الهويّة الجيوسياسية للتاريخ الايراني

فيروس كورونا في ايران

التاريخ الايراني العريق ، الممتد ، منذ أقدم العصور ، الى اليوم ، يقدّمه الكتاب المتمحور حوله عبر دراسة مستفيضة ، هي محصّلة جُهد مشترك ، فيما بين مؤلّفَيه الباحثَين اللبنانيّين الدكتور جمال واكيم ، والدكتور فؤاد خشيش.

إقرأ أيضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: ايران العالقة بين الترتيبات السعودية والتسريبات «الظريفية»!

ما يتناوله الكتاب

وهذا الكتاب الصادر مؤخراً عن ” شركة المطبوعات ” في بيروت ،وفي طبعة أولى 2020 ، تحت عنوان : ” ايران ( دراسة تاريخية وجيوسياسية ) ” يتناول تاريخ ايران من بُعده الجيوسياسي في محاولة لفهم طبيعة السياسات الايرانية في الزمن المعاصر في منطقة جنوب غرب آسيا ، وخصوصافي منطقة المشرق العربي .

يتضمن هذا الكتاب مراجعة تاريخية  لايران منذ زمن الامبراطورية الأخمينية  (550 ق. م. – 330 ق . م. ) حتى بدايات القرن العشرين .

ولهذا الغرض فانّ الكتاب يتضمن مراجعة تاريخية لايران منذ زمن الامبراطورية الأخمينية ( 550 ق . م . – 330 ق م . ) حتى بدايات القرن العشرين في محاولة لفهم الهويّة الجيوسياسية لايران عبر مقارنة أوجه المثابرة والثبات في السياسات التي انتهجتها الامبراطوريات والدول التي تعاقبت على حكم ايران والتي تشكل العامل المحرّك والدافع لفهم السياسات الايرانية في زمننا الراهن . وهذا يؤسس لفهم السياسات التي تعتمدها ايران في زمننا الراهن في منطقة وسط آسيا والقوقاز ، وجنوب آسيا اضافة الى منطقة المشرق العربي .

وبالتالي فانّ الكتاب يُرسي أُسُسَ فهم الخطاب الأيديولوجي الايراني في ظل الثورة الاسلامية الايرانية بعد العام 1979 ، وأسباب دعمها للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، وأسباب العداء الأميركي والغربي لايران ، وأسباب التقارب بين ايران والقوتين الأوراسيتين روسيا والصين ، وسياسة التحالفات التي عقدتها مع عدد من الأطراف أهمها سورية وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية والفصائلالعراقية في العراق .   

كما ويُرسي هذا الكتاب أُسُسَ فَهم الخطاب الأيديولوجي الايراني في ظل الثورة الاسلامية الايرانية بعد العام 1979.

محتويات الكتاب

أما محتويات كتاب ” ايران ” فهي تتألف من :  مقدمة ، وتسعة فصول ، وخاتمة .

أما فصول الكتاب فتعاقبت محوريتها على الشكل التالي :

  • – ايران من أقدم العصور حتى القرن الاسلامي الأول
  • – ” ايران خلال القرون الوسطى “.
  • – ” ايران في العصور الحديثة ” .
  • –  ” ايران خلال القرن العشرين  “.
  • – ” ايران الاسلامية حتى العام 2009 ” .
  • – علاقات ايران بالدول العربية بعد العام 2009 ” .
  • –  ” علاقات ايران بالقوى الاقليمية في جنوب غرب آسيا ” .
  • – ” علاقات ايران بالقوى الكبرى ” .
  • – و ” المواجهة بين طهران وواشنطن : 2019 – 2020 ” .

قراءة تاريخية

ومما حفلت به مقدمة الكتاب ، نورد الآتي :

يُعد هذا الكتاب بمثابة بحث أو قراءة في تاريخ ايران الماضي  والحديث ، فهو يسلط الضوء على فترة بالغة الأهمية ، تمتد  من نهايات القرن التاسع عشر وصولاً الى بدايات القرن  الحادي والعشرين ، مروراً بقيام الثورة الاسلامية كونها  حدثاً مفصلياً في التاريخ الايراني المعاصر .  الكتاب اذن محاولة لقراءة التطورات الجوهرية التي  حدثت في ايران ، منذ ما قبل عهد الشاه ، وصولاً الى  فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في الانتخابات  في فترة ولايته الأولى عام 2005 ، ثم انتخاب حسن روحاني رئيساً في الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة من  المرحلة الأولى … ويشتمل هذا الكتاب ايضاً على تعريف مقتضب بأبرز  الشخصيات السياسية والدينية والفكرية الايرانية في هذه  الفترة …

كما يتضمن هذا الكتاب مقارنات مهمة  وعلى كل المستويات بين ايران القرن العشرين  وايران مطلع القرن الحادي والعشرين

وعلى امتداد هذه الفترة الزمنية ، يتضمن الكتاب أهم  التطورات التي لحقت بايران ، الدولة والمجتمع ، على  مختلف المستويات ، السياسية ، والثقافية ، والاجتماعية ،  والاقتصادية ، والديموغرافية ، والحضارية ، وذلك بدءاً  من أصول الثورة الدستورية في نهاية تسعينات القرن  التاسع عشر ، حتى توطيد دعائم الجمهورية الاسلامية  في بدايات القرن الحادي والعشرين.

في هذا المسار التاريخي مقارنات مهمة ، وعلى كل  المستويات ، بين ايران القرن العشرين ، وايران مطلع القرن  الحادي والعشرين ، ولا سيما في ما يتعلق بالتطورات التي شهدتها على الصعيد الداخلي .  

الدولة المحورية في الشرق الأوسط  

وتهدف قراءة التفاصيل الى تبيان الملامح العامة للمسار  التاريخي للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية  في ايران الحديثة ، وتحقيق تراكم معرفي يوضح كيف  آلت الأوضاع في هذه الدولة المحورية في الشرق  الأوسط ، الى ما هي عليه الآن ، وأسباب ذلك ، بما يمكّن  القارئ من تلمُّس دلالات هذه التطورات في استشراف  ما هو قادم في الفترة المقبلة ، في ايران الدولة والمجتمع …

ويُظهر هذا الكتاب كيف استُبدلت مصطلحات القاموس السياسي الايراني الداخلي بمصطلحات جديدة تعبّر عن ايران المعاصرة وقيمها  

يسلط الكتاب الضوء على الديناميات المعقدة ، بين التطورات  السياسية من جهة ، والتطورات الاقتصادية والتغيّرات  الاجتماعية والثقافية من جهة أخرى ، داخل ايران في هذه  الحقبة الزمنية . ويصوّرالتغيّر السياسي الواقع كما تعكسه  الأيديولوجيا الرسمية للدولة والثقافة المجتمعية الأوسع .  وقد تتبّع الكتاب ، وبتفصيل واضح ، التغيرات العميقة  التي استهدفت كل جوانب الحياة في ايران في القرن  العشرين ،  وبيّن كيف أصبحت دولة مركزية تمتلك  بنية مؤسسية وجيشاً قويين مع النصف الأول من القرن الماضي …

كيف أصبحت ايران 

ومما خلُصت اليه المقدمة : أن ايران أصبحت في بداية  القرن الحادي والعشرين قوة اقليمية رئيسة … أضف الى ذلك

أن قاموسها السياسي الداخلي استبدل بمصطلحات مثل :  الأعيان والاستبداد والعشيرة ، والتي كانت سائدة في     أواخر القرن التاسع عشر ، مصطلحات جديدة تعبّر عن ايران  المعاصرة وقيمها : المواطنة ، وحقوق الانسان ، والمشاركة   الشعبية ، والتعددية والانتخابات ، وبخاصة مشاركة المرأة  فيها وتسلّمها المناصب الرفيعة في المؤسسات الحكومية …

كتاب ايران
كتاب ايران
السابق
خاص «جنوبية»: هذا ما يفعله «حزب الله» لإحتواء نصف المشايخ الشيعة في لبنان!
التالي
بالفيديو: مراسل المنار يسخر من المناورة الإسرائيلية.. وناشطون يسألون: لماذا التأهّب بأقصى درجاته في «حزب الله»؟