«الهلع» يُسابق رفع الدعم..من يُنقذ الفقراء من جهنم الأسعار؟!

سوبرماركت
يزداد هلع الناس يوما بعد يوم مما ينتظرهم بعد رفع الدعم عن المواد الاساسية، علما أن التطمينات الاتية من المعنيين بهذا الملف لا تسمن ولا تغني من جوع، بل ترسم حولها الكثير من علامات الاستفهام على إعتبار من "جرّب المجرب كان عقلو مخرب" فهل من وسائل لتأمين الدعم المطلوب "ذاتية" لتأمين الدعم المطلوب؟

تسأل سعاد حمدان(سيدة ستينية) أحد موظفي السوبرماركت الكبرى في بيروت، وهي تمسك كيس حمص زنة كيلو غرام، “هل صحيح أن سعره سيقفز من 21 ألف ليرة إلى 73 ألف ليرة بعد رفع الدعم؟”. سؤال سعاد هو واحد من آلاف الاسئلة التي يطرحها اللبنانيون كل يوم، عما سيكون مصيرهم بعد رفع الدعم عن المواد الاساسية، وعما إذا سيتمكنون من الاستمرار إذا صارت صفيحة البنزين ب 140 ألف ليرة مثلا، أو إرتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء أكثر.

تقول سعاد ل”جنوبية” “صحيح أنني أتكل على دعم أولادي المهاجرين إلى الخارج، للحفاظ على مستوى لائق لمعيشتي أنا وزوجي، لكن ذلك لا يمنعني من القلق عما ينتظرنا في المرحلة المقبلة، خصوصا أن التجار أثبتوا أنهم أسوأ من السياسيين لجهة إستغلال الظروف الراهنة لرفع أسعارهم بشكل جنوني” .

إذا رفع الدعم عن المواد الاساسية بات الشغل الشاغل للبنانيين، الذين لم يعودوا يصدقون التطمينات التي تأتيهم من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، بأن رفع الدعم سيكون جزئيا و مترافقا مع البطاقة التموينية، كما أنهم لا يأخذون كلام نقيب مستوردي المواد الغذائيّة هاني بحصلي “بأن الاسعار لن ترتفع بشكل جنوني” على محمل الجد، بل يتناقلون لوائح عبر خدمة الواتسآب ومواقع التواصل الاجتماعي، بأن الاسعار سترتفع بمعدّل 3 مرّات عن الحاليّة.

قرم لـ”جنوبية”: للإستفادة من  مخصصات صندوق المهجرين ومجلس الجنوب لدعم سلع أساسية

علما أن بحصلي أوضح في بيان صادر عن النقابة بأنّ “هناك مَن تعمّد ضرب سعر كلّ من الأصناف بـ3، علماً أنّ هذه الأصناف هي أصلاً من البضاعة غير المدعومة”، مُطمئناً أنّه “من غير الصحيح على الإطلاق أنّ سعر علبة الشاي 445 غرام مثلاً سيرتفع من 38 ألف إلى 114 ألف ليرة بعد رفع الدعم، كما أنّ الأسعار التي نُسِبَت إلى الحمّص والأرزّ والزيت والمعكرونة هي أرقام مفبركة”.

إقرأ ايضاً: إستنفار جنوبي مزدوج للجيش و«حزب الله»..وبري «يُسّخن» مبادرته الحكومية!

في المقابل يشرح وزير المال السابق جورج قرم ل”جنوبية” أن “ملف الدعم  متعلق بالنظام الشاذ  الذي نتج عن تعدد أسعار صرف الدولار في لبنان، وهذا الامر من مسؤولية الطبقة السياسية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة”، معتبرا أنه “أمام هذا الوضع يمكن للحكومة المستقيلة أن تقوم بالعديد من الخطوات التوفيرية وتجييرها إلى ملف الدعم، مثل مراجعة جدية لموازنة الدولة التي تحتوي على الكثير من بنود التبذير وتجييرها إلى دعم السلع الاساسية، بالاضافة إلى حجب المساعدات عن المنظمات غير الحكومية التي ترتبط بالسياسيين وإضافتها إلى الاموال المخصصة للدعم”.

عكوش لـ”جنوبية”: حكومة دياب مستقيلة من وظيفتها والدستور يسمح لها بالتحرك لحماية الناس  

ويختم:”لا اعرف ما هي الفائدة من صرف إعتمادات لصندوق ووزارة المهجرين ومجلس الجنوب مثلا وهم لا يقومون بأي نشاط، علما أن الاموال المخصصة لهم يمكن الاستفادة منها في دعم السلع الاساسية للناس”.

فوضى عارمة

يوافق الخبير الاقتصادي الدكتور عماد عكوش على كلام قرم ويقول ل”جنوبية”: “ما يحصل في  ملف الدعم هو فوضى عارمة ولا أحد يعرف إلى أين سنصل، والدليل هو الرسائل التي تصل من مصرف لبنان إلى النقابات مستوردي المواد الغذائية واللحوم والمعدات الطبية بأن الدعم سيتوقف”، مشددا على أنه يمكن “تنظيم عملية رفع الدعم بطريقة لا تؤثر على المواطن لكن هذا يحتاج إلى حكومة  حقيقية وهذا الامر غير متوفر، وللأسف حكومة الرئيس دياب مستقيلة من وظيفتها علما أن الدستور يسمح لها بالتحرك لتسيير أمور الناس وحماية لقمة عيشهم وتجنبهم الوقوع في آتون الجوع “.

السابق
إستنفار جنوبي مزدوج للجيش و«حزب الله»..وبري «يُسّخن» مبادرته الحكومية!
التالي
بالفيديو: الإنتفاضة من الأقصى إلى مخيمات لبنان!