إنفجار المرفأ «خرب بيت» المهندس البستاني.. ليردّ على السلطة القاتلة عبر «النقابة تنتفض»!

النقابة تنتفض وانفجار مرفأ بيروت

من نجا من موت انفجار الرابع من آب المُحقق تراه اليوم يُقاوم الحياة الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها لبنان، مُحاولاً التغلب على ما خلّفته الطبقة السياسية الفاسدة المستشرية في البلاد علّ وعسى يُمكنه اعادة اعمار “بيته الذي انخرب” عقب الإنفجار الفاجعة الذي دمّر المرفأ ونصف العاصمة وقتل ليس فقط ارواحاً بريئة انما احلام ومشاريع تقاعدية في بلد يدفع المواطن فيه للعمل حتى “لآخرته”.

هذا ما يرويه المهندس نبيل البستاني لموقع “جنوبية” الذي بدوره كان من المتضررين من انفجار المرفأ، بعدما اطاح الانفجار بمشروعه التقاعدي الذي يُعدّ عبارة عن اوتيل في منطقة الكرنتينا.

ويقول المهندس البستاني الذي يبلغ من العمر ٦١ عاماً في ذكرى مرور عام على جريمة المرفأ: “الأضرار المعنوية التي لحقت بي جراء الإنفجار لا تزال تؤثر عليّ لحد اليوم وبعد مرور عام على الإنفجار، لأنه على ما يبدو ان ما حصل كان بالنسبة للمسؤولين وكأن شيئاً لم يكن حتى لم يقوموا بالتعويض عن المتضررين”.

إقرأ أيضاً: «وجدناه في كيس داخل إحدى المستشفيات».. سنوية إنفجار المرفأ تنكأ جراح زوجة الشهيد محمد طليس!

وتابع متنهداً: “المبنى الذي املكه، يقع في منطقة الكرنتينا وكان من أهم المشاريع هناك وهو عبارة عن اوتيل وشقق مفروشة، وكانت الأمور تسير بشكل ممتاز وتشجّع بعدي كُثر للقيام بمثل هذه المشاريع، ولكن وقع الإنفجار دمّر كل شيء”.

الدولة غائبة ولم تقل لنا حتّى الحمدالله على السلامة ولهذه اللحظة لم احصل على اي نوع من التعويضات

وتابع: “مبنى الباطون لا يزال موجوداً انما كل شيء في الداخل تدمّر وخسارتي بين الملوين ونصف و اثنين مليون دولار خسائر ، والتأمين لم يدفع لحد اليوم بانتظار التقارير حول المتسبب الأساسي بالإنفجار فيما الدولة غائبة ولم تقل لنا حتّى الحمدالله على السلامة، ولهذه اللحظة لم احصل على اي نوع من التعويضات، بالرغم من ان حتى الجمعيات ngo’s قاموا باصلاح كل المنطقة ولكن لم يساعدونني في اعادة تأهيل الأوتيل الذي كان بمثابة منزل لعدد كبير من العائلات والأفراد التي اتخذته سكناً لها”.

وعن مصيره بعد خسارته مصدر عيشه الوحيد، يقول البستاني: “لا بديل لديّ الآن يكون بمثابة مصدر عيش لي بعد خسارتي الأوتيل، فخسارتي الأولى انني لا استطيع ترميم الأوتيل، ويمر عليّ العام الأول بدون اي مدخول مادي آخر ، كما وانني مقترض من المصرف، وبالعامية “مخروب بيتي””.

معنوياً ضرري أكبر بكثير من المادي، ففي عمري خسرت مشروعي التقاعدي الذي عملت عليه لسنوات لأعيش

ويسرد المهندس البستاني لـ”جنوبية” حجم حزنه وخيبته قائلاً: “معنوياً ضرري أكبر بكثير من المادي، ففي عمري خسرت مشروعي التقاعدي الذي عملت عليه لسنوات لأعيش من الإيجارات ، واليوم عمري 61 لأنه في هذا البلد على كل شخص تأمين آخرته بيده ولكن ما حصل معي كان معاكس لما طمحت اليه”.

وعن ثقته بالقضاء لتحصيل حقوق الضحايا والمتضررين قال البستاني: “صراحة لا ثقة لديّ ولا أمل الّا بالقضاء وانشالله ما يخيب أملنا، ويكون لدينا رجال أحرار قادرين على العمل بضمير”.

المُفاجىء كان انه هناك نسبة كبيرة ممن انتخبت لائحة “النقابة تنتفض” هي من عمري

وفي سؤال عمّا ان كان الإنفجار قد يُساهم في تغيير خياره السياسي في الإنتخابات النيابية القادمة يقول البستاني بصوتٍ مندفع رغم اليأس: “اولاً انا مهندس وانتمي الى نقابة المهندسين، وكانوا قد قاموا سابقاً في انتخابات المهندسين في بيروت التي حصلت منذ اسابيع، باحصاءات ظناً منهم ان الشباب فقط هي من ستنتخب لائحة “النقابة تنتفض” ، ولكن المُفاجىء كان انه هناك نسبة كبيرة ممن انتخبت لائحة “النقابة تنتفض” هي من عمري، وتحدثت انا وأصدقائي اننا لا نهدف من خلال مشاركتنا الى انتخاب نقيب فقط انما نريد توجيه رسالة لهذه السلطة بما معناه: يكفي ، وبالتالي في الإنتخابات النيابية لن أنتخب اي أحد من الطبقة السياسية الحاكمة”.

السابق
تجدد الإشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في وسط بيروت.. والصليب الأحمر يُجلي عشرات الجرحى!
التالي
بالتزامن مع التوترات في وسط بيروت.. دولار السوق السوداء يُحلّق!