جدل كبير بعد «تصفية الحديد والصلب» في مصر: من يملك المصنع اصحاب العمل ام الدولة ام العمال؟

ثورة مصر

فوجئ كثيرون بقرار تصفية مصانع الحديد والصلب المصرية في حلوان بمصر، بعد عقود على إمداد السوق بمنتجات استراتيجية متنوعة. وهو القرار الذي قوبل بالرفض نظرا للتبعات التي لا تُحمد عقباها في زمن كورونا والحروب التجارية.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: فقط في لبنان.. طبل ورقص لـ«ذلّ اللبنانيين» على محطات البنزين!

وعصا التغيير بيد الرئيس المصري عبد الفتاخ السيسي والتي تحول مصر حاليًا وباقتدار إلى دولة حديثة وتنقلها إلى مصاف الدول المتقدمة لن يستعصي عليها أن تطلق الإيجابيات لتحديث هذا المصنع العملاق ليصبح قوة دافعة للصناعات المصرية القومية، ال ان القرار اكان بتصفية هذه المصانع.

وبمناسبة اقفال مصنع الصلب والحديد في مصر، كتب غسان صليبي عبر حسابه الخاص على “فيسبوك تحت عنوان: “من يملك المصنع اصحاب العمل ام الدولة ام العمال؟”، التالي:

“لا لن اعيد إحياء
نقاش قديم
حول ملكية وسائل الانتاج،
ولن أضع نظريات كارل ماركس
في مواجهة نظريات الرأسمالية،
ولن أفصّل مطالعة جوزف برودون حول الملكية
لأخلص معه ان “الملكية الفردية هي السرقة”.

أُُتخِذَ قرار منذ أشهر
بإقفال مصنع الصلب والحديد الشهير في مصر
لأسباب اقتصادية،
وهو مصنع مملوك للدولة،
ومنذ اشهر والعمال من داخل المصنع ومن خارجه
يتحركون ويناشدون ويقترحون الحلول
لعدم إقفاله.

يمكننا بسهولة ملاحظة
حرص العمال على المصنع
ولامبالاة الدولة،
وهذا ما يتكرر
مع كل اقفال
لمصنع او شركة
أكانت الملكية خاصة او عامة،
فلا فرق بين تصرف الدولة واصحاب العمل
في هذا المجال،
لا بل ان لامبالاة الدولة بأملاكها
يصب عن قصد
في مصلحة اصحاب العمل الملتحقين بسياساتها
في ما يسمى بالرأسمالية “الزبائنية”.

الفهم “المصلحي” الضيّق
قد يفسر حرص العمال على المصنع
بحاجتهم للعمل وخوفهم من البطالة،
في حين ان لامبالاة اصحاب العمل والدولة
هي انعكاس لقدرتهم على الاستمرار بتعويض الخسارة،
من خلال رأسمالهم
في مصانع او شركات أخرى
حالية او مستقبلية.

اعتقد
بأن وراء الاختلاف
في الموقف
سبب آخر
اعمق واهم
من السبب المصلحي المباشر.

فلنتذكر حكاية الملك سليمان الحكيم
الذي كان عليه ان يحكم
بين إمرأتين،
كانت تدّعي كل واحدة منهما
انها هي ام الطفل
موضوع الخلاف.

فما كان من الملك سليمان
الا ان اقترح
شطر الطفل شطرين
بحيث تأخذ كل أمرأة شطرا،
مما دفع الام الحقيقية
الى رفض الاقتراح
حفاظا على حياة طفلها.

أشبّه الشركات والمصانع
بهذا الطفل،
واصحاب العمل والدولة
بالأم المزيفة،
وأشبّه العمال
بهذه الام الحقيقية،
فهم يشعرون في أعماقهم
بأن مكان عملهم
هو ملكهم الذي بنوه بعطاء
وبعرق جبينهم
ويحرصون على استمراريته،
تماما كما تفعل الام مع طفلها
عندما تربيه
وتحرص على حياته.

فلنقرأ كيف عبّر كمال عباس عن حزنه
بعد اقفال مصنع الصلب والحديد في مصر:
” اليوم أُطفئت شعلة الفرن العالي،
اليوم أُغلقت ابواب الحديد والصلب،
فقدت الاشياء معناها
وانا فقدت عنواني.”

كمال عباس
ليس عاملا فقد عمله
بإقفال المصنع اليوم،
فصديقي كمال عامل سابق في المصنع
طُرد منه وسُجن لأنه قام بإضراب
هو ورفاقه العمال منذ اكثر من ثلاثين سنة،
لكنه يتكلم اليوم وكأنه فقد منزله اليوم
وفقد معه معنى الأشياء.

لا تحزن يا عزيزي كمال،
فنحن نقول باللغة اللبنانية
“اللي خلّف ما مات”
اي “الذي أنجب لم يمت”،

فقد أنجب مصنع الصلب والحديد
مناضلين مثلك
انجبوا بدورهم
اهم حركة عمالية في مصر
وفي المنطقة العربية،
ناضلت في إطار “دار الخدمات العمالية والنقابية”
اكثر من عشرين سنة،
لتنشىء حركة نقابية مستقلة بديلة،
يفتخر بها ويحكي حكاياتها
كل عمال العالم اليوم”.

السابق
نفط الجزيرة المُباح.. تنازل أمريكي لصالح روسيا ومجندون سوريون لحماية خطوط إيران
التالي
البابا «يستدعي» القيادات المسيحية اللبنانية.. و«القلق» من التيار العوني!