باسيل والحريري يتساويان في «المأزق»

سعد الحريري

خرج الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل من الحكومة. المعادلة التي نسبت الى الرئيس ميشال عون وفحواها: «يبقيان معا أو يخرجان معا» بدت صحيحة، والرجلان خرجا من الجولة الحكومية التي امتدت تسعة أشهر كأكبر خاسرين، لمجرد أنهما باتا رسميا خارج معادلة الحكم والقرار الحكومي، حتى لو استمرا عمليا يلعبان من وراء الستارة ويمارسان كل من جهته التأثير على الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي.

في قراءة سياسي مخضرم أن الرئيس نبيه بري يعكس عمق الأزمة الراهنة عندما يقول إن المشكلة داخلية، فهو يعبر على نحو موارب عن حقيقة المشكلة، والتي تتمثل بمأزق مشترك لدى الحريري وباسيل اللذين يشبهان غريقين في البحر يحاولان النجاة، ويعتقد كل واحد منهما أن غرق الآخر قد يؤدي الى إنقاذه. لكن لا يوجد أحد اليوم داخليا أو خارجيا يمكن أن يمنحهما أي ضمانة حول مستقبلهما السياسي، ولهذا يظنان أنهما يعيشان أزمة وجودية تتعلق بمستقبلهما السياسي، ويخوضان صراعا مفتوحا لا يتعلق بمصالح المسيحيين أو السنة، وانما بكيفية البقاء على قيد الحياة سياسيا.

لا يوجد أحد اليوم داخليا أو خارجيا يمكن أن يمنح الحريري وباسيل أي ضمانة حول مستقبلهما السياسي!

وفي محاولة لشرح مأزق كلا الرجلين، يلفت هذا المصدر الى أن المشكلة لديها شقان، الأول خارجي والثاني داخلي، فالحريري يعاني من حالة ضعف لا أحد ينكرها في الشارع السني، بعدما أخفق في رهاناته على تسويات يرى فيها جمهوره بأنها كانت خاسرة، سواء المساكنة مع حزب الله أو الشراكة مع العهد، كما يواجه منافسة من داخل بيته (شقيقه)، فيما خرج من تحت عباءته كل من النائب نهاد المشنوق والمدير العام السابق لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي، وثمة تكتلات سياسية تقضم من شارعه، ولهذا يعيش حالة من القلق المشروع.

إقرأ أيضاً: إنفجار مرفأ بيروت: نقابة المحامين تطلب تنحية المدعي العام والقضاء يرد!

أما خارجيا، فمعاناة الحريري أسوأ، حيث فقد الدعم الفرنسي، وكل دعم عربي وخليجي حاليا، والعلاقة مع مصر لا تكفي.

في المقابل، لا يبدو مأزق باسيل أقل وطأة، فهو متهم من خصومه بالتسبب بإضعاف العهد وإفلاسه. أما سقوط التسوية مع الحريري، والمناكفات مع الرئيس بري، والنائب السابق وليد جنبلاط، والانقلاب على «اتفاق معراب»، فجعلته وحيدا من دون أي دعم داخلي.

تبخر الحلم الرئاسي خارجيا لباسيل بعد فشله في التذاكي على واشنطن وجمعها مع حزب الله في منزل واحد!

أما الطامة الكبرى بالنسبة لباسيل، فهي تبخر الحلم الرئاسي خارجيا، اذ انه فشل في لعبة التذاكي مع واشنطن، ومحاولته الجمع بينها وبين حزب الله في منزل واحد، فتعرض لعقوبات أميركية بتهمة الفساد، جعلته على قائمة المرشحين المستبعدين في أي تسوية إيرانية ـ أميركية، أما داخليا، فلم يعد لديه أي صديق يمكن الركون إليه وأي حليف باستثناء حزب الله.

السابق
بالفيديو: أنجلينا جولي توقع سلمى حايك في مقلب طريف
التالي
الفلتان الأمني يتمدد من الشمال إلى الجنوب..قتيل وجرحى بالجملة!