نصرالله يُخاطب اللبنانيين بصوتٍ «عليل».. ويُحذّر «الإسرائيليين» المساس بالقدس!

السيد حسن نصرالله

في ذكرى مرور 21 عاماً على تحرير لبنان من الإجتياح الإسرائيلي والتي تأتي متزامنة مع إجتياح آخر للقرار الداخلي اللبناني ومصادرة قرار السلم والحرب وإنتهاك متكرر للسيادة اللبنانية، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الثلاثاء على اللبنانيين محدثاً ايّاهم عن عملية “سيف القدس” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية خلال الحرب مع الإحتلال في الأيام الماضية، مفنّداً بصوتٍ خافت بفعل الأزمة الصحية التي تعصف به، “إنتصار” غزّة على العدو، مركّزاً على جوانب فشل الإحتلال في كسر المقاومة الفلسطينية، متابعاً كلامه الذي قاطعه السعال مراراً وأثار قلق مناصريه، متطرّقاً الى ملف تشكيل الحكومة في لبنان بشكل عابر وسريع داعياً الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري للإتفاق والقيام بعملية التشكيل، خاتماً بعينين دامعتين على حال الشعب اليمني، معلقاً على كلام عبد الملك الحوثي الذي دعا لاقتسام الخبز مع فلسطين، سائلاً اياه: “وهل لديكم خبز لتتقاسموه بفعل الحصار”؟

وفي تفاصيل الكلمة، عرض نصرالله في كلمته لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، لمجريات تطور الأوضاع في المعركة في فلسطين مؤخرا، بدءا من الشيخ جراح وصولا الى القدس وغزة وأرض ال48، متوقعا أن “قادة إسرائيل سيستمرون بحماقتهم وغبائهم وتكرار تجاربهم، التي ستنتهي بهم الى الفشل والهزيمة الكبرى، مما سيعيد الأرض الى أهلها الأصليين”.

وأعرب عن اعتقاده أنه “لم يخطر ببال العدو ولا نتنياهو ولا أجهزتهم، أن غزة ستقدم على قرار تاريخي من نوع تدخلها العسكري، وأن غزة فاجأت العدو والصديق، وهذه خطوة تاريخية في إطار الصراع مع العدو ويجب أن يقدر عاليا، لأن غزة هنا دخلت لتحمي القدس والمقدس فيها، وليس لتحمي غزة فقط”.

اضاف: “لقد وضعت غزة أبناءها على كف حماية الأمة، وهذا القرار كان تضحية وصدق بأعلى مستوى، ولذلك كان تأثيره عاليا في فلسطين وفي الخارج”. مخاطبا قادة العدو بالقول: “عليكم أن تعيدوا النظر في تقديراتكم من خلال ما حصل في غزة، وعندما يتم المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، لأن لهذا الأمر يكون له حسابات مختلفة والدليل ما فعلته والتزمت به قيادة غزة، تجاه القدس والمقدسات”.

وتابع مخاطباً الإسرائيليين قائلاً: “على الإسرائيلي أن يدرك أن المس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، وهذا يجب أن يكون التزام كل محور المقاومة في المنطقة، ويجب حسب رأيي الشخصي أن نصنع معادلة جديدة، هي أن القدس يعني حرب اقليمية، وهذه المعادلة جدية وحقيقية ويبحث فيها أهل المقاومة ليل نهار”. وقال:”إن أي حرب إقليمية إذا حصلت ضمن المعطيات القائمة، تعني زوال اسرائيل”.

نتائج عملية “سيف القدس”

هذا وتحدث نصرالله عن قسمين في النتائج، “الأولى في إعادة الروح الى الشعب الفلسطيني وفي الشتات، وشعرنا أننا أمام شعب واحد يتحرك بهدف واحد وقضية واحدة، وكذلك في إعادة الحياة الى القضية الفلسطينية في العالم ووسائل الاعلام ووسائل التواصل، كما أنها أعادت الحياة الى فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، وهو تطور استراتيجي عظيم، وارتفاع الثقة بخيار المقاومة المسلحة بعد بؤس نتائج المفاوضات”.

أضاف “كذلك أدت المعركة إلى إسقاط كل دعايات المطبعين من أن الشعب الفلسطيني أسقط هدفه، وأيضا في توجيهها ضربة لمشروع التطبيع وكل ما قامت به وسائل إعلام هذه الدول التطبيعية، وأيضا أنها أدت الى سقوط صفقة القرن”.

وتابع “لقد فرضت المقاومة وفشل الصهاينة في المواجهة على الادارة الاميركية على تعديل ما قام به ترامب، وكان التدخل الأميركي، خشية من تصاعد الموقف وتخرج المنطقة عن السيطرة، كما أظهرت هذه المعركة الوجه البشع لاسرائيل القاتلة والعنصرية، وأعادت بوصلة الصراع في المنطقة مع العدو الصهيوني”.

وقارن نصرالله بين “جيش إسرائيلي مسلح بكل أنواع الأسلحة، ومقاومة لا تمتلك ذات الامكانات، ولكن رغم كل الحصار، فقد أظهرت المقاومة في غزة تطورا في أدائها، ولا سيما في القدرة على إطلاق الصواريخ، وهذا إنجاز عسكري، وكذلك في حجم ونوع ومديات الصواريخ التي أطلقوها، إضافة الى شل كيان إسرائيل”.

ولفت الى انه في حال تم فتح الحدود بين لبنان وفلسطين لذهب كل الفلسطينيين في المخيمات وهو ما يدحض تهمة التوطين، لقناعتهم ان بلدهم هو فلسطين.

ورأى ان ما حصل في أرض ال48 صدم كيان اسرائيل، وأحدثت معركة سيف القدس فيهم خسائر نفسية وبشرية واقتصادية. وأشاد بشموخ أهل غزة والاستعداد لتضحياتهم، وبالنصر الذي حققته المقاومة فيها”.

اخفاقات اسرائيل

ثم تحدث عن اخفاقات العدو وفقا لاعترافاتهم ومنها فشلهم في تحقيق نصر استراتيجي، مشيرا الى دور القبة الحديدة والتي على لسان خبراء من عندهم قالوا ان فعاليتها لم تتعد ال35 بالمئة. وأشار الى فشل اسرائيل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ، وفي تحديد أماكن قيادات الصف الأول وأبرزهم أبو خالد محمد ضيف، وكذلك فشل اسرائيل في تقدير امكانات المقاومة، وفشلهم في تقدير رد غزة على ما حصل في القدس ومثلها في ارض ال48″.

وأضاف: “أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي هي الضياع”، ساخرا من نظريات رئيس اركانهم كوخافي، ومؤكدا أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي أيضا هي عدم تجرؤه على القيام بعملية برية. وهذا فشل استراتيجي”.

الملف الداخلي اللبناني

وأخيراً تطرق نصرالله الى ملف تشكيل الحكومة بشكلٍ مستعجل قائلاً: “لكل ما يجري في لبنان، المفتاح هو تشكيل حكومة جديدة، لافةً ان استقالة رئيس الجمهورية ليست مخرجاً لحل الأزمة”.

وأضاف، “مشكلة تأليف الحكومة هي مشكلة داخلية بحتة، وعلى الرئيس المكلف التعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة”.

وتابع، “يوجد طريق من اثنين لتشكيل الحكومة إما أن يتفق الرئيسين عون والحريري أو بمساعدة الرئيس بري”.

السابق
بالصورة: أزمة البنزين تذلّ شاباً لبنانياً.. يوم عرسه!
التالي
حالة نصرالله الصحية تشغل بال مناصريه.. وتستدعي تبريراً من نجله جواد!