إتحاد بلديات «حزب الله» يضبط أسعار اللحوم بعد.. «نهشها»!

اللحوم المدعومة
هي الحلول التي دائماً يقدمها حزب الله وتأتي متأخرة ، و تظهر بين الفينة والأخرى من خلال مراكز نفوذه ومؤسساته، وأتت هذه المرة من بوابة اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، الذي عزم منذ يومين على تسجيل موقف إيجابي لصالح جمهوره في زمن تفاقم الأزمات، وذلك من خلال التدخل للجم جشع تجار اللحوم في الضاحية، هؤلاء التجار الذين يتاجرون بلقمة الفقير وبطعام المسكين و "يأكلون التراث أكلاً لمَّاً ويحبون المال حباً جمَّاً" !

فبعد أن امتلأت بطون التجار المحتكرين على مدار قرابة السنة و نصف السنة،  من خلال استهلاك تمويل البنك المركزي من احتياطه لاستيراد المواشي من الأبقار والأغنام،  كانوا يستوردون الماشية المدعومة، ثم يقومون بتوزيعها بما تهوى الأنفس، فكان الكثير من المدعوم منها يباع في السر والعلن في الأسواق اللبنانية و غير اللبنانية بسعر غير مدعوم!  

اتحاد البلديات في الضاحية في هذا التوقيت لا يهدف الى حل الأزمات بل يعمل بتوجيهات الحزب لاسترضاء الناس لأهداف سياسية أغلبها انتخابية!

وبعد أن نفد الاحتياطي للدعم، ولم يعُد بمقدور البنك المركزي الاستمرار في سياسة الدعم، لأكثر من شهر على أبعد تقدير بحسب تصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعد كل هذه المستجدات، وبعد خراب البصرة، أتت الحلول الاستعراضية لبلديات حزب الله الاتحادية في الضاحية الجنوبية لتُظهر للجمهور غيرتها عليهم، وحماسها للمساعدة، في وقت لم تعد تنفع التدخلات كون اللحوم المدعومة تبخرت بالتهريب وإعادة التصدير، من خلال تآمر وزير الاقتصاد والزراعة مع كبار التجار والموظفين والمدراء لإعادة تصدير المواشي المدعومة إلى دول الجوار، ولأن الدعم سيتوقف قهراً وحكماً بعد شهر كحد أقصى بحسب تصريح حاكم البنك المركزي !  

خدمات سياسية لحزب الله 

فالقاصي والداني يعلم بان تدخل اتحاد البلديات في الضاحية في هذا التوقيت، لا يهدف لحل الأزمات، فالاتحاد يعمل بتوجيهات الحزب لاسترضاء الناس لأهداف سياسية أغلبها انتخابية في الوقت الراهن، لذلك فهو تدخل الآن بعدما ضمن عدم سخط أصحاب الملاحم وكبار التجار في الضاحية، لأن تدخله لن يضرهم في هذه المرحلة بالذات كون الدعم سيتوقف بعد شهر، ومن جهة أخرى أوهم عامة الناس والجمهور أنه يغار على مصالحه وأنه حريص على لقمة الفقير، في وقت لم تعد غيرته تنفع الفقير ولا تسمن ولا تُغني من جوع !  

متى يصبح عمل وسلوك حزب الله بحجم شعاره الذين أطلقه في أنه حزب لله تعالى في حين انه يمارس الألاعيب الانتهازية كبقية الأحزاب اللبنانية؟ 

وبذلك ضرب حزب الله عصفورين بحجر واحد، فتأخره في فرض الرقابة على تسعير اللحوم في ملاحم الضاحية، ضَمن له استمالته للتجار الذين يستفيد الحزب منهم بالدعم المادي والنقدي من جهة، وإعلانه المتأخر عن مراقبة تسعير اللحوم المدعومة، وكذلك استمرار تأييد قواعده الشعبية من السذج الذين لا يدركون خلفيات مواقفه من جهة أخرى.

إقرأ أيضاً: الدولار «يَشقّ» صفوف «حزب الله»!

وهذا هو دأب حزب الله في اطلاقه للشعارات المثالية عن خدمة الناس دون مقابل، فيصدقها جمهوره من البسطاء الذين لا يدرون ما القصة!  

فمتى يصبح عمل وسلوك حزب الله بحجم شعاره الذين أطلقه في أنه حزب لله تعالى، في حين انه يمارس الألاعيب السياسية، في المواقف كبقية الأحزاب اللبنانية الانتهازية؟  

السابق
الدولار «يَشقّ» صفوف «حزب الله»!
التالي
الخبير الجيولوجي سمير زعاطيطي يحذر من كارثة القرعون..أين يتوزع السمك المسموم ؟