حارة حريك على خط الحكومة..و«حزب الله» يَزج الجيش في «حربه العشائرية»!

نجيب ميقاتي
"حزب الله" على خط تأليف الحكومة ولايجاد حلول بين عون وميقاتي. في المقابل فرضت احداث خلدة ومقتل علي شبلي نفسها على الساحة السياسية والامنية وخصوصاً مع زج حارة حريك للجيش في مواجهة العشائر.

على مدى الايام الماضية ورغم انشغاله بمقتل علي شبلي، لم يوفر “حزب الله” جهداً كما تقول مصادر متابعة لـ”جنوبية” لـ”إهداء” الحكومة الى الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي، والذي يستهل ولايته الثلاثاء ويقسم اليمين الدستورية الخميس.

وتشير المصادر الى ان اتصالات “حزب الله” شملت رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، والنائب جبران باسيل لايجاد حلول للمعضلة الحكومية.

وتلفت الى انه جرى تبادل بعض الافكار لانجاح اللقاء الرابع الذي يعقد بعد ظهر اليوم بين عون وميقاتي، وخصوصاً لحل مشكلة حقيبة الداخلية.

اتصالات “حزب الله” شملت عون وميقاتي وباسيل لايجاد حلول للمعضلة الحكومية

حيث يصر عون على ان يتولاه مسيحي من حصته، بينما يصر ميقاتي على ان تكون للطائفة السنية. كما يطالب بها كل من الرئيس سعد الحريري ودار الفتوى ونادي الرؤساء الاربعة.

وتؤكد المصادر ان لا حل ايضاً لمشكلة “العدل”، التي يريدها عون ايضاً وان يمنحها لمسيحي يتردد انه يريد سليم جريصاتي!

 وبالتالي لا تعول المصادر كثيراً على لقاء بعبدا اليوم، وهذا ما يعني استهلاك المزيد من الوقت، والاجتماعات من دون ان يكون هناك جدية لاستيلاد حكومة اقناذ فعلية وحقيقية!

مقتل شبلي يتفاعل

 وتفاعلت امس عملية قتل احد مسؤولي “سرايا المقاومة” في خلدة علي شبلي في منتجع سياحي في الجية ليل امس الاول وعلى خلفية ثأرية وبعد مقتل الفتى حسن غصن في آب من العام 2020  وبعد إشكال على تعليق يافطة عاشورائية على سنتر شبلي والذي تملكه عائلة علي شبلي.

وامس ولدى تشييع عائلة شبلي واقاربه في منزله في خلدة، وقبل نقله الى مسقط رأسه في كونين الجنوبية ليدفن اليوم، تعرض موكب التشييع الى إطلاق نار وادى الى سقوط قتيلين اضافيين.

واوضحت  عائلة حسن غصن وعموم العشائر العربية في لبنان ان “فوجئت عشائر عرب خلدة اليوم (أمس) بأن موكب تشييع القاتل وبدلا من أن يسلك طريقه مباشرة إلى الجنوب، عرج بشكل مفاجئ على منطقة خلدة، حيث أقدمت زمرة من المشيعين المدججين بالسلاح على إطلاق النار في الهواء بشكل استفزازي ومقصود، رافقه تمزيق صورة كبيرة للشهيد حسن غصن كانت معلقة في ساحة حي العرب، ولم يكتفوا بذلك بل أمطروا أهلنا ونساءنا وأولادنا بسباب وشتائم يندى لها الجبين، الأمر الذي روع أبناء العشائر العربية وأدى إلى تفلت زمام الأمور وخروج الوضع عن السيطرة، فحدث ما حدث. ما يؤكد عدم صحة ما تروجه بعض وسائل الإعلام والأبواق المشبوهة عن كمين نصب لموكب التشييع”.

واردف البيان “وإثباتا منا لما ذكرناه أعلاه سوف نزود الرأي العام ووسائل الإعلام المذكورة بالتسجيلات اللازمة التي تثبت واقعة تمزيق صورة الشهيد حسن غصن، وترويع اهالي خلدة عبر إطلاق النار من قبل المشيعين عشوائيا في الهواء، بالإضافة إلى تسجيلات أخرى تثبت ان المشيعين كانوا مدججين بالسلاح وقد شاركوا جميعا في الإشتباك المسلح الذي إفتعلوه اليوم عن سابق تصور وتصميم في خلدة”.

التشييع يتحوّل إلى اشتباكات

وتحول تشييع علي شبلي في خلدة بعد ظهر أمس، الى اشتباكات دامية بالقذائف الصاروخية والرشاشات في خلدة، فما إن وصل الموكب تشييع شبلي الذي قتل أمس الأول، على يد أحمد غصين في أحد المنتجعات في الجية في جريمة ثأرية،حتى اندلع رصاص كثيف، وما كاد الموكب يسير في طريقه حتى اشتعلت جبهة مسلحة بين المسلحين على أسطح المباني وعناصر الموكب. وفيما تداولت معلومات عن نصب مسلحين من عرب خلدة كميناً للموكب، وأنهالوا عليه بالرصاص، أظهر شريط فيديو عناصر من الموكب وقد توقفوا في إحدى ساحات المنطقة حيث توجد صورة الشاب حسن زاهر غصن، الذي قتل العام الفائت، فنزعوها.. وعندها بدأ إطلاق النار، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى، عرف منهم صهر شبلي، الدكتور محمد أيوب والمسؤول في حزب الله علي بركات.

وفي المواقف التي صدرت بعد تفاقم الامور، جرت اتصالات على اعلى المستويات، وعلى اكثر من جبهة لتهدئة الوضع، وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية.

“العدل”يريد عون منحها لمسيحي يتردد انه يريد سليم جريصاتي!

وحسب رواية مديرية التوجيه في الجيش اللبناني انه بتاريخ 1/8/2021 حوالى الساعة 4.30 أثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة خلدة، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى الى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش إلى الإنتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة.

وحذرت قيادة الجيش بأنها سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر». وعلي الفور بدأت قوة كبيرة معززة من الجيش حملة مداهمات واسعة لتوقيف مطلقي النار في خلدة.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يَمتص «صفعة» مقتل علي شبلي..وشروط عون تُحاصر ميقاتي!

وحسب رواية حزب الله، فإنه عند وصول موكب الجنازة إلى منزل عائلة شبلي في منطقة خلدة، مما أدى إلى «استشهاد اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى» على حدّ تعبير الحزب في بيانه..

وقال البيان: ان قيادة حزب الله إذ تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية، تطالب الجيش والقوى الأمنية «بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة».

تهديدات حزب الله

ورأى النائب حسن فضل الله، ان الحادث خطير وكبير جداً جداً.. وقال: تعاطينا بأعلى الدرجات المسؤولة، ودفعنا بتجاه دور الدولة.. وتساءل: هل من قيم العشائر الاعتداء على تشييع، وصفاً الاعتداءات بأن عصابات في المنطقة تسيطر عليها..

ووصف: ما حصل بالكمين المدمر، محملاً الأجهزة الأمنية مسؤولية ما حدث.. وهناك عصابة لا يحق لأحد ان يدافع عنها. وطالب تسليم القتلة إلى العدالة.

واكد: ما حصل في خلدة هو عدوان كبير، وله تداعيات كبيرة، ما لم توقف هذه العصابات..

وخاطب فضل الله جمهور المقاومة: حزب الله لن يترك هذه القضية. وهذا عدوان عليكم هو مفصل أساسي لوضع حدّ لهذه العصابات.

واكد: هناك متابعة دقيقة من حزب الله ولن ندخل في نقاش ماذا سيفعل حزب الله.

السابق
«مافيا» البنزين والإحتكار «تتجذر» جنوباً..وحزب الله «يَقسم» العشائر مذهبياً!
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 2 آب 2021