البطالة والجوع ينهشان الجنوبيين..و«رُمان الكبتاغون» يَعطب مزارعي البقاع!

الزراعة
الضربات تتوالى على رؤوس الجنوبيين واللبنانيين وآخرها المنع الخليجي للمنتجات الزراعية. وهذا يعني مزيد من الجوع والبطالة والافلاس وتحكم الاحزاب و"الثنائي" بمصير الناس اكثر فأكثر والامساك بلقمة عيشهم مقابل الولاء والاستسلام السياسي. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

اللبنانيون يتلقون الضربات يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً، فلا يأتي يوم الا ويكون هناك مصيبة جديدة تقع على رؤوسهم.
ويعيش الجنوبيون حالة مأساوية مع تفشي البطالة وخسارة عشرات المهن حضورها بسبب جائحة “كورونا” من جهة وبسبب ارتفاع صرف الدولار الجنوني، واخيراً وليس آخراً الفاجعة التي اصابت موسم الزراعة وخصوصاً الحمضيات والموز الجنوبي والخضار البقاعي والبطاطا والبصل وصولاً الى تفاح الجبل وكرزه وليس انتهاءاً بالفطر والفريز الساحلي.

ومع تمدد المنع الخليجي للخضار اللبنانية ومع توقف كل شرايين الحياة والمهن الخاصة والصغيرة، تبرز معاناة فئة مهمشة اخرى وهي فئة سائقي التاكسي الخصوصي المعروفة بتاكسي المفارق في القرى وحول المخيمات، وهي عاملة على المازوت او البنزين ولا يملك اصحابها ثمن نمرة عمومية واليوم باتوا لا يملكون ثمن غيار زيت او بوجية او دولاب!

وبين الجنوب والبقاع وفي حين يدفع اللبنانيون ثمن صلف وتعنت وفشل وعناد هذه الطبقة السياسية يتهاوى البلد على رؤوس الناس ويسمع صوت الارتطام بعيداً ويتكاثر الجياع في حين تعمد الاحزاب الى العمل الانتخابي وتوزع مساعدات يتم “تشليحها” للمغتربين ولا يدفع “الثنائي الشيعي” على سبيل المثال قرشاً من جيبه لاغاثة الجنوبيين وتربيحهم الف جميلة!
تاكسي المفارق معطلة جنوباً!

تبرز معاناة فئة مهمشة اخرى وهي فئة سائقي التاكسي الخصوصي المعروفة بتاكسي المفارق في القرى وحول المخيمات

جنوباً، فئة جديدة من المواطنين تنضم إلى جموع العاطلين عن العمل، فمع جنون سعر صرف دولار وارتفاعه حوالي الثماني مرات و انقطاع البنزين و المازوت عدة مرات و ارتفاع سعرهما، معضلتان كافيتان لضرب قطاع سائقي التاكسي في الجنوب و بقائهم دون عمل، أقلَّ ضرراً من العمل الذي سيحلب الخسائر.

اولاً، أنَّ أكثر السيارات التي يستخدمها اصحابها للنقل العام في الجنوب لا تحمل لوحات عمومية و بالتالي هي سيارات خصوصية يستعملها اصحابها للنقل بهدف العمل لأنه لا بديل عن مخالفة القانون الاَّ البطالة و الجوع.

ثانياً: أن عدد كبير من هذه السيارات و خصوصاً التي تعمل في محيط مخيم عين الحلوة و من مفارق القرى إلى داخلها و على خط البص في صور و منه إلى الرشيدية و الناقورة، هي سيارات تعمل بصورة مخالفة للقانون على الديزل بعد أن تمَّ تغيير محركاتها بهدف التوفير، و ليصبح العمل على السيارة أكثر جنياً المال.

و في لقاء مع مجموعة من مناطق متعددة من سائقي السيارات التاكسي غير العمومية، قال ( م ح ) من مخيم البص: ” كنت أملك سيارة مرسيدس و اعمل عليها، و تتفاوت يوميتي بين الأربعين و السبعين الف ليرة، و منذ حوالي الشهرين بعتها ب 10 ملايين ليرة لانَّ عمل التاكسي شبه توقف و أصبحت ادفع عليها أكثر مما أجني من خلالها، فاضطرت لبيعها بسعر زهيد، لأنني لو ابقيتها حتى الآن لأصبحت خردة، لاني لا استطيع لا تصليحها و لا المحافظة عليها كما كانت بحالة جيدة، و اليوم اذهب كل صباح و اعمل عتَّال في الحسبة”.

و قال مواطن من بلدة العباسية في قضاء صور: “سيارتي تعمل على البنزين و حالتها جيدة، كان مدخولي حوالي المليونين ليرة و اليوم مدخولي لا يتخطى المليون، و أصبح المليون يساوي حوالي 100 الف ليرة، لذا أعرضها اليوم للبيع، لأكمل تعليم في ابنتي في الجامعة، لأني لا استطيع حتى تغيير برغي بحال حصل عطل ما، و سأعمل في الفاعل و ثمن السيارة يكفي لتكملة سنة ابنتي الجامعية، و ننتظر ما يخفيه القدر”.

البقاع

وأثار قرار السعودية بمنع دخول اراضيها المنتجات الزراعية اللبنانية اثر ضبط شحنات خضار وفاكهة تهرب مخدرات وحبوب مخدرة وآخرها شحنة “رمان الكبتاغون” حالة استياء واسعة بين المزارعين ومصدري الخضار، وحمل بعضهم المسؤولية لحزب الله والنظام السوري لان الرمان لا ينتج في لبنان، وبحسب مصدر جمركي أكد انه تم دخول الشحنة عبر نقطة المصنع الحدودية بموجب بيان ادخال اي بموجب وصل جمركي على أساس انه للاستهلاك المحلي. فتم اعادة تصديره بموجب شهادة منشأ جديدة.

المنع السعودي فاجعة اصابت موسم الزراعة وخصوصاً الحمضيات والموز الجنوبي والخضار البقاعي والبطاطا والبصل وصولاً الى تفاح الجبل وكرزه

هذا الاجراء المستجد فسره مزارعون ومصدرون انه من ضمن المؤامرات على الدولة اللبنانية وقطاعاتها الانتاجية، محملين المسؤولية لحزب الله الذي يغطي تجار ومصنعي الحبوب المخدرة، في مناطق سيطرته، وقالت مصادر متابعة ان غالبية مصناع الكبتاغون والمخدرات موجودة في منطقة القلمون والقصير السورية وبرعاية وحماية القوى الامنية السورية.
وسأل مزارعون من يحمي الانتاج اللبناني، من هذه المؤامرة من سمعة التلوث، ومن حالات تهريب المخدرات بالمنتجات الزراعية، في وقت ان اسرائيل تنافس المزارع اللبناني الى الاسواق العربية والاوروبية.

إقرأ ايضاً: «فوبيا اللقاحات» تتمدد جنوباً.. وأزمة لحوم بين التقنين والتسفير!

وبالتالي يكون مصنعي الكبتاغون ومن يغطونهم يساعدون العدو الاسرائيلي في ازاحة الزراعة اللبنانية من طريقه.
وفي هذا السياق ضبطت استخبارات الجيش معمل لتصنيع الكبتاغون في حي الشراونة في بعلبك، اثر ملاحقة مطلوبين في المنطقة.

فيما استمر اجتياح الجراد لجرود البقاع الشمالي، في عرسال ورأس بعلبك. فانطلقت طوافات الجيش اللبناني من قاعدة رياق الجوية مزودة بمادة الديلتاميترين وبدأت بملاحقة ورش اسراب الجراد القادمة من معبر وادي الزمراني على الحدود اللبنانية السورية وصولا إلى سهلات مرطبيا وخربة داوود في جرود عرسال. كما تفقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى جرود السلسلة الشرقية في عرسال ورأس بعلبك، كما اشرف على عملية رش المبيدات بواسطة طوافة تابعة للجيش.

السابق
«حزب الله» يحكم قبضته على أطراف القرى الجنوبية..وادي زبقين منطقة عسكرية؟
التالي
باسيل يلوح بـ«الخراب الدستوري» مقابل تكليف الحريري.. ودول الخليج على خط «العقاب» السعودي!