مفاوضات ترسيم الحدود المائية ستشهد تسريعاً بضغط أميركي وأممي

مكان الاجتماع بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي في الناقورة جنوباً

مع وصول رئيس الوفد الأميركي الوسيط السفير جون دوروشيه الى بيروت للانضمام الى الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل وبرعاية الأمم المتحدة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والتي ستعقد في الناقورة يبدو ان التعطيل الإسرائيلي، وجد طريقه الى الحل بضغط اميركي.

ووفق مصدر ديبلوماسي تحدث لـ «الأنباء» فإن «السفير دوروشيه سيجري لقاءات مع المسؤولين المعنيين بملف التفاوض بعضها علني وبعضها بعيد من الأضواء، لتأكيد ما تم الاتفاق بشأنه في خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الأخيرة الى بيروت، تمهيدا للانطلاق مجددا بالمفاوضات.

على ان تكون وتيرتها هذه المرة سريعة وسريعة جدا، لأن الجانب الأميركي ومعه الأمم المتحدة يريدان الوصول الى نتائج وان لا تبقى عملية التفاوض بلا سقف زمني ومفتوحة على جدال اشبه بالدوران في حلقة مفرغة غير قابلة للكسر».

الجانب الأميركي ومعه الأمم المتحدة يريدان الوصول الى نتائج وان لا تبقى عملية التفاوض بلا سقف زمني

وأوضح المصدر ان «الذي عجّل في اعادة انطلاق المفاوضات هو التوجه الذي كان قائما لبنانيا ولاسيما لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتوقيع المزدوج على تعديل المرسوم 6433/2011 وعلى الرسالة الى الامم المتحدة مرفقة بالاحداثيات الحدودية الجديدة، انما نتيجة توافق لبناني جرى التريث في الذهاب الى هذا الخيار.

وتم الحديث مع السفير ديفيد هيل بوجوب العودة الى طاولة المفاوضات غير المباشرة من النقطة التي توقفت عندها في الجولة الرابعة، بحيث يقدم كل طرف ما لديه من طروحات وحجج قانونية وفق قانون البحار وإثباتات مستندة الى حالات مماثلة حصلت بين العديد من الدول، على ان لا يكون لأي طرف حق رفض عرض اي طرح انما اخضاع كل الطروحات للنقاش».

إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: العُقدة المسيحية تُرنّح التأليف..و«مقترح الفرزلي» يسقط!

ويتابع المصدر «ان لبنان الذي نجح في استخدام اوراق الضغط التفاوضية من خلال اعطاء السفير هيل مادة اساسية تتمثل في عدم ذهاب لبنان راهنا الى تعديل الحدود وإبقاء مصيرها للتفاوض، ساعدته على اقناع الجانب الاسرائيلي بالعودة الى المفاوضات، وسيعودون من ذات المنطلقات التي حددت في الجولة الاولى، ومجرد قبول الاسرائيلي باستئناف التفاوض يعني رغبة ولو على مضض شديد في البحث بالترسيم وفق النقطة (29) بينما الاسرائيلي اقصى ما يقبله هو خط هوف، اما اعلانه ان سيفاوض وفق النقطة (310) التي تصل الى قبالة مدينة صيدا فهو يعرف انها تدخل ضمن المزايدة ولا اساس قانونيا لها وهرطقة».

لبنان الذي نجح في استخدام اوراق الضغط التفاوضية وعدم ذهاب لبنان راهنا الى تعديل الحدود وإبقاء مصيرها للتفاوض

ودعا المصدر الى «رصد ما يحمله رئيس الوفد الاميركي، وما تسرب من العاصمة الاميركية واشنطن يفيد بأنه آتٍ بجو الوصول الى حل من خلال التدخل كوسيط لطرح مشروع تفاهم على تعديل الخطوط المتقابلة، على قاعدة ان الحدود البحرية ليست كما الحدود البرية وبالتالي يمكن الوصول الى خط وسط بالاستناد الى الترسيم البري».

ورأى المصدر ان «الذي انقذ المفاوضات وأعاد احيائها هو الموقف اللبناني الذي ابلغه الرئيس عون الى السفير هيل بالتريث في توقيع تعديل المرسوم والرسالة الى الامم المتحدة، مما افسح المجال لمزيد من التشاور اثمر العودة الى التفاوض، وان لبنان تمكن من وضع كرة التعطيل عند الجانب الاسرائيلي ليتحمل هو المسؤولية عن افشال المفاوضات، وهذا ما سيتم الحكم عليه في الجولة الخامسة».

السابق
الراعي يتجنب المساس بولاية عون ويجدد الدعوة للحياد
التالي
لبنان يكشف المتورّطين بعملية تهريب الكبتاغون للسعودية