في تصرّف يعكس حجم القمع والتطرف حتّى في أكثر القضايا الجامعة والتي تدّعي بيئة “حزب الله” الحرص على توحيدها، شنّ مناصرو “الحزب” بتحريض من جواد نصرالله نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هجوماً شرساً على الإعلامية غدي فرنسيس المعروفة بانتمائها لفكر أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي، بعد إعلانها الحلول ضيفة على قناة المنار اليوم الجمعة عند الساعة التاسعة مساءً مع الزميل عماد مرمل للحديث عن الحرب التي شنّتها اسرائيل على قطاع غزّة وما يحصل في القدس وحي الشيخ جرّاح.
وفي التفاصيل، وفور إعلان فرنسيس في تغريدة عبر حسابها على “تويتر” حلولها ضيفة على برنامج “حديث الساعة” مع مرمل”، داعيةً “من لديه توصيات ومقترحات لعرضها”، أطلق جيش حزب الله الإلكتروني بدعم من ناشطي حركة “أمل” “وسم” عبر موقع تويتر تحت عنوان: “#المنار_ليست_للمتسلقين”، داعين القناة لمنع استضافة فرنسيس مستحضرين تغريدات سابقة لها تتسائل فيها عما ان كان “حزب الله فعلاً لا يعرف ما يوجد في مرفأ بيروت”، محملةً اياه بشكل غير مباشر مسوؤلية “النايترات” التي إنفجرت في الرابع من آب.
التغريدات تلك سرعان ما دفعت فرنسيس للإعلان مُجدداً عن الغاء مشاركتها في الحلقة قائلةً: “تبلّغت من العزيز عماد إلغاء مشاركتي في التغطية عن فلسطين عبر قناة المنار اليوم. اني اذ اكرر مودتي ومعزتي لشخصه ولكل الزملاء في قناة المنار”، وتابعةً مستشهدةً بقول المفكر أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي: ” أفهمونا أم أساؤوا فهمنا اننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها”.
وكانت التغريدات قد استحضرت تحرك جمهور أمل الذي كان قد طالب سابقاً بمنع ظهور المحامية بشرى الخليل على قناة المنار لأنها فضّلت في ظهور إعلامي سابق الرئيس الليبي السابق معمر القذّافي على رئيس حركة أمل نبيه برّي ما اعتبره مناصرو أمل إهانة ووجب على القناة الحليفة التضامن معهم ومنع ظهور الخليل وهذا ما حدث.
فيما لفتت مصادر لـ”جنوبية” انه “لا يخفى على احد مسار غدي فرنسيس وآرائها السياسية، وبالتالي، ما حصل يمثل “دعوشة” وهو عبرة لكل من ناصر حزب الله يوماً لأنه قاوم اسرائيل على قاعدة “ان لم تكن منّا ومثلنا ومن ملّتنا وتعبد أصنامنا، فلا مكان لك عندنا”.
وتابعت المصادر: “فتحت هذه الحادثة باب تعبير عن احباط مئات من المغردين ومنهم اعداد كبيرة من الشيعة ومناصري حزب الله لينتقدوا قناة الحزب وسلوكه مع “الحلفاء” والإنعزال”، فيما اشارت الى “دور كبير لمناصري جواد نصرالله نجل الأمين العام لحزب الله في منع أصوات بإيديولوجية تتمايز عن إيديولوجية الحزب من الظهور على شاشته ولو من منطلق حرية الرأي والتعبير ومناصرة فلسطين”.
كما وعادت فرنسيس وأوضحت لموقع “جنوبية” انها “ليست منتمية بل مفصولة من الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ عشرة أعوام”، رافضةً “تنميطها وتحميلها صفة حزبية”. وتابعت: “انا صحفية وجب التنويه”.
فيما يلي أبرز التغريدات على وسم : “#المنار_ليست_للمتسلقين”.
