بين بكركي امس الاول والفاتيكان امس، لم يتقدم تأليف الحكومة “إنشاً واحداً” بل زادته تأزماً، التطورات و”القلوب المليانة” بين الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل.
واعلن الحريري بعد لقائه بابا الفاتيكان فرانسيس، ان عون وجبران وحلفاءهما يعطلون الحكومة، وانه يقوم بلقاءات خارجية لدعم لبنان بينما الآخرون “يسوحون” في القصر الجمهوري.
ووفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، فإن إصرار باسيل على التصعيد ضد الحريري من بكركي، واعلانه انه لن يتنازل ما لم يتنازل الآخرون، وكذلك تحميل الحريري عون وباسيل مسؤولية التعطيل الحكومي من على ابواب الفاتيكان، يؤكد ان مفتاح الحل الحكومي لم يعد ممكناً في ظل الاحتقان السياسي والشخصي بين الثلاثي: عون –الحريري- باسيل وكذلك التأكيد قفل المفتاح الحكومي هذا لا يزال في جيب الايراني والاميركي في انتظار كسر حلقة الجمود في الاتفاق النووي الايراني.
عون : الحريري يسيء للرئيس المسيحي!
وتنقل مصادر نيابية ومطلعة على اجواء بعبدا لـ”جنوبية” غضب عون من كلام الحريري وتأكيد على انه مصر على السلبية والتهرب من تشكيل الحكومة ويسيء الى لبنان ورئيسه من اعلى منبر مسيحي في العالم بينما المطلوب منه العودة الى لبنان ومصارحة اللبنانيين عن اسباب عدم تشكيله الحكومة حتى اليوم!
تصعيد جديد للراعي ضد “حزب الله”
وفي تصريحات نارية جديدة ضد “حزب الله”، وصف البطريرك الماروني بشارة الراعي “حزب الله” بانه ايراني!
إقرأ أيضاً: باسيل «يتلطى» بالراعي عشية لقاء البابا-الحريري.. و«جنون عوني»: «عليّ وعلى اعدائي»!
وجدد الراعي تأكيد ضرورة إعتماد الحياد في النزاعات الإقليمية لإنقاذ لبنان من المزيد من الفوضى. وقال البطريرك: «لبنان كان في ما مضى سويسرا الشرق الأوسط، اليوم هو جهنم، كما قال رئيس الجمهورية ذات مرة.
تحذيرات اميركية واسرائيلية من عدم مغامرة “حزب الله” بأي صاروخ اضافي من الجنوب لان الثمن سيكون مؤلماً!
ورداً على سؤال حول حزب الله، أكد البطريرك أن لقاءه بنصرالله لن يحلّ موضوع السلاح الذي هو أكبر من لبنان»، وقال «انا لم اسمع بعد موقفاً صريحاً وواضحاً من حزب الله في موضوع الحياد وفي حال أعلن رفضه سأسأل الحزب «هل أنت ضد سيادة لبنان على أرضه والا تريد أن يلعب لبنان دوره؟».
مصادر تدور في فلك “حزب الله” لـ”جنوبية” استغربت التصعيد الجديد من الراعي وكأن المقصود به ان يقطع الراعي كل صلاته بـ”حزب الله” وان ينهي عمل اللجنة المشتركة
وقال البطريرك «طلبنا من الولايات المتحدة أن لا يكون لبنان ورقة مساومة بين اميركا وايران عندما يتحدثون عن القضايا النووية، وموضوع سلاح حزب الله يُبحث أيضاً مع ايران لأنه «النبع» وحزب الله هو قوّة عسكرية ايرانية في لبنان» حسب تعبيره». وقال «لماذا يقاتلون إسرائيل من لبنان، إذا كنت تريد محاربة إسرائيل، فلماذا تريد استخدام الأراضي اللبنانية؟».
غضب “حزب الله”
بدورها استغربت مصادر تدور في فلك “حزب الله” لـ”جنوبية” هذا التصعيد الجديد من الراعي وكأن المقصود ان يقطع الراعي كل صلاته بـ”حزب الله” وان ينهي عمل اللجنة المشتركة والتي تجمد عملها منذ اسابيع بعد الفيديو المسرب للبطريرك وفيه كلام عالي النبرة ضد السلاح والحزب.
وتصف المصادر ردة فعل “حزب الله” الاولية، بالغضب وسط دعوات متناقضة بين السكوت والتغاضي عن اية تصريحات للراعي، وبين من يقول بتصعيد سياسي واعلامي وجيوش الكترونية لـ”تعرية” مواقف الراعي والهجوم عليه!
صاروخ ديمونا: لعب على حافة الهاوية!
وبين الحكومة والتصعيد والغليان الجاري في المنطقة، انشغلت الاوساط اللبنانية والدبلوماسية في بيروت بالبحث عن حقيقة ما جرى فجر الخميس ولتبيان “لغز الصاروخ” الذي انطلق من سوريا كرد فعل على غارات اسرائيلية، وان الطائرات الاسرائيلية المغيرة كانت الهدف، وصولاً الى بدء تسريبات اميركية واسرائيلية وايرانية واستخباراتية، ان صاروخ ديمونا هو صاروخ ارض- ارض، وليس ارض جو وانه رد ايراني ورسالة لاسرائيل على رسالة نطنز.
مفتاح الحل الحكومي لم يعد ممكناً في ظل الاحتقان السياسي والشخصي بين الثلاثي: عون –الحريري- باسيل
وفي حين بعث الايرانيون برسائل الى الاميركيين انهم لا يريدون التصعيد، تكشف معلومات لـ”جنوبية” وصول تحذيرات اميركية واسرائيلية مباشرة عبر السفارة الاميركية في عوكر، من عدم مغامرة “حزب الله” بأي صاروخ اضافي من الجنوب، لان الثمن سيكون مؤلماً!
