اللبنانيون في واد ونوابهم في واد!

جلسة مجلس النواب الاونيسكو
السياسيون في لبنان في كوكب آخر، لا يأبهون أن بلاد الارز على وشك الزوال عن الخريطة الدولية، والانكى أنهم يحاولون إستثمار أي مناسبة لتجييرها لمصالحم السياسية. ما حدث في مجلس النواب مؤخرا يشكل نموذجا صارخا عن هذا الاستهتار، ومحاولات كل فريق تسجيل مواقف على الفريق الاخر، على طريقة "بيي أقوى من بيك"، بينما الشعب اللبناني خارج الجلسة يعاني الامرين.

يروي أحد الدبلوماسيين ل”جنوبية” أن لقاءاته مع نواب ووزراء لبنانيين تظهر أنهم لا يزالون يعيشون في فترة ما قبل 17 تشرين 2019، بمعنى عدم إدراكهم خطورة الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، والذي يمكن أن يضعه على حافة الزوال، لو توافر القرار الدولي بذلك، لأن كل الشروط الموضوعية لبقاء هيكل الدولة اللبنانية يتلاشى، أمام أعين هؤلاء النواب والوزراء من دون أن يحركوا ساكنا”.

اقرا ايضا: السِّحر ينقلب على «سَحَرة» المرفأ..وصفا «يَزرك» باسيل حكومياً!

كلام الدبلوماسي لا يحمل أي مبالغة، بل هو تعبير حقيقي عن الواقع الذي يلمسه اللبنانيون يوميا، وقد تجلى بوضوح يوم الاربعاء الماضي في جلسة مجلس النواب، التي أظهرت ممثلي الشعب وكأنهم يأتون من جزيرة منعزلة ، ليس لديهم اي فكرة عما يصيب اللبنانيين على أبواب المستشفيات والصيدليات ومحطات الوقود، والأنكى أنهم يحاولون إستثمار كل ما يجري لتسجيل مواقف سياسية على بعضهم البعض، وهذا ما ظهر بوضوح في موقف أكثر من كتلة نيابية.

بلال عبدالله

الاستثمار السياسي لا قيمة له

لا ينكر عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله أن هناك محاولات لإستثمار آلام اللبنانيين وعذاباتهم لخدمة مواقف بعض الاطراف، ويقول ل”جنوبية”:”جلسة الامس لم تكن جلسة سياسية ومحاولات بعض الفرقاء لإستثمارها سياسيا لا قيمه له، الناس في مكان آخر والمطلوب أقصى درجات التحسس مع الناس لتحسين وضعها المعيشي”، مشددا على أنه “علينا تشجيع الاطراف على التسويات وتشكيل الحكومة لأن إجراء إنتخابات نيابية حاليا لا يحل المشكلة، لأنها تحتاج إلى تحضير نحو 3 أشهر و 3 أشهر أخرى لإعادة تكليف رئيس جديد للحكومة إن لم نقل سنة”.

عبد الله ل”جنوبية”: المطلوب من النواب أقصى درجات التحسس مع الناس


ويسأل:”هل يحتمل البلد إضاعة كل هذا الوقت؟ الاجدى  تشكيل حكومة سريعا لإنقاذ الوضع المعيشي”، مشيرا إلى أنه “داخل الجلسة لم يسمع أيا من الملاحظات السلبية التي أطلقها بعض النواب اليوم حول تمويل البطاقة التمويلية أو جدواها”، ويشدد على أنه “لا يجوز أن نتكلم داخل الجلسات بلغة وخارج المجلس بلغة أخرى والاهم هو تمويل البطاقة وهذا أمر ممكن إذا تعاونا مع البنك الدولي من خلال الحصول على قروض للبنان لم يتم إستخدامها بعد والاهم هو عدم إستخدام الاحتياطي الالزامي بأي حال من الاحوال”.
ويختم:” كل الخطوات تبقى غير مجدية إذا لم يتم ترشيد جدي للدعم و إلا يستمر نزيف لبنان عبر التهريب”.

انيس نصار

حقوق المسيحيين لا تؤمن عبر مأموري الاحراج

على ضفة كتلة “الجمهورية القوية” فإن جلسة مجلس النواب كانت مجدية بالرغم من إنسحابهم منها، إذ يوضح عضو الكتلة أنيس نصار ل”جنوبية” أن “الجلسة النيابية كانت مجدية لجهة سد الفراغ المتأتي من إستقالة الحكومة، ولذلك تم إقرار البطاقة التمويلية التي هي ضرورية للتخفيف من معاناة الناس أمام محطات البنزين المستشفيات”، لافتا إلى أن “كتلة الجمهورية القوية تقدمت مشاريع قوانين حول البطاقة التمويلية وعدم المس بالاحتياطي الالزامي ولم يبت فيها، بل تم فتح إعتماد خاص بالموازنة ما يعني أنه سيتم تمويلها من الاحتياطي وهذا ما نرفضه ولذلك إنسحبنا من الجلسة”.

 نصار ل”جنوبية”: التيار الوطني إختزل حقوق المسيحين بتعيين عدد من مأمورين


يضيف:”نحن نواب منتخبين من الشعب ويجب أن يكون همنا تحسين اوضاع اللبنانيين لكن للاسف هناك النواب يعيشون في كوكب آخر، وهذا الامر ينطبق أيضا على رئاسة الجمهورية والحكومة”، مشددا على أنهم “كقوات لا نطلق مواقف لشد عصب جمهورنا تمهيدا للإنتخابات، هذا الامر غير صحيح، أما خطاب التيار الوطني الحر الذي يركز على المطالبة بحقوق المسيحيين لم تعد تنطلي على أحد، لأنهم هم أهدروا حقوق المسيحيين حين إستجدى باسيل صديقه نصر الله للبت في ملف الحكومة”.
يضيف:”حقوق المسيحين محفوظة من خلال القواعد التي وضعها اليازجي والمعلم بطرس البستاني وشارل مالك، ومن أهدرها هم التيار الوطني الحر وإختزلها بتعيين عدد من مأموري الأحراج وبسبب هذا النهج المسيحيين في لبنان إلى إضمحلال وزوال”.

ميشال موسى
ميشال موسى

محاولة للقيام بواجب تشريعي

يوصف عضو كتلة التنمية و التحرير النائب ميشال موسى ل”جنوبية” “جلسة مجلس النواب بأنها “كانت محاولة لقيام النواب بواجبهم التشريعي  كان هناك قوانين يجب أن تقر بعد دراستها، ومنها قوانين تتعلق بالطبابة وتمديد المهل و البطاقة التمويلية والشراء العام والمناقصات في كل مؤسسات الدولة وهذا قانون إصلاحي ومطلوب من المجتمع الدولي أيضا”، لافتا إلى أن “الاراء إختلفت حول البطاقة التمويلية لكن كان المطلوب تطويق الهدر والتهريب والاحتكار الحاصل في عملية الدعم بدل أن تكون مخصصة للمواطنين ، على أمل أن لا يكون كلفتها من الاحتياطي الالزامي بل من القروض الدولية المحصصة للبنان”.

موسى ل”جنوبية”: كل فريق يقارب الملفات بطريقة معينة ووضعنا سيء جدا

يضيف:”اللبنانيون إعتادوا على أن كل فريق سياسي يقارب الملفات بطريقة معينة، ولا شك أننا في وضع سيء جدا وهذه المقاربات المختلفة تذكي الصراع السياسي الحاصل”. 

السابق
وقفات إحتجاجية للمحامين.. هل علّقوا إضرابهم؟
التالي
لافروف يدعو قسد إلى الحوار مع النظام وعدم التفكير بالانفصال