مع اقتراب الذكرى السنوية لكارثة مرفأ بيروت في الرابع من آب، اليوم الأسود في تاريخ لبنان الذي راح ضحيته أكثر من 200 شهيد والاف الجرحى ودمر أكثر من نصف المدينة، أعلن الفنان اللبناني نديم كرم عن إقامة نصب “المارد” يوم أمس في مرفأ بيروت، وهو نصب مصنوع من معدن بقايا تفجير المرفأ بطول 25 متراً، تخليدا لذكرى الضحايا.
اقرأ أيضاً: بعد زعيتر وحسن خليل.. فنيانوس بلا حصانة نقابية
وكما جرت العادة في لبنان، انقسمت الآراء حول هذا النصب التذكاري، فمن جهة رحّب البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالفكرة من حيث تحويل مشاعر الحزن والغضب من تفجير المرفأ إلى أعمال فنية، ومن جهة ثانية أثار هذا المارد الكثير من التعليقات السلبية والمستهجنة، واعتبر البعض أن هذا المارد يتماهى مع السلطة القاتلة.
اذ سخّف البعض استخدام “الفن” أمام هول مجزرة 4 آب، معتبرين ان تخليد الضحايا هو بتحقيق العدالة، وبأن اللبنانيين لم ينسوا جريمة الرابع من آب حتى يتذكروها من خلال هذا النصب.
وفي اتصال لـ “جنوبية” مع الناطق الرسمي باسم ضحايا تفجير المرفأ إبراهيم حطيط، أشار الى انه “في لبنان دائما هناك تباينا في وجهات النظر، وكذلك نصب “المارد” قسّم الرأي العام بين مؤيدين ومعارضين”، لافتا الى انه “عادة ما يقام النصب التذكاري عندما تظهر الحقيقة وليس قبل، ولكن في الوقت نفسه في لبنان الحقيقة صعبة المنال وفي حال ظهرت تظهر بعد وقت طويل”.
عادة ما يقام النصب التذكاري عندما تظهر الحقيقة وليس قبل
وأشار الى ان “رمزية هذا النصب انه يذكر بهذا الحدث المشؤوم على الرغم من أهمية الحقيقة والعدالة لضحايا المرفأ”.
الى ذلك ابدى حطيط ملاحظته كون أهالي الضحايا يفضلون لو كان هذا النصب خارج المرفأ، كي يتمكن المواطنون من زيارته نظرا لصعوبة الدخول الى المرفأ والإجراءات الأمنية المتبعة.
كما رأى ان ثمة إيجابيات وسلبيات لهذا العمل الفني، ولكن بالرغم منذ ذلك بالنسبة للأهالي أي شيء يذكر بجريمة الرابع من آب حتى ولو كانت صورة يفيد القضية”، مشيرا الى انه “كنا نتمنى ان لا يكون هذ الحدث المشؤوم ولا حتى التمثال”.
وعن التحضيرات ليوم الرابع من آب، قال حطيط إنه “سيكون يوم حزن وصلاة واستذكار لضحايانا وشهداءنا، وهو يوم وجع وألم، وبالتالي نحن حريصون على ان لا يكون التحرك مسيء لذكرى الضحايا”، وتابع “كل الحديث عن غضب وقطع للطرقات نحن لا نؤيده في هذا اليوم”.
