حزب الله «يُورّط» ميقاتي بترشيحه..والضغط الدولي يَسحق «عنتريات باسيل»!

نجيب ميقاتي
المرونة والتسهيل الكلامي لا يعني ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ستولد غداً . بل يلزمها فوق الضغط الدولي على الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، مزيد من الضغط الداخلي ايضاً لتسهيل الولادة الحكومية.

قبل 32 عاماً، اعلن قائد الحكومة العسكرية “المتمرد” العماد ميشال عون انه و”لو سحقه العالم لن يأخذ توقيعه”، لكنه خرج من المعادلة وقتها بقوة المدفع ولم يسأله احد توقيعه على الطائف او اخذ رأيه.

ويقول مصدر متابع لما يجري في ملف الحكومة لـ”جنوبية”، ان صهر الجنرال عون، النائب الحالي جبران باسيل يحاول تقليده.

ويلعب اخر جولاته السياسية الحكومية “صولد” مع الرئيس نجيب ميقاتي، لكن لا احد يريد توقيعه على الحكومة، كما ان عمه الرئيس عون مجبر على التوقيع على آخر حكومة في عهده.

ومشكلة باسيل مع ميقاتي اعقد بكثير وفق المصدر مع معركته التي خاضها ضد الرئيس سعد الحريري، فلو كان “حزب الله” جاداً ومعه الايراني بتشكيل حكومة برئاسة الحريري، لكان “بازر” السعودي وانتزع منه الرضى والبركة لحكومة الحريري، لكنه لم يفعل كرمى لتحالف المصلحة الانتخابية والسياسية مع باسيل.

لو كان “حزب الله” جاداً ومعه الايراني بتشكيل حكومة برئاسة الحريري لكان “بازر” السعودي وانتزع منه الرضى والبركة لحكومته

ومع ازاحة الحريري، وظهور كأشعة الشمس، ان باسيل هو المعطل الاول لضمان مستقبله السياسي وان “حزب الله” يتلطى وراءه حتى مجيء الضوء الاخضر الايراني- الاميركي، شعر “حزب الله” انه “مخنوق ومزروك” ايضاً.

فبادر الى تبني ترشيح ميقاتي، والى اعلانه انه سيدفع الى تشكيل الحكومة والزم نفسه بذلك، سواء ارضي باسيل ام لم يرض، وسواء اوقع عون او لم يوقع فلا خيار للرجلين!  

ورغم هذه المعلومات التي يسردها المصدر، فثمة معضلة كبيرة امام ميقاتي وهي ان تبني “حزب الله” لترشيحه، يورطه ويفتح العين الاميركية والاوروبية والاسرائيلية عليه وايضاً السعودية والخليجية.

ويخلص المصدر الى ان تشكيل الحكومة وان حظي بغطاء اميركي-سعودي، فإنه لن يكون بلا ثمن ايراني ومن “حزب الله” وقد يكون “التضحية” بباسيل الثمن الاهون على “حزب لله” لدفعه ولدعم حكومته، بعد ان بدأ يتحسس خطورة الانهيار عليه وعلى بنيته وبيئته!

مرونة ميقاتي لا تكفي

ويقول المصدر ان مرونة ميقاتي واستعداده لتدوير الزوايا لا يكفي في زمن التحديات والعقد الكبيرة. فهل ميقاتي قادر على ان يقدم للعهد ولباسيل ما لم يستطع ان يقدمه سعد الحريري لهما؟ وهل العهد وباسيل مستعدان ان يسهلا مهمة ميقاتي الى حد التخلي عن بعض مطالبهما؟ انهما السؤالان المحوريان، والجواب عنهما يحدد ما اذا كان هناك حكومة ام لا في الايام المقبلة

في المبدأ، العقدتان اللتان ادتا الى اعتذار الحريري قائمتان. فعلى الثلث المعطل ووزارة الداخلية سيتمحور الجدال في الايام المقبلة.

الاختبار اليوم

واليوم يبدأ الرئيس المكلف اولى مهامه الصعبة، خلال لقائه الكتل النيابية ليسمع منها مطالبها وشروطها، وبعدها سيكون له رأي في كل ما سمع، وسيخط اخيراً بقلمه تشكيلته التي سيقدمها.

دريان يبارك

وبارك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة، مؤكدا أن «دار الفتوى تدعم وتؤيد كل ما ينقذ لبنان من أزمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم، والرئيس ميقاتي العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى هو من الرجال الذين يؤمل منهم الكثير في وضع حد للإنهيار الذي يعاني منه لبنان واللبنانيون وهو رجل دولة ومؤسسات بامتياز».

إقرأ أيضاً: النقمة على «حزب الله» تزداد جنوباً..والبقاعيون الى الشارع ضد الحرمان!

ودعا دريان في بيان، القوى السياسية الى»التعاون مع ميقاتي ومساعدته وتسهيل مهمته لتشكيل حكومة تلتزم بوثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها».

دولياً، دعت فرنسا التي أخذت علماً بتكليف ميقاتي بلسان المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إلى تشكيل حكومة كفوءة قادرة على تنفيذ الإصلاحات لا غنى عنها للنهوض بالبلاد.

الأزمات

وعلى الرغم من التكليف، والأجواء التي رافقت هذه الخطوة، والسعي الحثيث والسريع نحو التأليف، بقيت الأزمات اللبنانية ضاغطة، ففيما اقدم مواطن طرابلسي على محاولة إحراق نفسه، بقيت طوابير البنزين تشاهد في بيروت والمناطق، على الرغم من التبشير بحلحلة بدءاً من اليوم.

معضلة كبيرة امام ميقاتي وهي ان تبني “حزب الله” لترشيحه يورطه ويفتح العين الاميركية والاوروبية والاسرائيلية عليه وايضاً السعودية والخليجية!

ولم تتراجع حدة انقطاع الكهرباء، والتي زادها الطين بلة، فقدان مادة المازوت من محطات التوزيع، ورواج تجارتها في السوق السوداء بكميات كبيرة، الأمر الذي زاد من أعباء المواطنين، مع طلبات أصحاب المولدات بزيادة التعرفة والاشتراك.

وفي الإطار أعلن مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريدية عن اتجاه جدي لرفع تعرفة الخدمات على أساس دولار 3900 ليرة، وليس 1507 ليرات.

وربط خبراء اقتصاديون بين عودة الدولار للارتفاع والمطالبة بتخفيض أسعار السلع المرتبطة بالدولار، كمحاولة من أصحاب السوبرماركات ومستوردي المواد الغذائية التنصل من المطالبة بالعودة إلى أصل التسعيرة بالدولار، وتخفيض أسعار السلع بالنسبة نفسها.

السابق
النقمة على «حزب الله» تزداد جنوباً..والبقاعيون الى الشارع ضد الحرمان!
التالي
اليكم أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 27 تموز 2021