البابا «يستدعي» القيادات المسيحية اللبنانية.. و«القلق» من التيار العوني!

البابا فرنسيس لبنان
يستضيف قداسة البابا فرنسيس في الاول من تموز المقبل القيادات اللبنانية المسيحية في الفاتيكان، ضمن إطار المحاولات الدولية لإطلاق رحلة الحل للأزمة اللبنانية، فهل ستنجح الفاتيكان التي لا تملك سوى سلطة معنوية في إقناعهم بتجنب لعبة المحاور التي تجري المنطقة، والتي غالبا ما يدفع المسيحيون و اللبنانيون ثمنها غاليا؟

ليس تفصيلا أن يوجه البابا فرنسيس دعوة للقيادات المسيحية اللبنانية إلى الفاتيكان في الاول من  تموز المقبل لمناقشة الوضع اللبناني المقلق و”الصلاة معا من أجل نعمة السلام والاستقرار”، وإن كانت هذه الدعوة ليست فريدة، بل أن إهتمام الفاتيكان بلبنان يعود لسنوات خلت، وربما منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، لكنها تبدو لافتة في التوقيت لجهة الوضع الدقيق الذي يعيشه لبنان سياسيا وإقتصاديا وأيضا مسيحيا، وفي ظل القلق الذي تبديه دوائر الفاتيكان من التقارير التي تصلها عن هجرة المسيحيين من لبنان، منذ بداية الازمة وخصوصا بعد إنفجار مرفأ  بيروت، فما هي خصوصية الدعوة الفاتيكانية في هذه المرحلة.

إقرأ أيضاً: البابا فرنسيس يُجدد صلاته لعون ومُعاونيه.. هذا ما قاله

يضع مصدر دبلوماسي مطلع على موقف الفاتيكان، دعوة البابا فرنسيس في خانة “المحاولات الدولية لإطلاق رحلة الحل للأزمة اللبنانية”، ويشرح ل”جنوبية” أن “الفاتيكان بما تتمتع من ثقل معنوي على المستوى الدولي والداخلي يريد وضع لبنان في الحاضنة الدولية لإنعاشه وبلورة مصيره، وبالتالي سيكون اللقاء بمثابة “سينودس مصغّر” بدأ التحضير له منذ شهر تقريبا تمهيدا لخطوة دولية- عربية لاحقة تساعد لبنان سياسيا وماليا وإقتصاديا”.

الفاتيكان يريد وضع لبنان في الحاضنة الدولية لإنعاشه وبلورة مصيره

يؤكد المصدر أن ” الفاتيكان لا تريد أن يكون اللبنانيون والمسيحيون خصوصا، في كل مرة لعبة بأيدي الخارج ويدفعوا في النهاية ثمن ذلك في هذه المرحلة، وبالتالي جهودها تأتي ضمن حملة دولية جديدة تجاه لبنان لإحراجه من أزمته وفي تنسيق كامل الدول التي تهتم بالملف اللبناني وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوة”، واصفا الدعوة بأنها “سند معنوي لهذه الحملة لإقناع التيار الوطني الحر بشكل أساسي لتغيير نهجه السياسي، وإن كانت الدعوة موجهة إلى كل الاطراف المسيحيين لإبلاغهم بأن الفاتيكان تُبارك التوجه الدولي والفرنسي تحديدا، لإخراج لبنان من أزمته ومن الضروري التخفف من إلتحاقهم بمحاور المنطقة”.

الفاتيكان لا تريد أن يكون اللبنانيون والمسيحيون خصوصا في كل مرة لعبة بأيدي الخارج ويدفعوا في النهاية الثمن

تضيف:”خلال أسبوعين سيظهر جدول أعمال الاجتماع، و من غير المعلوم إلى الآن إن كان الاجتماع سيضم القيادات الدينية والسياسية المسيحية معا، أم سيكون مقتصرا على القيادات السياسية، علما أن بكركي غير بعيدة عن التحضير لهذا اللقاء، خصوصا أن كل خطواتها و مواقفها السابقة كانت بالتنسيق مع الكرسي الرسولي”.

خلال أسبوعين سيظهر جدول أعمال الاجتماع ومن غير المعلوم إن كان الاجتماع سيضم القيادات الدينية والسياسية المسيحية معا

ويختم:”سبق لقداسة البابا أن وعد بزيارة لبنان قريبا وهو سيزوره حتما، لكنه لن يقوم بذلك إلا بعد ان يرى أن معالم الدولة اللبنانية عادت إلى الظهور، سواء لجهة دور الرئاسة الاولى وفعالية الحضور المسيحي في بلاد الارز، علما أنه يكن عاطفة خاصة لكل الفقراء والمظلومين في العالم، ومنهم الشعب اللبناني الذي إقترب من مرحلة الفقر المدقع، ولذلك فهو لن يتركه في مهب الازمات والتسويات التي تدور في المنطقة بل سيعمل على تجنيبه الاسوأ”.

السابق
جدل كبير بعد «تصفية الحديد والصلب» في مصر: من يملك المصنع اصحاب العمل ام الدولة ام العمال؟
التالي
من هو «الوزير الـ١٤» في تحقيقات ملف المرفأ؟!