ملحمة «كربلائية» بلا خبز وماء ومحروقات..و«عاشوراء الثنائي» مضاءة جنوباً وبقاعاً!

طوابير خبز في صور
فيما يمضي "الثنائي" في احتكاره للمازوت والبنزين والجنوبيون والبقاعون غارقون في العتمة، يستفيد من المازوت والبنزين المحتكر لاضاءة مجالسه العاشورائية وهذا ما اثار غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. (بالتعاون بين "جنوبية" تيروس" "مناشير").

قداسة وعظمة ذكرى عاشوراء، لا يوازيها قيمة وقدراً شيئاً عند الشيعة، والذين يجهدون لاحياء مراسمها، وشراء كل ما يستلزم من ماء وهدايا وحلوى وطعام للتوزيع على حب الامام الحسين واهل بيته.

وهذا العام كان لعاشوراء طعم مختلف، حيث حرص كل من “حركة امل” و “حزب الله” على احياء هذه المراسم، رغم خطورة تفشي فيروس “كورونا” بالنسخة المتحورة فيها.

وترى مصادر لـ”جنوبية”، ان لهاث “الثنائي” لاحياء ليالي عاشوراء، له غرض اساسي، وهو شد العصب الشيعي قبل اشهر من الانتخابات النيابية.

ولعل اللافت وفق المصادر نفسها، ان “الثنائي” يؤمن التنقلات والبنزين للسيارات والمازوت لمجالسه العاشورائية، وسط غضب وامتعاض شيعي وجنوبي وبقاعي من اختفاء المحروقات في الجنوب بشكل كامل وكذلك في البقاع، مما دفع الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الى اطلاق حملة تقول  انهم (اي الثنائي)، يعملون نهاراً في السوق السوداء ويلبسون ليلاً الاسود حداداً على الحسين!

لهاث “الثنائي” لاحياء ليالي عاشوراء له غرض اساسي وهو شد العصب الشيعي قبل اشهر من الانتخابات النيابية

ولا تنتهي فصول مآسي الجنوبيين عند الاحتكار فقط، بل ما يخلفه من ازمات، حيث الجنوب بكل مناطقه وقراه ومدنه غارق في العتمة وبلا مياه للاستعمال والشفة وبلا بنزين ومازوت، لتتحول حياته الى جحيم لا يطاق والى حياة من “قلة الموت”!

خبز صور من صيدا!

جنوباً يقصد غالبية أهالي منطقة صور، مدينة صيدا و الدامور والجية بشكل يومي لتعبئة خزانات سياراتهم لأنَّ البنزين في صور و بلداتها شبه معدوم، مع أنه و بحسب مصادر موثوقة لـ”تيروس”: “انَّ محطات صور تستلم حصتها من البنزين كما سائر محطات لبنان و لكنها تختفي”.

وامس من دون سابق إنذار، أقفلت كل أفران مدينة صور ابوابها في وجه الأهالي بحجة عدم توفر المازوت.

و الفرن الوحيد الذي فتح، هو أول من أعلن أنه سيقفل و الملفت أنه باع ربطات الخبز من خلال بونات مجهزة سابقاً، و أرقاماً لمن ليس بحوزته بوناً. 

و على أثر إقفال المحطات، قصد عدد كبير من الأهالي مدينة صيدا حيث كان الخبز متوفراً كما الأيام السابقة. 

و عن إقفال الأفران قال مصدر من المدينة لـ”تيروس”: ” غريب جدا أن تقفل الأفران بذريعة عدم وجود مازوت في حين مجالس عاشوراء لأمل و حزب الله التي تقام في صور، وقودها مؤمَّن وفائض، هل المصدر المسؤول عن تأمين مازوت لإنارة المجالس و صوتياتها يختلف عن مصدر تزويد الأفران؟” .

إقرأ أيضاً: توقعات بولادة الحكومة نهاية الأسبوع المقبل..وعون وسلامة يتلاعبان باللبنانيين نفطياً!

وشهدت بنت جبيل طوابير طويلة أمام الأفران، في حين سلمت هذه الأفران كمية محدودة للزبائن.

أما في مدينة النبطية، فقد توقفت دوائر مركز الضمان الاجتماعي عن العمل بسبب فقدان مادة المازوت، والتي تسبب باطفاء المولد الذي يغذي المركز بالكهرباء لتشغيل الكومبيوترات ووسائل التهوئة .

ولم يكن بالامكان استقبال معاملات المواطنين الذين تواجدوا في المركز بعد ساعتين من بدء الدوام ، وشهدت غرف و اروقة المركز شبه عتمة فيها.

قطع أوصال الجنوب بعد قرار رفع الدعم

ولم تسلم مدينة جنوبية او حتى بلدة من احتجاجات بسبب الوضع المعيشي المازوم و قرار حاكم المصرف برفع الدعم عن المحروقات.

في صور و بلداتها تمَّ قطع الطريق المؤدي إلى دوار ابو ديب مقابل مكتب أمن الدولة بالإطارات المشتعلة كما تمّ قطع الكورنيش البحري و مدخل المدينة عند شركة الكهرباء بالإتجاهين.

وقطعت الطرق العامة في البازورية و البرج الشمالي و القاسمية و الشعيتية و طورا… 

_ كما قطعت الطرق في بلدات عدة في لقضية مرجعيون و بنت جبيل و النبطية و الزهراني لا سيما في:

قعقعية الجسر، و زفتا و مفرق الزرارية و الصرفند و السكسكية و الغازية.

و شهدت مدينة صيدا و بلداتها احتجاجات كبيرة، فقطع السائقون العموميون دوار المرجان، كما قطعت طريق عبرا و الهلالية و مجدليون و الأولي.

و سجلت زحمة سير خانقة في محلة الجية عند محطة كورال ما جعل إمكانية المرور من بيروت باتجاه الجنوب مستحيلة، و في حادثة مستغربة، لجأ مواطنون عالقون في الزحمة إلى تكسير الفاصل الإسمنتي بين اتجاهي الأتوستراد للرجوع إلى بيروت بعد استحالة التخلص من زحمة السير.

البقاع

وبعد قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رفع الدعم عن مادتي البنزين والمازوت، أقفلت جميع محطات تعبئة الوقود في كافة قرى البقاع، حتى بدا المشهد شلل كامل في حركة المرور.

وتسبب بغضب شعبي اسفر عن اقدام عدد من المواطنين على اقفال الطرقات الرئيسية والدولية. احتجاجاَ على عدم توفر المحروقات وعلى اقفال المحطات، وقطع اصحاب سيارات الاجرة ووسيلة التوك توك طريق تعلبايا زحلة بالاطارات والعوائق احتجاجاً على تردي الاوضاع وعلى انقطاع البنزين، كما قطعوا الطريق الدولية عند مفرق قب الياس. وخلال الاعتصامات دعا المواطنون القوى الامنية والعسكرية الكشف على خزانات المحطات لأنها مفترض بها ان تعمل وفق تسعيرة مديرية النفط الأخيرة.

اعتصامات في البقاع الشمالي

واقدم محتجون على قطع الطريق الدولي رياق بعلبك في منطقة طليا بالاتجاهين احتجاجا على رفع الدعم عن المحروقات وغلاء الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار. وأطلق بعض المحتجين المشاركين بقطع الطريق النار من سلاح حربي في الهواء، فيما عملت إحدى سيارات الاطفاء التي عملت على اخماد النار بالاطارات المشتعلة بعد فتح الطريق بتبريد سيارات المارة على الطريق الدولي .

وعند مدخل بلدة بريتال قطع محتجون ايضاً الطريق الدولي احتجاجا برفع الدعم عن المحروقات وفقدان مادة الخبز من الأسواق ارتفاع الأسعار وغلاء الأسعار

ارتفاع الاسعار

ولم ينتظر أصحاب المؤسسات التجارية في البقاع العمل بقرار رفع الدعم عن المحروقات، حتى رفع بعضهم الأسعار بحجة ارتفاع الكلفة، وبالتالي جنت أسعار الفواكه والخضار والألبان والأجبان. التي تخطت أسعارها المنطق والمعقول.

وشهدت افران البقاع طوابير طويلة بسبب توقف بعض الافران عن العمل، ولان غالبية الافران قلصت ساعات التشغيل خصوصاً ليلاً، كذلك استمرت مراكز تعبئة الغاز بالاقفال محتكرة ما لديها من مخزون بانتظار اعلان التسعيرة الجديدة لتبيع بناء عليه.

السابق
انخفاض بسعر الصرف.. هكذا اقفل الدولار في السوق الموازية
التالي
«لا أتحمل مسؤولية القرار».. نصرالله: على الناس أن تتحمل بعضها