محادثات السفيرتين الأميركية والفرنسية في الرياض إغاثية و«استهزاء بالسلطة»

العقوبات الاميركية

اهتمام الأميركي- السعودي -الفرنسي، بانتشال لبنان من الحفرة التي قاده اليها العميان، أشعل جذوة الأمل في نفوس اللبنانيين، الغارقين في لجة اليأس، من امكانية الخروج من هذه المتاهة الجهنمية، وقد لاح بصيص انفراج، على صعيد توفير المحروقات اعتبارا من الغد، لكن سرعان ما خفت بصيصها، فيما أطفأت معامل توليد الطاقة في مؤسسة كهرباء لبنان محركاتها حتى شملت العتمة القصر الجمهوري في بعبدا، وقد بوشر العمل على ربط القصر بمعمل «الليطاني»الذي ينتج الكهرباء بواسطة المياه.

هوية لبنان وعروبته كانت في صلب اهتمام الثلاثية الدولية والعربية، المتحركة على النطاقين العربي والدولي.

واللافت ان مختلف المواقف والتصريحات وحتى البيانات الرسمية، الصادرة عن الأطراف المعنية، تجاهلت وتتجاهل السلطة اللبنانية الرسمية، بما يذكر اللبنانيين بالمرحلة الأخيرة من ولاية الرئيس السابق اميل لحود الممددة، انما كل التعاطي وكل الاهتمام، خارج المنحى الرسمي الذي يعاني ازمة احساس ومشاعر.

إقرأ ايضاً: الحكومة تخرق جدار الدولار.. والتحليق مستمر!

وآخر اخبار السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو، انهما اجرتا محادثات ثلاثية مهمة، مع الأطراف السعودية المعنية، تناولت سبل دعم الشعب اللبناني، وخاصة دعم الاقتصاد اللبناني، ويقول متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة «الحرة» إن الاستراتيجية التي دعونا اليها، تسعى الى دفع القادة اللبنانيين من جديد، الى اظهار الليونة الكافية لدعم حكومة راغبة، مبدئيا، وقادرة على اجراء اصلاحات اساسية، كي يتمكن الشعب من الحصول على مساعدات انسانية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ان الشعب اللبناني يستحق حكومة تطبق بشكل طارئ هذه الاصلاحات الضرورية خصوصا، بسبب التدهور الاقتصادي ومعدل التضخم المرتفع جدا، بعد سنوات، بل عقود من سوء الادارة والفساد، وعجز القادة السياسيين عن وضع مشاحناتهم السياسية جانبا، والعمل لمصلحة الشعب اللبناني، الذي نسعى لتوفير اوسع دعم لبنان.

وبالتزامن، بحث السفير الفرنسي بيار دوكان المكلف بالمساعدات الدولية للبنان، مع وزير المال غازي وزني في أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان، والجاري تنظيمه في باريس، بحضور رؤساء دول وحكومات.

وفي باريس أوصت لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية الوطنية، بالتشكيل العاجل في بيروت لفريق عمل دولي تحت رعاية الأمم المتحدة والبنك الدولي لتكثيف العمل الإنساني، أي الغذاء والأدوية والرعاية الصحية والمدارس والتنمية والكهرباء، وشجعت اللجنة الدولية الفرنسية وشركاءها العرب والغربيين على دعم القوات المسلحة اللبنانية والقوى الأمنية لتجنب انهيارها ومواصلة صمودها في مواجهة داعش والتهديدات الأخرى كتهريب المخدرات، وأملت اللجنة ان تتمكن فرنسا وشركاؤها والأمم المتحدة من ضمان اجراء انتخابات تشريعية وبلدية ورئاسية في العام 2022.

مصادر متابعة، أوضحت لـ«الأنباء» ان الدور الانمائي هو الغالب على زيارة السفيرتين الاميركية والفرنسية الى السعودية، بدليل حصر لقاءاتهما بالشخصيات السعودية المعنية.

الدور الانمائي هو الغالب على زيارة السفيرتين الاميركية والفرنسية الى السعودية

وردا على سؤال، حول معنى ايفاد واشنطن وباريس سفيرتيهما في بيروت الى الرياض لمتابعة هذا الجانب من مقررات اللقاء الثلاثي، لوزراء الخارجية الأميركية والسعودية والفرنسية في روما، بدلا من سفيريهما في الرياض مباشرة، قالت المصادر ان في ايفاد السفيرتين في بيروت، اكثر من معنى سياسي بالذات، اولا التأكيد على حضور الدول الثلاث في لبنان، وبالتالي كسر الانطباع السائد بأن لبنان بات جزءا من الهلال الفارسي المتمدد في المنطقة العربية، والقول لحزب الله تحديدا: نحن هنا.

الاميركيون كسروا الانطباع السائد بأن لبنان بات جزءا من الهلال الفارسي المتمدد في المنطقة العربية

وثانيا، ان تجاهل السلطة الشرعية اللبنانية، مع اشعارها المباشر بهذا التجاهل، فرض تكليف السفيرتين في بيروت، بهذه المهمة.
وثالثا ان الدول المعنية بالملف اللبناني ليست معنية بتقديم طوق النجاة للمنظومة الحاكمة. ولهذا فان الدعم الدولي لن يتجاوز المساعدات الفنية والأساسية، كي لا تدب الفوضى، ولهذا كان التركيز على تحسين اوضاع الجيش والوحدات الأمنية، كي يتسنى لها الحفاظ على الأمن اذا ما تطورت الأوضاع الاجتماعية.

السابق
ماذا في خلفيات كلام البابا فرنسيس وفي كواليس الحراك الدولي حول لبنان؟
التالي
هل يعلن الحريري إعتذاره عبر قناة «الجديد» ؟