«فتوى» الغلاء «تُحرم» أكل اللحم.. جنوباً!

اللحوم تطير جنوبا
تسيطر على الجنوبيين ،كما كل اللبنانيين حال من القلق الشديد على لقمة عيشهم، والمزيد من الفقر والعوز ،بعد توالي رفع الدعم عن المواد الغذائية نهائيا ، وفي مقدمها الفروج واللحوم، حيث تم بيع كيلو "البقر" الواحد منها بمئة الف ليرة.

رُفع الدعم على ارض الواقع، ولم يعد يوجد اي اشارة اعلانية، على رفوف التعاونيات، مخصصة للبضائع المدعومة، التي كانت بالاساس تختفي معظم الايام وخصوصا المواد الغذائية، أما لحوم البقر الاكثر شراء لدى المواطنين ،فقد حجز سعر الكيلو لنفسه ورقة المئة الف ليرة، في حال بقي سعر الدولار بالحدود الحالية،و لامس كيلو الفروج مع عظمه الثلاثين الف ليرة.

وبالتالي فُقد اي بصيص امل، في ظل تعثر ما يسمى بالبطاقة التموينية النقدية للحالات الاكثر فقرا، جراء عدم توفر تمويلها الى الان ، فيما لا تزال الضبابية حول القرار النهائي برفع الدعم، عن الدواء والمحروقات وصولا الى الهاتف والانترنت وغيرهم ولو جزئيا، الامر الذي ينذر بكارثة حقيقية على غالبية اللبنانيين.

نقيب القصابين في صور: غالبية الملاحم في المنطقة أغلقت ابوابها بعدما غاب اللحم المدعوم نهائيا والملاحم التي فتحت باعت الكيلو بمئة الف ليرة!

ففي مناطق الجنوب، بدأ يباع سعر كيلو لحم البقر بمئة الف ليرة ، ومهد له القصابون باعلانات مسبقة عبر هواتفهم، بعدما تبلغوا بأن كل انواع اللحم المدعوم أصبح في خبر كان ،في حين تم بيعه في بعض التعاونيات بتسعين الف ليرة ،وحافظ الفروج على سعره تقريبا، وذلك ربطا برفع الدعم الكامل عنه.

يجزم الكثير من القصابين في منطقة صور   بأن سعر كيلو لحم البقر لن يتوقف سعره عند المئة الف ليرة، لانه يسلم من التجار على اساس سعر دولار السوق ، وسيباع قريبا للمستهلك بين تسعة  وعشرة دولارات، أي انه سيصل الى مئة وعشرين الفا اذا ما بقي الدولار على سعر اليوم.

إقرأ ايضاً: «الهلع» يُسابق رفع الدعم..من يُنقذ الفقراء من جهنم الأسعار؟!

ويقول نقيب القصابين في صور طلال خضرا ل “جنوبية” ان غالبية الملاحم في المنطقة “أغلقت ابوابها بعدما غاب اللحم المدعوم نهائيا، وان الملاحم التي فتحت باعت الكيلو بمئة الف ليرة”، مؤكدا بأن “سعره المستقبلي مرتبط مباشرة بسعر الدولار كسائر السلع”.

الفروج الى إرتفاع ايضاً!

ويؤكد علي خليل احد اصحاب محال بيع الفروج أن “سعر الفروج مقبل على ارتفاع بعد رفع الدعم الكلي على العلف والصيصان”.

وقال ل”جنوبية” حتى اليوم “نبيع كيلو الفروج مع عظمه ب28 الف ليرة ،لانه لايزال هناك نصف دعم على الاعلاف ،ولكن في الايام المقبلة ،سندفع بدل الاعلاف والصيصان، على اساس سعر دولار السوق، وليس سعر ال3900 ليرة ،ما يعني ان الاسعار ستطير”.

ووسط هذا الواقع والقلق الكبيرين ، من إستفحال الاوضاع الاقتصادية، وفقدان القدرة الشرائية الى حدود دنيا، بالتوازي مع معاودة ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة (13 الفا)والتخوف من مواصلة صعوده خلال الايام المقبلة، أنشغل العدد الاكبر من المواطنين المقتدرين نسبيا ،في التفرغ لشراء بدلة العيد لاطفالهم واولادهم في اسواق صور وصيدا والنبطية، التي تفتح من بعد الافطار وحتى ساعات الفجر ،وتشهد اقبالا كبير بالرغم من ارتفاع  اسعار الالبسة والاحذية المستوردة في غالبيتها بالدولار الاميركي.

إنشغل العدد الاكبر من المواطنين المقتدرين نسبيافي التفرغ لشراء بدلة العيد لاطفالهم واولادهم في اسواق صور وصيدا والنبطية

وعلى غرار المواد والمعونات، التي توزع على العائلات المحتاجة فاقدة الحيلة ،كان لبدلات عيد الاطفال حصة من المعونات، التي تساهم فيها جمعيات ومؤسسات عديدة بما فيها “اليونيفيل”، وأفراد اغنياء وميسوري الحال في معظمهم من المغتربين، الذين يسدون قسطا كبيرا من رفع المعاناة عن عائلاتهم واقاربهم وعائلات اخرى معوزة.

السابق
بالفيديو: الإنتفاضة من الأقصى إلى مخيمات لبنان!
التالي
بالفيديو: بعدما حبس العالم أنفاسه لأيام..سقوط الصاروخ الصيني بسلام في المحيط الهندي!