مؤتمر الدول المانحة يتزامن مع نكبة بيروت.. طبارة لـ«جنوبية»: على الطبقة السياسية الخضوع للشروط الدولية

رياض طبارة
لم يقدم لبنان الرسمي كعادته شيئا إلى المجتمع الدولي، كي يمضي قدما لمساعدته، في الخروج من مأزقه الإقتصادي و المالي، بدل الاكتفاء بالمساعدات الإغاثية، كما حصل خلال مؤتمر الدول المانحة الذي إنعقد اليوم، الذي سجل تغيرا في الموقف الاميركي و السعودي تجاه مساعدة لبنان فيما الشعب اللبناني يحي الذكرى الأولى لإنفجار المرفأ، وهو فاقد الأمل بولادة حكومة قريبة أو القيام بإصلاحات جدية.

بالرغم من الجهود الاميركية والفرنسية لحشد المساعدات الدولية، خلال مؤتمر الدول المانحة، الذي إنعقد اليوم من أجل مساعدة لبنان، في اليوم الذي يحي فيه “لبنان الشعبي” الذكرى الاولى لتفجير المرفأ، بحيث تم تقديم ما يقارب 350 مليون دولار، ستخصص لإغاثة شعب لبنان المنكوب سياسيا وإقتصاديا وأمنيا وقضائيا، قبل وبعد وقوع إنفجار 4 آب 2020، إلا أن لبنان الرسمي المتمثل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، شارك في المؤتمر خالي الوفاض سياسيا وإقتصاديا، بمعنى أنه لم يقدم أي إشارة، على أنه سيلاقي الجهود الغربية لإنقاذه، بأي بوادر حقيقية لتشكيل حكومة تنفذ الاصلاحات المطلوبة، أو إبداء أي نية حقيقية لإيصال التحقيق بإنفجار المرفأ، إلى خواتيمه العادلة، أو بإتخاذ أي إجراء بسيط لوقف التدهور الحاصل على الصعيد الاقتصادي، بل بدا لبنان الرسمي خلال المؤتمر وكأنه في واد و المجتمع الدولي في واد آخر .

مقابل هذا الانفصام عن الواقع الدولي الذي سجله لبنان خلال مشاركته في المؤتمر، من المفيد البحث عن الجديد الذي حمله إلى بلاد الارز من الناحية السياسية، كون الدعم الاغاثي الذي مُنح له كان معروفا، و في هذا الاطار يرى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة لـ”جنوبية” أن “أهمية المؤتمر تتأتى من كون الولايات المتحدة الاميركية مهتمة جديا بالمؤتمر، ويتجلى ذلك من الكلمة التي ألقاها الرئيس الاميركي جو بايدن”، لافتا إلى أن “هذا يعني أن الولايات المتحدة تساند فرنسا، في محاولاتها إخراج لبنان من مأزقه، وأن أولويات واشنطن بالنسبة للبنان هي نفسها أولويات باريس، أي تشكيل حكومة و تنفيذ إصلاحات، ولم يعد جل إهتمامها فقط، الانتهاء من ملف ترسيم الحدود البحرية، كما هي الحال مع إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب”.

إقرأ أيضاً: مؤتمر دعم للبنان بمشاركة فرنسا واميركا.. و٨٦٠ مليون دولار من «صندوق النقد»

يضيف:”الملاحظة الثانية هي ان الولايات المتحدة و فرنسا، إستطاعتا إقناع المملكة العربية السعودية، في الدخول في عملية الاغاثة للشعب اللبناني، وان تكون تكون أساسية في التحالف الدولي من أجل إنقاذ لبنان”، مشيرا إلى أن “الحضور السعودي للمؤتمر بتمثيل دبلوماسي رفيع، يعني أنها لم تعد ممانعة لتقديم المساعدة إلى لبنان، وباتت من المجموعة الغربية التي تدعم لبنان”.

ويختم:” الملاحظة الثالثة هو تمسك المجتمع الدولي بشروطه لتقديم المساعدة، أي تأليف حكومة مستقلة ذات صلاحيات والقيام بإصلاحات، و لذلك لا مفر أمام الطبقة السياسية سوى الخضوع لهذه الشروط، إذا أرادت المحافظة على ما تبقى من الكيان اللبناني”.

السابق
توتر كبير في محيط مجلس النواب.. والقوى الأمنية تُطلق خراطيم المياه و«المسيّل»
التالي
4 آب «اللهاب» يلفح «حزب الله» وإسرائيل.. هل يصدق الشيخ النابلسي؟!