صحيح أن مشهد العدوان الاسرائيلي على غزة، لا يزال طاغيا على كل الاحداث التي تدور في المنطقة، ومنها مشهد الإنهيار المتسارع في لبنان على كل الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية والاستشفائية، إلا أن ذلك لا يمنع من رصد محاولات الطبقة السياسية الاستثمار في الانهيار، والاكتفاء بالجلوس مكتوفي الايدي بإنتظار ما ستحمله نتائج التسوية القادمة على دول الاقليم ومنها لبنان.
إقرأ أيضاً: «بورصة» حياة اللبنانيين تنهار مع جنون الأسعار!
ما يحصل في بلاد الارز لجهة إذلال مواطنيه على أبواب المستشفيات والصيدليات ومحطات البنزين، والاكتواء بنار أسعار المواد الغذائية، من دون أن يرف للمسؤولين السياسيين جفن، أو القيام بأي خطوة تجلب القليل من الإطمئنان.
الحجار لـ«جنوبية»: الوضع الحكومي لا يزال يراوح مكانه
هذا التوصيف ليس من فراغ بل محصلة رصد ما يحصل على صعيد تأليف الحكومة فالرغم من إقرار كل من بعبدا وبيت الوسط وعين التينة بأن الوضع “ما بقى ينحمل”، إلا أن المعطيات على الارض تشير أن لا جديد في هذا الملف أولا لأن الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد، وثانيا لأن محاولة رئيس مجلس النواب بري إيجاد ثغرة في جدار الجمود الحاصل يبدو أنها باءت بالفشل، حيث تشير مصادر مقربة من عين التينة ل”جنوبية” أن “الاتصال الذي تمّ أمس بين الرئيسين عون وبري لمناسبة عيد الفطر وتمّ التطرق خلاله لتشكيل الحكومة لم يؤد إلى أصداء إيجابية”، في حين أن مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية تلفت ل”جنوبية” “بأن الإتصال تناول الوضع الحكومي من دون أن تكشف عن تفاصيل ما جرى”.
أما على ضفة بيت الوسط فيقول عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ”جنوبية” أن “الوضع الحكومي لا يزال يراوح مكانه، والدليل أن محاولات الرئيس بري أمس إصطدمت بإصرار فريق رئيس الجمهورية على الشروط المعتادة للحصول على الثلث المعطل مهما كانت الصيغة الحكومية، وهذا الاصرار يأتي بأشكال متعددة في محاولة لمصادرة صلاحيات رئيس الحكومة والاستحواذ على القرار الحكومي من خلال الثلث المعطل ليتم بعدها التحضير للإنتخابات الرئاسية”.
