العتمة تلف صور وقراها..والجنوبيون يكتوون بلهيب المازوت المفقود!

كورنيش صور البحري قطع طريق
تغلي مدينة صور ومنطقتها، على وقع إطفاء مولدات اشتراكات الكهرباء وتحديدا في نطاق صور الجغرافي والتي تغذي عشرات آلاف المواطنين ،حيث يتزامن القطع الكلي والتقنين القاسي ، مع موجة الحر ،ما يحرم المواطنين من ابسط حقوقهم.

بلغت ذروة هذه الوضع في مدينة صور مع إعلان اصحاب الاشتراكات منذ يومين انهم سيعمدون إلى وقف عمل مولداتهم نظرا إلى عدم توفر مادة المازوت من جهة وحاجاتهم لكميات اكبر ،مع زيادة تقنين الكهرباء.

ويؤكد هؤلاء أن مادة المازوت متوفرة ،ولكن شركات موزعي المحروقات في المنطقة،لا يبيعون المادة إلا على اساس سعر السوق السوداء (١١٠ ل ل ) ومن شأن ذلك زيادة الأعباء على أصحاب الاشتراكات والأهالي.

وتعيش مدينة صور ، التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين في ابنية متلاصقة وحارات قديمة ضيقة ، موسما سياحيا واعدا،على ظلام دامس مع حلول ساعات الليل ،واقدام ما تبقى من أصحاب المولدات إلى إطفاء مولداتهم ،بعدما نفذت خزاناتهم من مادة المازوت بشكل كامل.

أربعة تجار يتحكمون بالسوق ولديهم كميات كبيرة من المازوت ويحصلون عليها من مصفاة الزهراني لكنهم يبيعونها على سعر السوق السوداء

وتعيش المدينة وجوارها ،حالا من الغضب الشديد ،عبر عنه الأهالي بإقفال الشوارع وإحراق إطارات السيارات بشكل متنقل ،امتد صباح اليوم الى منطقة المساكن الشعبية وطريق عام صور الناقورة ومنطقة دوار البص على مدخل صور الشرقي وهو الشريان الحيوي للمدينة.

إقرأ أيضاً: محطات حزب الله «تَشفط» بنزين الجنوبيين..والغالونات «تَهزم» الملاحقات الأمنية!

وقد عمد المحتجون الذين وضعوا حاويات النفايات في الطريق إلى احتجاز صهريج محمل بالمحروقات تابع لاحدى الشركات، ظنا منهم بأنه محملا بمادة المازوت بهدف تحويله إلى خزانات مولدات الكهرباء ،وتبين أن الصهريج محمل بمادة البنزين وقادم لحساب إحدى المحطات في المنطقة ولاحقا تم اعتراضه في منطقة المساكن الشعبية من قبل محتجين وقد عملت القوى الامنيةالى (تحريره)وإكمال وجهته إلى بنت جبيل ،في وقت لم تهدأ فيه ثورة المحتجين الذين ينتظرون ليلا قاسيا.

وكشفت معلومات لـ”جنوبية” ان هناك أربعة تجار يتحكمون بالسوق ولديهم كميات كبيرة من المازوت، التي يحصلون عليها من مصفاة الزهراني، ولكنهم يبيعونها على سعر السوق السوداء بمبلغ تجاوز المئة الف ليرة للصفيحة، متجاوزين كل الأصول القانونية والأخلاقية.

4 تجار يحتكرون المازوت

وتضيف المصادر أن هذه الشركات وأصحابها من نفس جلدة أبناء المنطقة ، وهم محمد ش،رواد ح ،حسن ج وحسن ب، فيما يبيع ربيع ف المازوت حسب السعر الرسمي ب٥٥ الف ليرة ،ولكن الكميات قليلة جدا التي يحصل عليها من مصفاة الزهراني.

ومتابعة للوضع عقد اصحاب المولدات اجتماعا مع اتحاد بلديات صور للبحث في السبل الايلة إلى تأمين المازوت بالسعر الرسمي.

وأكد أحد أصحاب الاشتراكات في صور احمد منصور ان البلدية آمنت مشكورة كميات محدودة على السعر الرسمي للمولدات في المدينة وهي غير كافية.

وقال: لـ” جنوبية”: ان هذه الليلة ستكون صور في ظلام نتيجة إطفاء آخر المولدات بعد نفاد مادة المازوت لديه، مضيفا أن هذا الوضع لم يعد يحتمل، في ظل زيادة تقنين كهرباء الدولة، وعدم توفر المازوت بالسعر الرسمي، والذي سيؤدي إلى حرمان المواطنين من الكهرباء التي ترتبط فيها كل نواحي الحياة .

صاحب اشتراك: هذه الليلة ستكون صور في ظلام نتيجة إطفاء آخر المولدات بعد نفاد المازوت

واستغرب الناشط ابراهيم برجي غياب المعالجات بشأن ملف المازوت الحيوي. وأضاف لـ”جنوبية” ان الأهالي يعانون الامرين، حيث ينامون على العتمة ويسهرون على الشموع الباهظة الثمن أيضا.

وناشد برجي المسؤولين المعنيين الالتفات إلى شعبهم الذي يعاني الإذلال والقهر ،من البنزين إلى المازوت وحتى الخبز.

قطع طريق الكورنيش البحري

 وقام عدد من شباب صور بقطع الطريق على الكورنيش البحري الجنوبي بحاويات النفايات،احتجاجا على انقطاع الكهرباء، ونفاد مادة المازوت لمولدات الكهرباء.

السابق
محطات حزب الله «تَشفط» بنزين الجنوبيين..والغالونات «تَهزم» الملاحقات الأمنية!
التالي
لبنان: الطوائف إذ تحمي مجرميها!