خاص «جنوبية»: هذا ما يفعله «حزب الله» لإحتواء نصف المشايخ الشيعة في لبنان!

صورة عامة عن عمامة شيخ شيعي
في لبنان حوالي 2500 رجل دين مسلم شيعي، نصفهم ينتمون الى حزب الله والباقي من المستقلين ينتشرون في المدن والقرى كمبلغين وأئمة مساجد، ويستغل حزب الله حاليا الضائقة المالية التي يعيشها لبنان، من اجل محاولة جذب القسم الباقي لصفوفه، عن طريق بذل اغراءات مالية لبعضهم وحرمان البعض الاخر من أية معونة.

يعمد حزب الله في إطار فكره الشمولي الذي يهدف من خلاله لإخضاع الجميع لقراره السياسي، خصوصاً في الدائرة الشيعية، وفي أجواء سياسة الدعم الاستقطابية خصوصاً في زمن الأزمات، يعمد طيلة شهر رمضان لتخصيص مبلغ نقدي من المال وقدره خمسة ملايين ليرة لبنانية – وبعنوان هدية شهر رمضان – يُخصصها الحزب لكل مُعمم حزبي منظَّم في تشكيلات الحزب  أو مؤيد لسياسات الحزب، ولا يستفيد من هذه الهدية المعممون من المشايخ المستقلين أو الحياديين أو غير الحزبيين، كما لا يستفيد منها المشايخ العاملون في تشكيلات حركة أمل، فضلاً عن المشايخ المعارضين والمنتقدين لأداء الحزب الديني والعقائدي والفقهي والثقافي والاجتماعي والسياسي.  

إقرأ أيضاً: بلدية السكسكية..كباش داخل «أمل» على هوية الرئيس الجديد و«حزب الله» يَتفرج!

السيطرة على قطاع المشايخ 

ويأتي هذا التدبير والإجراء الرمضاني الإغرائي، في محاولات ومساعي الحزب القديمة والجديدة الحثيثة، للسيطرة على كل القطاع المشيخي الديني الشيعي في لبنان، لاستغلاله في مشروع الحزب السياسي، لما لهذا القطاع من التأثير على القواعد الشعبية وعلى الجماهير، فالعمامة الشيعية ما زال لها احترامها العلمي والفكري والفقهي والثقافي والاجتماعي، رغم كل ما فعلته سياسات حزب الله بهذا القطاع منذ بدأ الحزب عمله الدؤوب، للسيطرة على هذا القطاع من خلال طرح المغريات في الماضي والحاضر، والتي أغلبها كان ويكون دنيوياً، بوسيلة السيارات الحديثة والشقق الفخمة والمقطوعات المالية الشهرية الخيالية، ومن خلال وضع بعض المعممين في مواقع مسؤوليات داخل تشكيلات الحزب، لما لهذه المواقع من الامتيازات المالية والسلطة والنفوذ، في مختلف القطاعات والشعب بحسب تقسيمات حزب الله للمناطق اللبنانية .. 

عدد المعممين من اللبنانيين داخل لبنان وخارجه وصل إلى حدود 2500 ولم يتمكن حزب الله حتى الآن من تجنيد سوى نصفهم

 وأفاد متابعون، أن هذه الهدية النقدية يقوم مكتب الأمين العام حسن نصر الله بتسليمها للمشايخ الحزبيين والمؤيدين، دونما حاجة لأي إجراء إداري أو أي تعقيدات وترتيبات مُسبقة، في حين من يطلبها من غير الحزبيين وغير المؤيدين، يُلزمه القيمون على توزيع هذه الهدية بتقديم طلب لدراسة وضعه، فإذا عرفوا له موقفاً يخالف أو ينتقد أو يهاجم فيه سياسات الحزب، أو التمسوا منه عدم تدخله في السياسة أو ضبطوا له أنشطة في تيارات سياسية أخرى كالتنسيق مع حركة أمل، فإذا حصل ذلك يعمدون لاتباع الكذب بتأجيل البت بطلبه وإبلاغه بالتأجيل، كلما قام بمراجعة المعنيين كما حصل مع مئات المشايخ المستقلين، وذلك في موقف واضح من الحزب يهدف لتحويل القطاع المشيخي برمته، إلى مُجنَّدين يأتمرون بأوامر حزب الله التنظيمية،في حين على العالم الديني العادل التقي الورع أن لا يتدخل في السلطة، ليحافظ على تأثيره ليتمكن من توظيف هذا التأثير، في عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الاجتماعي .. 

 أكثر رجال الدين ينتمون إلى فئة المشايخ المستقلين الذين يفتقدون للرعاية من المؤسسات الدينية الرسمية التي تهيمن عليها الثنائية الشيعية

وأفاد متابعون، أن هذه الهدية النقدية يقوم مكتب الأمين العام حسن نصر الله بتسليمها للمشايخ الحزبيين والمؤيدين، دونما حاجة لأي إجراء إداري أو أي تعقيدات وترتيبات مُسبقة، في حين من يطلبها من غير الحزبيين وغير المؤيدين، يُلزمه القيمون على توزيع هذه الهدية بتقديم طلب لدراسة وضعه، فإذا عرفوا له موقفاً يخالف أو ينتقد أو يهاجم فيه سياسات الحزب، أو التمسوا منه عدم تدخله في السياسة أو ضبطوا له أنشطة في تيارات سياسية أخرى كالتنسيق مع حركة أمل، فإذا حصل ذلك يعمدون لاتباع الكذب بتأجيل البت بطلبه وإبلاغه بالتأجيل، كلما قام بمراجعة المعنيين كما حصل مع مئات المشايخ المستقلين، وذلك في موقف واضح من الحزب يهدف لتحويل القطاع المشيخي برمته، إلى مُجنَّدين يأتمرون بأوامر حزب الله التنظيمية،في حين على العالم الديني العادل التقي الورع أن لا يتدخل في السلطة، ليحافظ على تأثيره ليتمكن من توظيف هذا التأثير، في عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الاجتماعي .. 

 علماً أن عدد المعممين من اللبنانيين داخل لبنان وخارجه وصل إلى حدود الألفين وخمسمئة معمم، ولم يتمكن حزب الله حتى الآن من تجنيد سوى نصف هؤلاء، في حين يتحرك نصف الباقين في دائرة حركة أمل ودائرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية، ومكاتب مراجع التقليد والحوزات العلمية غير الحزبية، والنصف الآخر من الباقين يتحركون في إطار مستقل قد يصح أن نُطلق عليهم عنوان المشايخ اللبنانيين المستقلين، وهذه الطائفة الأخيرة تضم أكثر فضلاء الحوزة العلمية اللبنانية ، كما أكثر من يعملون لخدمة الدين والمجتمع والتبليغ الديني الصحيح، أكثرهم ينتمون إلى فئة المشايخ المستقلين الذين يفتقدون للرعاية من المؤسسات الدينية الرسمية التي تسيطر عليها الثنائية الحزبية الشيعية فتحرم المستقلين من الرعاية ..  

السابق
شقيقة لقمان سليم في هجوم ناريّ على «حزب الله»: قتلوا أخي ولكنهم قتلوا قبله 200 شخص!
التالي
الهويّة الجيوسياسية للتاريخ الايراني