كل الدروب السياسية تؤدي الى جهنم اللبنانية!

لبنان
كل الاخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان، تدل على ان لبنان يعيش حالة الانهيار الكامل، وأن المداولات الدبلوماسية والدولية بشأنه، تشي بأن الاوضاع السياسية اللبنانية مُقفلة وتُنذر بما هو أسوأ إجتماعيا وإقتصاديا. فإلى أين سيصل هذا الانهيار؟ وهل التدويل بات حلا لا مفر منه؟

ليس تفصيلا أن يُبشر السياسيون اللبنانيين بأن إرتفاع الدولار في الايام المقبلة لا سقف له، والجميع يتجه نحو الانهيار النهائي، أو أن يشتكي رئيس المجلس نبيه بري كأي مواطن عادي من الوضع السياسي القائم معتبرا أن “إسقاط البلد بضربات التعطيل والامعان في العبث السياسي هو فعل يرقى إلى مستوى الخيانة بحق لبنان”، في الوقت الذي يجتمع فيه سفراء الولايات المتحدة وفرنسا و المملكة العربية السعودية، للتباحث في ما وصل إليه الملف اللبناني ويتزامن ذلك مع إجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل، تم في جانب منه البحث في ما آلت إليه الاوضاع في لبنان. ما يحصل يعني الوصول إلى الإنهيار الكامل الذي تتبدى وجوهه كل يوم بأشكال عدة ، منها وفاة الطفلة جوري يوم الاحد بسبب عدم تأمين غرفة عناية فائقة لها، والتقارير الدولية التي تشير أن نسبة كبيرة من اللبنانيين تتناول أقل من وجبتين في اليوم، ناهيك عن تحذير نقابة مستوردي الأدوية اليوم بأن المخزون لن يكفي أكثر من ثلاثة أسابيع، من دون الإغفال عن أزمة المحروقات والارتفاع الدائم في أسعار الخبز.

إقرأ أيضا: الحريري يَعتذر منتصف الأسبوع بعد تشكيلته الحكومية.. وباسيل «يُكهرب» البلد!

قاسم هاشم

وضع سوريالي

من الواضح أن لا أحد يملك الجواب الشافي سوى الاعتراف بالوصول إلى جهنم، التي وعد بها الرئيس ميشال عون يوما، وبأن الملف اللبناني بات أحد الاطباق الرئيسية على طاولات البحث في مراكز القرار العالمية، في ظل الانسداد في الافق في ملف تأليف حكومة الانقاذ التي يريدها المجتمع الدولي، والعراك الدائم بين الطبقة السياسية حول الحصص والتسميات تحت شعار “بيي أقوى من بيك”. هذه السوريالية التي يعيشها اللبنانيون هي برأي عضو كتلة التنمية التحرير النائب قاسم هاشم هي نتيجة الانهيار الحاصل، إذ يقول ل”جنوبية”:”يبدو أننا سنذهب إلى الانهيار الشامل الذي يجرف البلد بما فيه نتيجة سياسة التعنت والكيددية التي تمارس بكل وجوهها وصلفها”، معتبرا أن “ما يجري اليوم هو في إطار الكباش الداخلي، لتحسين المواقع لتحقيق المكاسب الطائفية والمذهبية والحزبية، والبناء على رهان ما هو آت على مستوى تحسين موقع هذا الفريق أو ذاك، على حساب البلد وكرامة الناس من دون الانتباه إلى خطورة كل هذه الارتدادات”.

هاشم ل”جنوبية”: ثمة نوايا لتدويل الملف اللبناني و أخذ البلد إلى لعبة الامم

ويعتبر أن “التدويل وارد وبعض الاشارات تدل إلى النوايا الدولية لتدويل الملف اللبناني، وهناك تحذير من أخذ البلد إلى لعبة الامم ،لأنها تدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها، خصوصا في ظل ما يجري في المنطقة ومحاولات إستهدافنا لأن لبنان لا يزال يشكل عقبة في طريق الرؤية الدولية للمنطقة” .

النائب فيصل الصايغ
النائب فيصل الصايغ

حائط مسدود 

يوافق عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ على أن “تأليف الحكومة وصل إلى حائط مسدود ولا تسهيل لتشكيلها”، لافتا لـ”جنوبية” أن ” الحزب التقدمي الإشتراكي، يطالبون من الجميع التنازل لتشكيلها، ويبدو أن هذا الامر غير وارد وهذا ما يضعنا أمام مأزق كبير”.

ويرى أن “ما يحصل يمكن ربطه بالانتخابات النيابية المقبلة والتي من المرجح أن تجري في آذار 2022، بسبب شهر رمضان المبارك، وهذا يعني أننا على بعد  أشهر من موعدها مما يستلزم تشكيل حكومة إنتخابات”، لافتا إلى أن “الجو الدولي من الواضح أنه يريد التعاطي مع لبنان ما بعد الانتخابات وما ستفرزه، وحاليا سيكون تعاطيه بشكل إغاثي وإنساني وهناك تنسيق أميركي- فرنسي- سعودي في هذا الموضوع مع إبقاء  الدعم للجيش اللبناني”.

الصايغ لـ”جنوبية”: الجو الدولي يريد التعامل مع لبنان ما بعد الانتخابات وما ستفرزه  

ويتوقع أن “يزداد الوضع الاقتصادي والاجتماعي تدهورا، والمسؤولية يتحملها اللبنانيون لأنهم لا يتوانوا عن ضرب كل المطالبات الدولية بتشكيل حكومة عرض الحائط”، معربا عن “أسفه أن الامور سيئة وصعبة، وقد أتت التحقيقات في إنفجار المرفأ لتزيد الامور غموضا، ولذلك نحن نحذر بأننا نجر أنفسنا نحو التدويل”.

ويختم :”لبنان كما هو سائر حاليا يتجه نحو دولة فاشلة، تستدعي معايير دولية للتعاطي معها من قبل مجلس الامن والامم المتحدة، و يستدعي تدخلا دوليا على الصعيد الانساني والاغاثي والسياسي”. 

جوزيف اسحاق
جوزيف اسحاق

واصلون على جهنم

على ضفة كتلة الجمهورية القوية، يرى عضو الكتلة النائب جوزيف إسحاق ل”جنوبية” أنه “ليس مفاجئا أن يقع الانهيار بسبب إمساك الاكثرية السياسية بمقاليد الحكم في البلاد”، لافتا إلى أنه”تم تجربتهم في أكثر من مرة سواء عبر تشكيلهم حكومات من لون واحد، او حكومة توافق وطني يشترك فيها الجميع، وللأسف كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولا أمل في هذه الاكثرية، سواء على صعيد معالجة الوضع القائم خصوصا أنهم يتغاضون عن مكافحة التهريب و يحاولون المس بالاحتياطي الالزامي”.

إسحاق ل”جنوبية”: مخطئ من يضع آماله على اكثرية نيابية لا ينتج عنها سوى البؤس والخراب 

يضيف:” لا أمل لدينا إلا بحصول إنتفاضة داخل جمهورهم، المشكلة أن هذا الفريق ليس لديه أي شعور بالتعاطف مع هذا الشعب، الذي يتعرض لأزمة إقتصادية لا مثيل لها و جُلّ تفكيرهم هو الصراع على الصلاحيات والحصص السياسية”.

 ويختم:”الايام المقبلة ستحمل الوصول إلى جهنم الذي بشرنا بها رئيس الجمهورية يوما، وكل من يضع آماله على هذه الاكثرية هو مخطئ لأن ما ينتج عنهم هو البؤس والخراب”.

السابق
«حزب الله».. البعثي!
التالي
مصادر قضائية لـ«جنوبية»: البيطار يرفض تزويد مجلس النواب بمستندات اضافية بشأن النواب الثلاثة!