العين على موقف الحريري.. تكليف أديب بعد اعتذاره؟

سعد الحريري

لا يزال التأليف الحكومي على حاله ولتعطيل مستمر ، في ظل التلصب في المواقف وحرب البيانات على خط بعبدا – بيت الوسط، وتزداد التكهنات والتحليلات التي تتحدث عن اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، والذي على ما يبدو مدّدَ إقامته في الخارج أسبوعاً إضافياً، وهناك من يعتقد أن الحريري قد يزور بعبدا فور عودته ليعرض على الرئيس عون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، فإذا قبلها يصار إلى إصدار مراسيمها على الفور، وفي حال الرفض سيعقد الحريري مؤتمراً صحافياً يشرح فيه كل الظروف التي منعته من تشكيل الحكومة، ثم يقدّم اعتذاره عن التأليف.

اقرا ايضا: عقوبات أميركية جديدة لـ«خنق» حزب الله..والحراك الفاتيكاني تحفيزي لا تنفيذي


وهناك فريق آخر يقول إن الحريري لن يزور بعبدا إلّا بعد أن يتأكد أن كل المؤشرات إيجابية تمكّنه من تشكيل الحكومة، وفي حال عدم وجود هذه المؤشرات فلن يعتذر حتى لو بقي رئيساً مكلفاً حتى نهاية العهد، وذلك رداً على الموقفَين اللذين صدرا عن النائبين جبران باسيل وجورج عدوان أثناء انعقاد الجلسة التشريعية، وكأن اسم الحريري تحوّل إلى مشكلة في البلد.

في سياق متصل، أشار عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ الأمور ما زالت على حالها، ولم يتغيّر شيء، مذكّراً بأنّ، “الرئيس الحريري أبلغهم في لقائه الأخير مع كتلة المستقبل أنّ الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات، وفي كل الجهات، مهما كانت الأسباب والدوافع”.

وسأل الحجيري: “في حال الاعتذار عن التشكيل، هل سنكون تقدّمنا خطوةً إلى الأمام، أم تراجعنا عشر خطوات إلى الوراء؟ وفي حالة الاعتذار سيذهب البلد إلى الأسوأ، ونحن نريد حلاً، والرئيس الحريري جاهزٌ لأي أمرٍ إيجابي”، لافتاً إلى أنّه، “في حال اعتذار الحريري هناك العديد من الشخصيات السنّية التي تقبل التكليف، ومن بينها حسان دياب، فهو لا يزال رئيس حكومة، لكن المؤسف أن النائب باسيل لم يأتِ على ذكره أثناء مداخلته في المجلس النيابي، فأصبح يتحدث وكأنه ملاكٌ مرسلٌ من السماء. ولكن لماذا لم يذكر اسم حسان دياب؟ لا نعلم، فقد يجوز أنّه بدأ يصدّق نفسه على أنّه المسيح عليه السلام”، واصفاً مداخلة النائب جورج عدوان بالشعبوية، وكأنّ الرئيس المكلّف أصبح بالنسبة إليه مشكلة، كاشفاً أنّ دياب تأخّر جداً حتى بدأ يعرف لماذا كُلّف بتشكيل الحكومة.

من جهة ثانية، لفتت “نداء الوطن” الى ان آخر مستجدات الحكومة تفيد بتقدم حققه “حزب الله” بعد المرونة التي ابداها رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل تجاه الوزيرين المسيحيين، والاتفاق على ان يختار رئيس الجمهورية ميشال عون من جملة اسماء يقترحها الرئيس المكلف، وإعادة النظر بمسألة منح الثقة للحكومة بترك الخيار لنواب كتلة التيار النيابية، بمنح الثقة للحكومة او الامتناع عنها والموضوع رهن قرار الحريري.

لكن مصادر سياسية متابعة تستبعد ان يقدم باسيل تنازلات تتعلق بالحكومة الى الثنائي الشيعي لرغبته في تقديمها الى الحريري وجهاً لوجه، وتركن في قولها هذا الى ما تسميه اشارات معينة صدرت بعيداً عن الاضواء تفيد برغبة باسيل في تقديم تنازلاته للحريري مباشرة، لحاجته اليه في معركته الرئاسية مستقبلاً، لكن مثل هذا اللقاء مستبعد بنظر المصادر الا في حال فوّض رئيس الجمهورية باسيل التفاوض بالشأن الحكومي نيابة عنه، وهذه ايضاً مستبعدة، لذا فالسيناريو الاكثر احتمالاً هو ان يقدم الحريري تشكيلة حكومية يقبل بها الجميع، وفي حال رفضها باسيل فسيذهب الرئيس المكلف حكماً الى الاعتذار. حسم الحريري لموقفه لم يعد بعيداً. أما السيناريو لما بعد الحريري فهو قيد الاعداد لكن خارجياً وليس محلياً بدليل الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية كل من اميركا وفرنسا والمملكة السعودية التي رفعت على ما يبدو الفيتو عن لبنان، وعاد سفيرها وليد بخاري للحديث عن تشكيل حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلع اليه الشعب اللبناني.

وقد تسهم العودة السعودية في تسهيل مهمة الجانب الفرنسي الذي يسعى جهده لتأمين تشكيل حكومة غايتها الاساسية الاشراف على الانتخابات النيابية، وليس بعيداً ان يكلف برئاستها مجدداً السفير مصطفى اديب الذي زكته فرنسا سابقاً وتميل لاعادة التجربة مجدداً، بسبب حيادية الرجل وامكانية تبنيه من قبل الحريري لكونه لا يشكل منافساً سياسياً له مستقبلاً، وسيكون عمله محصوراً بمهمة محددة وهي الاتفاق مع البنك الدولي واصلاح قطاع الكهرباء والانتخابات النيابية.

من العوامل الاضافية التي تعزز احتمال تكليف اديب رغبة فرنسا في تجنب استفزاز المملكة التي تستعد للتوقيع معها على صفقة لشراء الاسلحة، والتماهي مع رغبتها بعدم دعم الحريري لرئاسة الحكومة ولذا تقول المعلومات هنا ان فرنسا لمحت للحريري بضرورة اعتذاره، على سبيل المساعدة في حلحلة أزمة الحكومة.

كل ما تقدم مرهون بقرار الحريري الذي سيكون حاسماً فور عودته الى لبنان، فرئيس الحكومة المكلف يسرّ لمقربين منه بحجم استيائه من الاجواء المحيطة بعملية تشكيله للحكومة، وهو يعيش اسوأ حالاته وأصعبها، بالمقابل لن يكون باسيل في أحسن حالاته وهو الضائع وقراره باستقالة نواب تكتله يصطدم بمعارضة حليفه، بينما قد لا يكون مستعداً بعد لخوض انتخابات نيابية مبكرة في ظل الأزمة الراهنة.

السابق
وضع كورونا ليس مطمئنًا.. هل وصل متحوّر «دلتا» إلى لبنان؟
التالي
ارتفاع سعر ربطة الخبز مجددا.. كم أصبح ثمنها؟