مختلف القوى الإقليمية ولا سيما قوى المقاومة والحركات والقوى الداعمة لتحرير فلسطين والوحدة الإسلامية.

ثم قدمت مداخلات متنوعة لكل من العميد الياس فرحات والدكتور السيد عبد الحليم فضل الله وممثل حركة الجهاد الإسلامي احسان عطايا والصحافية عبير بسام والصحافية سارة الديب والأستاذ فايز طه والصحافي الباحث محمد فقيه والأستاذ إبراهيم سكيكي وتركزت المداخلات على أهمية الحدث الأفغاني ودلالاته والمخاوف من حصول حروب وصراعات في آسيا الوسطى بسبب الخلافات الفكرية والسياسية وتحول الانسحاب من انتصار إلى فخ أميركي لتفجير المنطقة وانعكاس كل ذلك على الكيان الصهيوني وضرورة التعاون بين القوى الإقليمية من أجل مواجهة مختلف التحديات.

واختتم اللقاء بكلمة شكر من إدارة المركز للباحثين الذين قدّموا مداخلاتهم في اللقاء. مع الوعد بمتابعة النقاش في القضايا المستجدة ومعالجة انعكاساتها الفكرية على أوضاع العالم الإسلامي والعلاقات بين المسلمين.

السابق
خاص «جنوبية»: العام الدراسي يبدأ من الشارع!
التالي
الأستاذة يدعون لتحرّك كثيف أمام وزارة التربية: لاستعادة حقوقنا!