وقائع «سينمائية» مثيرة.. عميل «يفقد ذاكرته» أثناء محاكمته!

جلسة "مضنية"، "عاشها" القاضي جون قزي، رئيس محكمة التمييز العسكرية، على مدى ساعة، اثناء استجواب العميل جودت الحكيم(63 عاما)، بعد نقض حكم الاعدام الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية في شهر تشرين الثاني من العام 2010.

أوقف المتهم العميل جودت الحكيم في 23 من شهر ايار العام 2009 ، “فَقَدَ ذاكرته” في بداية تلك الجلسة، لدرجة انه لا يعرف سبب توقيفه منذ 12 عاما، ولم يتعامل مع اسرائيل التي سافر اليها عدة مرات للقاء مشغلّيه الذين تقاضى منهم آلاف الدولارات.

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «حزب الله» يَضغط أمنياً وسياسياً للفلفة الإعتداء على مؤسسة شمس الدين!

وبعد محاولات حثيثة من رئيس المحكمة لدفع المتهم الى “قول الحقيقة” خصوصا انه محكوم بالاعدام في ملف معلّق منذ عشر سنوات ويتضمن اعترافات وتفاصيل دقيقة، نجح القاضي القزي في إنعاش ذاكرة المتهم الذي، بسحر ساحر” أطلق العنان للسانه ” وبدأ ب”حذر” بسرد رحلة العمالة التي وقع في شركها ليصف نفسه في نهاية الجلسة التي رُفعت للمرافعة والحكم ب”انني كنت غبيا”.
وبإستجوابه من قبل الرئاسة، اكد المتهم بانه سافر الى اسرائيل مرتين عن طريق هونغ كونغ وروما بجواز سفره الكولومبي، لكنه نفى في البدء لقاءه ضباطا اسرائيليين، وما سبب سفره سوى لانه هم”بعتو ورايي”، انما لا يذكر اسماءهم. وبوصوله الى اسرائيل بات في احد المنازل، بعدما استقبله في المطار اشخاصا لا يعرفهم وتقاضى منهم مبلغا لم يعد يذكر قيمته، انما كان هذا المبلغ لقاء زرع بريد ميت. واستطرد قائلا:” كان هذا البريد عبارة عن مبالغ مالية وليس اجهزة ارسال او تنصت”. واوضح ردا على سؤال انه كان يستلم البريد الميت من اشخاص يرمونه فوق الشريط الحدودي وهو كان يقوم لاحقا بإستخراج البريد.

نجح القاضي القزي في إنعاش ذاكرة المتهم الذي بسحر ساحر” أطلق العنان للسانه ” وبدأ ب”حذر” بسرد رحلة العمالة التي وقع في شركها


وتابع المتهم يقول بان “الاسرائيليين كانوا يحددون له امكنة وجود “البريد الميت”، وفي نقاط عديدة متفق عليها، ولم يعد يذكر اسماء الضباط الذين كان يتواصل معهم. اما عن كيفية حصوله على جواز سفر كولومبي فأوضح بانه ولد في كولومبيا، ثم عاد ليقول:”انا مكثت مدة في كولومبيا واستحصلت على جواز سفرها”.

الاسرائيليين كانوا يحددون له امكنة وجود “البريد الميت


وفي إحدى سفراته، سأله الاسرائيليون عن صور لحواجز للجيش اللبناني والسوري وفي مناطق محددة ، انما نفى ان يكون قد أُخضع لتدريب على اجهزة ارسال بل “درّبوني على كيفية زرع البيت الميت في الارض”. وتحدث المتهم عن طلب الاسرائيليين منه إلتقاص صور، قال انها لطرقات عامة، ومواقع محددة من قبل الاسرائيليين.

تحدث المتهم عن طلب الاسرائيليين منه إلتقاص صور قال انها لطرقات عامة، ومواقع محددة من قبل الاسرائيليين


وبعد نفي المتهم لواقعات كثيرة وردت في اقواله السابقة في مراحل التحقيق والمحاكمة امام المحكمة العسكرية، أنكر تلك الاعترافات زاعما بان الاسرائيليين بعدما شككوا به على انه عميل مزدوج، اخضعوه لجهاز كشف الكذب”وسقطت في الامتحان” وقال:”انا لم اتعامل مع جهاز امني لبناني وفترة التعامل استمرت لخمس سنوات”.

مجموع المبلغ الذي تقاضاه من الاسرائيليين خلال سنوات تعامله الخمسة بلغ 29 او 30 الآف دولار

وقلّل المتهم من اهمية المعلومات التي كان يزوّد بها الاسرائيليين وقال بان تلك المعلومات لم تفضي الى اي عمليات عسكرية او امنية قام بها الاسرائيليون، نافيا ان يكون قد قام بمراقبة سيارة من نوع “ب.أم.” موضحا بانهم طلبوا منه مراقبة تلك السيارة، انما لم يفعل ولم يعد يذكر لمن تعود تلك السيارة، متراجعا بذلك عن اعترافاته السابقة بانه راقب تلك السيارة التي كانت تعود لاحد مسؤولي حزب الله.

تحدث المتهم عن وضعه المادي الجيد من خلال عمله في مجال الدواء، اما لماذا تعامل مع الاسرائيليين ووقع في شركهم اذاً، فأجاب:”كنت غبيا وضميري كان يؤنبني ” موضحا بان مجموع المبلغ الذي تقاضاه من الاسرائيليين خلال سنوات تعامله الخمسة بلغ 29 او 30 ألأف دولار”.

السابق
الشاعر فاروق شويخ يرثي العلامة الأمين..سيد العشق إتخذناكَ قِبلةَ الضوءِ فينا
التالي
هذا هو الموقف القطري من إعادة العلاقات مع الأسد بعد الانتخابات الرئاسية