هل تنتقل عدوى شويا الى باقي المناطق الجنوبية؟!

ما جرى في بلدة شويا في حاصبيا، هو بمثابة تعبير عفوي، من قبل مواطنين لبنانيين، ضد كل من يحاول تهديد ما تبقى من أمن، في ظل ازمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، تشطر الدولة وتفتت مؤسساته وتهدد المجتمع.

فتوقيف احدى الشاحنات المحملة  براجمة صواريخ تابعة لحزب الله، قبل ظهر امس في القطاع الشرقي من الجنوب، يأتي كتعبير عن رفض استباحة المنطقة، من قبل جهات من خارج مؤسسات الدولة، ومن خارج القوى الشرعية او من قوات اليونيفل، خاصة ان الحادثة كانت مسبوقة، بعملية اطلاق صواريخ عشية الرابع من آب، لم يعلن اي طرف المسؤولبة عن اطلاقها.

مشهد اعتراض شاحنة الصواريخ، ليس من الحوادث التي لم يعرفها الجنوبيون في اوقات سابقة، فهذه الحوادث طالما تكررت في عقد الثمانينات، فالاعتراض على المغامرة بأمن الناس واستقرارهم، طال مجموعات عسكرية لبنانية وفلسطينية، وفي العديد من القرى الشيعية ولم تغب هذه الحوادث عن ذاكرة الكثيرين.

العمالة للعدو تهمة لم تعد كافية، لقمع المدافعين عن حقهم في العيش بأمن وآمان

ما جرى في شويا، مرشح ان يتكرر في مناطق عدة، اذا ما لمس الناس ان ثمة من يريد ان يغامر بامنهم، خصوصا ان ليس هناك من مبرر، لفتح باب التصعيد المموه او المباشر مع اسرائيل، طالما ان اي استعدادات للحرب غير متوفرة مطلقا، اذ لا أمن على الصعيد الاجتماعي او المعيشي، ولا قدرة للدولة ولا المجتمع، على استيعاب نتائج اي تدمير بسبب الحرب، بل اي نزوح يمكن ان تسببه تطورات عسكرية ميدانية غير محسوبة.

محاولة اعتبار ما جرى في شويا على انه تصرف درزي، هو هروب غير موفق من حقيقة واقع المجتمع اللبناني على وجه العموم، ردة الفعل في شويا ستتكرر في بلدات اخرى، طالما ان سلوك المغامرة باستدراج عدوان اسرائيلي او ايجاد ذرائع له سيستمر، وطالما شعر المقيمون ان اطلاق الصواريخ المجهولة المعلومة تتكرر، وطالما زادت وتيرة الأزمات الاقتصادية والمالية، التي باتت تطرح سؤال على كل فرد اين يذهب الشعب اللبناني فيما لو وقعت الحرب

اسئلة معلنة كانت اليوم في شويا ومكتومة في كل مناطق الجنوب، وهي ما دفعت حزب الله على الأرجح الى توجيه رسالة من صيدا، من خلال طرد احد مشايخ الدروز، كخطوة تعكس الضيق الذي وصل اليه الحزب، بان يوجه رسالة تحذير بل تهديد الى كل من تسول له نفسه التعرض لمقاتليه…اذا ما بقي الحال ستنتقل عدوى شويا، الى بلدات وقرى على طول الحدود الجنوبية وفي العمق.

العمالة للعدو تهمة لم تعد كافية، لقمع المدافعين عن حقهم في العيش بأمن وآمان.

السابق
بالفيديو والصورة: بالرغم من انتشار للجيش في الجبل.. اعتداءات على فانات «شتورا-بعلبك»
التالي
وزير الحرب الإسرائيلي في رسالة الى «حزب الله» والدولة اللبنانية.. وتعهّد بالهدوء؟