ذريعة الحصار سقطت.. علي الأمين: إيران على أهبة تغييرات مهمة على مستوى السلطة

علي الامين

على الرغم من الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الإيرانية لمعالجة أزمة نقص المياه في منطقة الأهواز والعمل على المعالجة الفورية لها، لا تزال الاحتجاجات مستمرة جنوبي غرب البلاد لليوم السادس على التوالي وسط تصاعد اعمال العنف، فيما ردّد المحتجون في العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة والمرشد علي خامنئي.  فهل عجزت الحكومة الإيرانية عن تصدير هذه الأزمة الى الخارج كالمعتاد؟

اقرا ايضا: لحظة الارتطام بدأت.. لا حكومة الا وفق التوقيت الايراني: ماذا بعد الاعتذار

وقد رأى رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين في برنامج “حديث الساعة” على قناة “اليوم”، ان “الاحداث الاجتماعية ذات الطابع المعيشي تشهدها إيران منذ سنوات، وهي تتجدد كل فترة، والعام الفائت شهدنا تحركات في مختلف المناطق الإيرانية، وأيضا نحن نشهد اليوم احتجاجات جديدة على مستوى منطقة الأهواز”.

وأشار الى ان “الجزء الأكبر من الثروة النفطية تقريبا موجود في الاهواز، والسمة الغالبة على المقيمين في هذه المنطقة هم من العرب، والمفارقة في المشهد ان الثورة الإسلامية الإيرانية التي تتحدث عن انهاء التمييز بين الأبعاد القومية، علما ان المجتمع الإيراني يتشكل من مجموعة قوميات منها القومية العربية”.

الأهواز من أشد المناطق فقرا في إيران

ولفت الأمين الى انه “الأهواز هي من أشد المناطق فقرا في إيران وهي من أكثر المناطق التي تعاني من سوء تنمية وعدم انجاز أي خطط تنموية حقيقية، وما زاد الطين بلة هي ازمة المياه وتأمين المياه الى مناطق أخرى كأصفهان وقم وغيرها، بينما أهالي هذه المنطقة يعانون من نقص فادح في المياه كم عبرّ الكثير منهم”.

منطق تمييزي في ايران

ورأى ان هذا الأمر يعكس ان الدولة العميقة في إيران، ما زال يسيطر عليها المنطق التمييزي، والسياسة التي يغلب عليها التعامل بشكل غير مقبول مع أهالي الأهواز”، وتابع “تراكم الأزمات خلال كل هذه الأزمات فجّر الاحتجاجات الأخيرة، وهي ليست يتيمة بل هي أيضا مرتبطة بسلسلة احتجاجات حصلت في السنوات والعقود الماضية والمستمرة، وهو مؤشر على قدرة هذا النظام بما رفعه من شعارات حول العنوان الإسلامي العام الى العنوان المذهبي ومن ثم الى العنوان القومي، وبنفس الوقت الى ذهنية الحفاظ على نظام مصالحها الذي يحفظها ويبقيها بالسلطة على حساب مصلحة الإيرانيين بشكل عام، والازمات تعبر عن الفشل المريع للنظام الإيراني”.

وحول عجز السلطة الإيرانية تصدير ازماتها الداخلية للخارج، قال الأمين إنه “يمكن ان تستخدم هذا الأسلوب الذي يفيدها في بعض الأحيان، ولكن هذا في نهاية الأمر أسئلة المجتمع ستفرض نفسها عن القدرة علىس إحداث نقلة نوعية في المجتمع وإدارة مصالح الناس وثروات الدولة علما ان إيران هي دول غنية وهي من أغنى الدول في العالم في كافة المجالات. وبالتالي لا يمكن التذرع دائما بمسألة الحصار والعقوبات والسلاح التي أصبح ذريعة من أجل تبرير عدم تحقيق الانجازات على مستوى الدولة”.

وأشار الى ان هناك فئة من الشعب الإيراني التي تقدر بـ 10% من الحرس الثوري والمحيطين فيه هم من الميسورين، اما الـ 90 % على المستوى الإيراني بشكل عام فهم يعانون الأمرين، مشيرا ان تعامل السلطة الإيرانية مع منطقة الاهواز نافرة جدا لا سيما ان قائمة على بحيرة نفط ومياه ويتم استخدام كل هذه الثروات من اجل مصالح السلطة”.

تغييرات مهمة على مستوى السلطة

وشدد الأمين انه “لا يريد القول ان إيران على أهبة تغييرات مهمة على مستوى السلطة ولكن هذا المسار معروف نهايته، يعني انه سنشهد انقلابا ما او تغيرا سياسيا ما لان القاعدة حماية هذا النظام تتضاءل الى درجة ان الفئة الأوسع من المجتمع ترى نفسها خارج المنظومة وبالتالي الاستمرار في هذا النهج سيؤدي الى تغيير ما على مستوى السلطة وهذا الأمر محسوم بالمعنى التاريخي، ولا أقول انه سيحدث على مستوى أيام”.

السابق
ياسمين عبد العزيز تخرج من العناية المركزة والزيارات ممنوعة
التالي
بالأرقام.. الليرة اللبنانية أكثر عملة مقومة بأقل من قيمتها في العالم!