صدمة ثلاثية الأبعاد.. الحريري رمى كرة النار في مرمى بعبدا!

في خطوة لم تكن في حسبان رئيس الجمهورية وفريقه، عندما بعث رسالته الى مجلس النواب يشكو فيها ان الرئيس المكلف سعد الحريري عاجز عن تأليف الحكومة، وكان المفاجئ الهجوم الدفاعي للحريري الذي انبرى له  في رده على رسالة عون في جلسة مجلس النواب السبت الفائت.

وكتبت “النهار”: منذ بدء “حربها” المعلنة والمضمرة على تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة قبل سبعة اشهر، نادراً ما صمتت بعبدا على غرار ما فعلت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة التي أعقبت الصدمة الحريرية.

اقرأ أيضاً: تعويم التكليف وتعقيد التأليف..ولا حكومة حتى نهاية العهد!

ولم يكن هذا الصمت دليل تسليم بالنكسة الكبيرة التي منيت بها الرئاسة الأولى وفريقها الاستشاري والسياسي في آن معاً فحسب على الأرجح، بل بدا بمثابة إعداد لخطوة الرد الآتية، لان المناخ لا يوحي بإمكان استيعاب ما احدثه رد الحريري من دوي واسع وهائل بما يتعين معه ترقب الساعات المقبلة بدقة وانشداد. والحال ان الصراع على الملف الحكومي بدا منذ اللحظة التي فرغ فيها الرئيس الحريري من تلاوة كلمته العاصفة بفتح ملف العهد العوني وما قبله سيرة الرئيس عون التعطيلية وباعه الطويل في تعطيل تشكيل الحكومات ومن ثم تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وكأنه دخل مرحلة محدّثة جدا من التصعيد والتوتر المفتوح على كل الاحتمالات، ولو ان ما اعقب الجلسة من لقاءات واتصالات اجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري معاونه النائب علي حسن خليل اوحت بتحرك جديد يهدف الى التوسط مجدداً بين بعبدا وبيت الوسط.

غير ان المعطيات التي سادت المشهد السياسي غداة الجلسة النيابية لمناقشة رسالة عون الى المجلس، بدت شديدة التأزم والتعقيد والغموض، بل منذرة بمرحلة مختلفة من التصعيد المفتوح على مزيد من التداعيات المتفجرة سياسياً خصوصاً بعدما انكشفت الجلسة عن خسارة معنوية ثقيلة للعهد، يتعين عليه معها مراجعة متأنية لعملية تورطه او توريطه في حسابات خاطئة تماما جراء تشبثه بإرسال الرسالة الى مجلس النواب فيما أفقها الدستوري والسياسي مقفل أساساً.

السابق
قائد الجيش في أمر اليوم: التحرير لن يكتمل.. الّا اذا
التالي
رقم مخيف.. حصيلة الوفيات الحقيقية لكورونا أكبر من الأرقام الرسمية المعلنة!