4 آب «اللهاب» يلفح «حزب الله» وإسرائيل.. هل يصدق الشيخ النابلسي؟!

صادق النابلسي
مرة جديدة وخلال فترة زمنية قصيرة، يتم للمرة الثانية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات الاسرائيلية، حيث تم اطلاق عدد من الصواريخ باتجاه اسرائيل، وردّ الجيش الاسرائيلي بقصف أراض لبنانية.

على وقع تأكيد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، أنها تبذل مساع عاجلة، بغية تفادي تصعيد محتمل جديد بين إسرائيل ولبنان، على خلفية الجولة الجديدة من القصف المتبادل عبر الحدود.

وذكرت “اليونيفيل” في بيان لها، أن قائدها اللواء ستيفانو ديل كول، عقب ورود تقارير عن الجولة الأخيرة من القصف اليوم الأربعاء، تواصل فورا مع “جميع الأطراف”، وحثها على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، من أجل تفادي مزيد من التصعيد، لاسيما في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت.

ولكن لماذا هذا التوقيت في اطلاق الصواريخ واختيار الذكرى الأولى لتفجير المرفأ؟بالعودة قليلا الى الوراء يتم رصد حدثين لهما دلالات واضحة، الأول ما قبل الرابع من آب، أي قبل تفجير مرفأ بيروت بأشهر، حيث اتهمت اسرائيل ووسائلها الاعلامية حزب الله بأنه يملك مصانع صواريخ قرب مطار بيروت، ووجود صواريخ ومواد متفجرة في مرفأ بيروت، ترافق ذلك مع تحذير وتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية تصرفات حزب الله.

الحدث الثاني وهو تفجير مرفأ بيروت في مثل هذا اليوم من العام الماضي، حيث توجهت اصابع الاتهام مباشرة الى اسرائيل، التي حذرت قبل سنوات من استخدام حزب الله المرفأ لنقل صواريخ واسلحة ومواد متفجرة، ولكن أحدا لم يقتنع بصدفة الحدثين،  وعدم ترابطهما سوى حزب الله، الذي جهد في تبرئة اسرائيل منذ اللحظة الاولى للتفجير وأبعد الشبهات عنها، وهو الذي لم يوفر فرصة أو حدث، الا ويتهم اسرائيل وعملاءها، بأي اغتيال او خلل أمني يقع على الاراضي اللبنانية او حتى السورية والايرانية، وقد يعود سبب استبعاد حزب الله لاسرائيل، تأكيد إرتباطه بتخزين نيترات الأمونيوم في المرفأ، وتسهيل مرورها الى سوريا، وهذا ما كشفه أيضا المحامي انطوان طوبيا، وكيل قائد الجيش السابق جان قهوجي، المدعى عليه في قضية تفجير المرفأ.

فهل حزب الله يعلم ان اسرائيل هي وراء تفجير المرفأ، واسرائيل تعلم أن الحزب يعلم ذلك، ويأتي قصف المستعمرات الاسرائيلية في الذكرى الأولى لتفجير المرفأ، ردا من حزب الله على اسرائيل، التي ردت بخجل على القصف، دون إعلان الطرفين سبب ذلك منعا للإحراج أمام العالم؟

أم أن القصف جاء بعد أن شعر حزب الله “بالاختناق” في الداخل، فنفذ وعد الشيخ صادق النابلسي، أحد المنظرين السياسيين في حزب الله، وشقيق مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف، الذي قال في تموز من العام الماضي في حلقة تلفزيونية ما حرفيته :” اذا اردتم أن تخنقونا نحنا حناخد قرار الحرب، نحنا حنفتح جبهة الجنوب….”؟! يبقى ان  الخيارين واردين، لطرفين لا حدود أو معايير تحكم تشي بما يخططان لفعله سرا وعلانية.

السابق
مؤتمر الدول المانحة يتزامن مع نكبة بيروت.. طبارة لـ«جنوبية»: على الطبقة السياسية الخضوع للشروط الدولية
التالي
تصريح سعودي ضدّ «حزب الله».. ما علاقة «مشاكل لبنان»؟