بين «عصا» العقوبات و«جزرة» المساعدات.. طبارة لـ«جنوبية»: لا غلبة لفريق لبناني على آخر

رياض طبارة
يتطاير الكلام في الاجواء اللبنانية، بأن المفاوضات الاميركية – الايرانية أفضت إلى إنتصار فريق الممانعة في لبنان على خصومه، وأن الملف اللبناني سيعود إلى عهدة النظام السوري، وزيارة لودريان اليوم تأتي في هذا الاطار ولذلك فالرئيس المكلف على عتبة الاستقالة ، فهل هذا الكلام فيه شيء من الصحة؟

بالرغم من القتامة والضبابية التي تحيط بتشكيل الحكومة، والمحاولات الدولية لإخراجها من عنق الزجاجة العالقة فيها منذ نحو تسعة أشهر، إلا أن ثمة مشهد دولي إقليمي جديد هو في طور التشكل، نتيجة بدء المفاوضات الاميركية-الإيرانية- السعودية، وما يستتبعها من تغييرات وترتيب أوراق في البلدان المعنية بهذه المفاوضات.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: إنزعاج فرنسي من «التشويش العوني» على زيارة لودريان!

ومن البديهي القول أن لبنان هو من البلدان التي ستتأثر بنتائج هذه المفاوضات، من باب البند “علاقة إيران بالجوار” الذي يتم التفاوض حوله اليوم، بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة وإيران من جهة أخرى، وقد بدأ العديد من الافرقاء السياسيين بتقسيم “غلة” هذه المفاوضات بين فريق رابح (حزب الله وفريقه) وفريق خاسر (الرئيس سعد الحريري والكلام عن التلويح بالاعتذار من مهمته)، لذلك يصبح السؤال مشروعا، متى ستظهر علامات هذا التأثير على الساحة الداخلية وتحديدا في ملف الحكومة، خصوصا أن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان يبدأ زيارته إلى لبنان حاملا في جيبه عصا العقوبات الاوروبية على السياسيين المعرقلين لولادة الحكومة، وجزرة المساعدات الاوروبية الشاملة في حال تمت الولادة ولو قيصريا.

الجانب الاميركي  لن يقبل بأي تنازل لإيران من دون  مقابل منها

كلام سابق لأوانه و تنجيم

يرى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة لـ”جنوبية” أن التفسيرات الحاصلة حول غلبة فريق لبناني على فريق آخر هو إستباق للأمور وغير دقيقة، فالمفاوضات الحاصلة اليوم هي على عدة بنود والجانب الاميركي لن يقبل بأي تنازل لإيران من دون تنازل مقابل منها”، لافتا إلى أن البنود نعرفها جميعا وهي الاتفاق النووي وبرنامج الصواريخ البالستية وعلاقات لبنان بالجوار والبند الاخير له تأثير على لبنان”.

لودريان يريد حفظ ماء وجه بلاده  من خلال المحافظة على المبادرة الفرنسية

ويشرح أن “المفاوضات الاميركية- الايرانية تزامنت مع  الحديث عن مفاوضات بين السعودية وإيران  في ما يخص علاقة إيران مع الجوار، وحين يتم الاتفاق على هذه النقطة عندها يمكن معرفة تأثيره على لبنان،  وغير ذلك هو إستباق للأمور ومجرد تنجيم”، لافتا إلى أن “علاقة إيران بالجوار هي من خلال الميليشيات (حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق) وما تريده كل من الولايات المتحدة والسعودية في الوقت الحاضر هو تحويل علاقتهم معها من علاقة من خلال الميليشيات إلى علاقة دبلوماسية”.

يضيف:”السعودية همها الأكبر في اليمن وليس في لبنان، ولكن إذا فتح هذا الباب على المستوى الاقليمي فمعنى ذلك ان هذا البند سيقرر دور الميليشيات في المنطقة،  سواء أكان حزب الله أو الحوثيين وهذا الامر لا يزال في بداياته”، مؤكدا أن “المفاوضات الاميركية– الايرانية ستأخذ وقتا طويلا وقد يستغرق أشهرا، ولبنان يمكن ان يشعر بتأثير هذه المفاوضات بعد حصول تفاهمات سعودية– إيرانية لكن الامر والترقب هو سيد الموقف “.

ماذا عن زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان؟

يجيب طبارة:”زيارة لودريان والمحادثات الحاصلة بين السعودية وسوريا ستؤثر على لبنان في المدى المتوسط وليس القريب. لودريان يريد حفظ ماء وجه بلاده  من خلال المحافظة على المبادرة الفرنسية وقد حاول الروس مساعدتهم في هذا الاطار ولم يحصل تقدم الى الان”، ويردف”: ولذلك حاول الفرنسيون التهديد بعقوبات أوروبية على المعرقلين للمبادرة الفرنسية”، ويضيف”: لكن هذا الامر لم يلق إجماعا من دول أوروبا الشرقية على إعتبار أنها تهتم بالحفاظ على المسيحيين في الشرق الاوسط”. ولفت إلى أن “لودريان أتى إلى لبنان هذه المرة وفي  جعبته خيارين للطبقة السياسية، إما عقوبات من المانيا وانكلترا وفرنسا على المعرقلين للمبادرة الفرنسية (عقوبات مالية وسفر وتعاون إقتصادي مع الاشخاص المعاقبين)، ومعه ايضا جزرة، وهي وعد بأن كل الدول الاوروبية التي لم تتفق على فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، إتفقت على مساعدة لبنان في حال تنفيذ الاصلاحات من خلال البنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي”.

 تريد الولايات المتحدة والسعودية تحويل علاقتهم مع إيران من الميليشيا إلى دبلوماسية

يرى طبارة أن “الكلام عن أن الملف اللبناني سيعود إلى يد النظام السوري  هو بعيد عن الواقع، و مجرد تمنيات بأن تتمكن إيران من كسر كلمة الولايات المتحدة في المنطقة  وهذا أمر لن يحصل”.

السابق
لا «حدود» بين «العهد الباسيلي» وهتلر وموسيليني!
التالي
إيران والسعودية تُخرجان «الشيطان الأكبر» من «جنتهما»!