بديل للحريــري أو تقديم مساعدات.. مسعى أميركي – فرنسي لدى الرياض

كل الطرق تؤدي الى الاعتذار، بعد ان سد رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل كل الدروب امام الرئيس المكلف سعد الحريري، خلال 8 اشهر عجاف من الاخذ والرد والسجالات العنيفة، والتي لم تخلُ من اتهامات متبادلة بالتعطيل وانتهاك الصلاحية، وصولاً الى استعمال باسيل الميثاقية والطائفية لتغطية منعه لتأليف الحكومة في اكثر من 5 مناسبات مؤاتية.

اقرا ايضاً: الحريري يُوشك على إنهاء مشواره الحكومي.. و«السفيرتان» تخطفان الأنظار من الرياض!

على وَقع التوقعات في أن يحسم الرئيس المكلف سعد الحريري خياراته تأليفاً للحكومة العتيدة او اعتذاراً وترك الساحة لاختيار بديل منه يتولى المهمة، دخل الاستحقاق الحكومي أمس في حالة انتظارية جديدة ريثما تُنهي السفيرتان الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو محادثاتهما في الرياض، حيث انّ بعض الاوساط السياسية تعوّل على أن تؤدي هذه المحادثات بنتائجها المرتقبة الى تغيير في أمزجة بعض المعنيين بالاستحقاق الحكومي الذين يترددون في حسم الموقف، ما يؤخّر ولادة الحكومة ويدفع الأزمة التي تعيشها البلاد على كل المستويات الى مزيد من التعقيد.

أفادت الإشارات المتقاطعة الى انّ محاولة تجري في الكواليس السياسية والديبلوماسية للتوافق على اسم بديل عن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بات شِبه مقتنع باستحالة تَمكّنه من تشكيل الحكومة مع الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، فيما شددت مصادر مطلعة على أنّ الحريري تبلّغ من جهات إقليمية أنّ الموقف السعودي السلبي منه لم يتبدل، الأمر الذي يحول بينه وبين القدرة على تأليف الحكومة.

وأفادت المعلومات انّ هناك مسعى أميركياً فرنسياً للتفاهم مع المملكة العربية السعودية على اسم يكون مقبولاً لديها لتشكيل الحكومة، وانه في حال أصَرّت الرياض على رفض فتح الباب أمام تفاوض سياسي من هذا النوع فسيطلب منها الأميركيون والفرنسيون ان تساهم في مساعدات إنسانية او مالية موضعية تصل مباشرة إلى المستفيد النهائي، منعاً للانهيار الكبير وتداعياته المحتملة.

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر “تويتر” أنّ “وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عيد بن محمد الثقفي، التقى في ديوان الوزارة في الرياض اليوم (أمس)، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دورثي شيا وسفيرة الجمهورية الفرنسية لدى لبنان آن غريو”. وأشارت إلى أنّ “هذا الاجتماع يأتي، وفقاً لما تقرر أخيراً في اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في مدينة ماتيرا في الجمهورية الايطالية، باستمرار التعاون والتنسيق بينهم لدعم الشعب اللبناني ومساندته، في ظل الأوضاع التي يواجهها حالياً”.

وفي انتظار الجديد الذي يمكن ان تنتهي إليه اجتماعات السفيرتين في الرياض جَمّدت كل المشاريع المتداولة في شأن الاستحقاق الحكومي. وقالت مصادر سياسية وديبلوماسية مطّلعة لـ”الجمهورية” انه كان من الطبيعي ان تفرض هذه التطورات تجميداً طوعياً للحركة الحكومية، فغابت المواقف وتراجعت “حرب المصادر” وساد صمت في مواقع المعنيين”، وخصوصاً في القصر الجمهوري و”بيت الوسط”.

وفي هذه الأثناء بقيت مراجع سياسية تبحث عن إمكان انعكاس اجتماعات الرياض على الملف الحكومي وسط انقسام منطقي بين القول بانتظار قرار سيؤدّي إمّا الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتوليد الحكومة المنتظرة، وإمّا مناقشة مرحلة ما بعد الإعتذار والبحث في مهمة التكليف مجدداً، علماً انّ شيا وغريو التقتا في الرياض ايضاً مؤسسة الملك سلمان للاعمال الإغاثية والانسانية.

ولم يَشأ أي من المصادر، الحديث عن اي تطور مُرتقَب منعاً للوقوع في الفخ الناجم من تقديرات خاطئة، فلم يكن المسؤولون اللبنانيون على علم بهذه الخطوة التي أنتجتها لقاءات روما بين وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وفرنسا جان ايف لودريان والسعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بعد ساعات قليلة على الاجتماع الذي جمعَ بلينكن بالبابا فرنسيس في الفاتيكان على هامش مؤتمر دول العشرين الصناعية الذي أكّدت بيانات رسمية صدرت عنه انّ الوضع في لبنان كان من ابرز القضايا المُدرجة على جدول اعماله.

وكانت السفارة الأميركية في بيروت قد كتبت عبر “تويتر” أنّ “السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا تقومان اليوم (أمس) بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي يمكنهم من خلالها دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد”.

وفي هذه الاثناء أصدرت لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقريراً يُوصِي، في البند الرقم 6 منه، بإرسال قوات دولية الى لبنان بنحوٍ طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار. كذلك يشدّد التقرير على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في لبنان سنة 2022.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” أنّ الرهان على لقاءات الرياض ارتفع منسوبه لمجرّد ربطها بوصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى العاصمة السعودية في زيارة مُبرمجة سلفاً بالتزامن مع الحديث عن اجتماعات مهمة عقدت في وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن، وأبرزها اللقاء الذي جمع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند والمستشار ديريك شوليت، حيث تناول اللقاء “تفعيل المساعدة الخارجية للبنان “المنكوب” ولا سيما منها “مساعدة جيشه الذي يعاني أزمة سيولة نقدية”. كذلك تناول ملف الأمن الإقليمي، ودعم المملكة العربية السعودية للدفاع عن نفسها من الهجمات عبر الحدود، وتحسين حقوق الإنسان.

وفي المعلومات انّ وزير الخارجية الاميركية انضَمّ إلى المجموعة في جزء من الاجتماع لمناقشة الجهود المبذولة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في اليمن والانتقال إلى العملية السياسية، وكذلك مناقشة الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي والإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني، وقضايا ثنائية رئيسية أخرى.

السابق
قوات دولية الى لبنان.. هذا ما سيحصل بعد تقرير 6 تموز
التالي
بالفيديو: قصة ابنته هزّت الرأي العام.. مواطن يطلق «ثورة الدواء» مباشرة ويبكي اللبنانيين!