هكذا «تشظى» لبنان من رمانة «حزب الله» قبل السعودية!

يقف حزب الله موقفا متناقضا غير منطقي من دول الخليج العربي، فيتهجم عليها وعلى المملكة العربية السعودية تحديدا ويدعم الحوثيين في حرب اليمن، ثم يقوم حلفاؤه باستجداء المملكة كي تساعد لبنان وتنشله من أزمته الاقتصادية.

انصار الممانعة يدّعون ان العقوبات السعودية على لبنان، هي بسبب تراكم الخلافات  بين عهد ميشال عون والمملكة، وما نتج عنها من خلاف حول السياسة الخارجية، فيحاول اعلامها التصوير ان اعلان الرياض عن وقف استيراد المنتوجات الزراعية اللبنانية، انه بمثابة اقتصاص سياسي من لبنان، وليس بسبب عملية تهريب الحبوب المخدرة في شحنة الرمان المستوردة من بيروت التي تم كشفها قبل ايام، وأن الرد السعودي هو على طريقة المثل اللبناني” ليست رمانه بل قلوب مليانة” على حد زعم الممانعين، لينتشر هذا المثل اللبناني العريق على مواقع تواصلهم.   

في حين ان السعودية التي تستضيف ما يقدر بحوالي 50 الف لبناني من مختلف الطوائف يعملون في اراضيها، عمالا ومهندسين وتقنيين واداريين في مختلف المجالات، ويقومون بتحويل ملايين الدولارات سنويا الى عائلاتهم، وهذه الاموال اليوم تنقذ  كثيرا من العائلات اللبنانية من شبح الفقر العوز ، الذي يتهددهم بفعل الازمة الاقتصادية التي تضرب لبنان حاليا بشكل غير مسبوق، لم تقم بإجراء عقابي تجاه لبنان على الرغم من تحوّل سياسته  

التهجم على المملكة وطلب مساعدتها!  

ومنذ عشرات السنين تحملت المملكة الامرين ولم تعامل لبنان بالمثل، منذ ان تبدلت حال سياسته الخارجية قبل سنوات، وانحازت لحزب الله وايران الذين يرسلون علنا السلاح والمستشارين العسكريين لحوثيين في اليمن من اجل مقاتلة المملكة وقصف ارضها بالصواريخ.  

ولم يكتف حزب الله بذلك، فاستمر امينه العام السيد حسن نصرالله بالتهجم على المملكة السعودية وقيادتها، واتهامها بالتطرف والطائفية وانها تدعم “داعش” و”والقاعدة”، مع ان اراضيها كانت اكثر من مرة اهدافا لعمليات دامية نفذها ارهابيو التنظيمين، دافعا لبنان بقوة الى فك ارتباطه بالمحور العربي الخليجي، وتوثيق علاقته مع ايران المحاصرة من قبل الاميركيين والغرب، دون النظر الى مصلحة البلد وأرزاق أهله، حتى تحولت ورقة لبنان بيد ايران الى ورقة مساومة وابتزاز مقابل عواصم القرار الغربية.  

 السعودية  تستضيف نحو 50 الف لبناني من مختلف الطوائف يعملون في اراضيها يحولون ملايين الدولارات سنويا الى عائلاتهم 

ومع تسارع الانهيار الاقتصادي في لبنان الذي كشف فساد السياسات المالية المتعاقبة، اتجهت الانظار نحو المملكة السعودية واشقائها في دول الخليج من اجل المساعدة، كما كانت تجري الامور عادة، فدول الخليج كانت تعتبر لبنان طفلها المدلل قبل ان يستولي حزب الله على قراره الداخلي والخارجي، بمعاونة رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية السابق، الذي استطاع بفترة وجيزة عزل لبنان عن محيطه العربي، والابتعاد عن الغرب لصالح ايران وحلفها الممانع، ففقد بذلك لبنان قيمته الحيوية التاريخية كهمزة وصل بين الشرق والغرب.  

السعودية تنجد الشيعة في العراق  

وتنفي آخر الأخبار الواردة من العراق طائفية السعودية وعنصريتها تجاه الشيعة تحديدا، وهي الدعاية التي يشنها اعلام الممانعة ضد المملكة، فقد تم الاعلان عن استثمارات بقيمة 3 مليارات دولار سوف تتقدم بها السعودية لصالح محافظات البصرة وذي قار وسائر محافظات الجنوب، وذلك اثر زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي للرياض مطلع الشهر الحالي، والفارق بين لبنان والعراق هو ان بغداد استطاعت تحييد نفسها عن الصراع السعودي اليمني ولم تتورط باعمال عدوانية ولا تهريب بضائع ممنوعة الى اراضيها.  

إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: صرخة جمعية الصناعيين بوجه رئيس الجمهورية!

وحتى في لبنان، فان السعودية تبرعت من اجل اعمار لبنان وجنوبه الشيعي تحديدا، في عودتنا إلى تقرير نشره موقع النهار عن حجم المساعدات التي وصلت للبنان خلال حرب تموز من مختلف الدول العربية والأجنبية، نتوقف عند المساعدات السعودية: فبعد عشرة ايام من اندلاع الحرب سارعت السعودية الى وضع مليار دولار وديعة في مصرف لبنان،  وقدمت هبة بقيمة 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة الاعمار كما أرسلت 50 مليوناً للمساعدات الإنسانية.  

فماذا كان ردّ لبنان في عهد الرئيس القوي المتحالف مع الحزب المسلح القوي؟!  

كان رد لبنان قبل سنوات هو عدم استنكار حرق القنصلية السعودية في مشهد بايران، ولتتوالى بعدها المواقف المؤيدة لطهران، وتبدأ مرحلة من التباعد عن العرب والالتصاق بايران ولاية الفقيه، ثم سيطرة حزب الله بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة على مفاصل الدولة والقرار السياسي في البلد، لتنفجر الامور قبل ايام مع قرار المملكة بوقف استيراد الخضر والفواكه من لبنان، ردا على تهريب شحنة رمان محشوة بمخدر الكبتاغون، سبقها عمليات تهريب منظمة للمخدرات وملايين حبوب الكبتاغون الى بلاد الحرمين.  

إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة من لبنان منذ بداية عام 2020 حتى شهر أبريل 2021، بلغ 57,184,900 حبة. 

فقد نشر السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، رسما بيانيا عبر صفحته على “تويتر” لعدد الحبوب المخدرة المهربة من لبنان عبر الخضر والفواكه للسعودية، قبل كشف حمولة الرمان المحشوة بالكبتاغون المهرب من مرفأ بيروت الى ميناء جدة قبل ايام، تحت عنوان “الحرب على المخدرات”. 

وقال البخاري​، ان “إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة من لبنان منذ بداية عام 2020 حتى شهر أبريل 2021، بلغ 57,184,900 حبة!!  

اذن، هي ليست “قلوب مليانة” كما يقول المثل اللبناني، بل انها رمانة وبالمخدرات مليانة! 

السابق
صيغة حكومية من 24 وزيراً و «الداخلية» لعون.. اليكم محور لقاء الراعي بالحريري!؟
التالي
خاص «جنوبية»: «فايزر»..الرشوة الإنتخابية الجديدة!