«الثنائي» يُنهك الشيعة بالأزمات المفتعلة..والجوع يُرسّم المناطق جغرافياً وطائفياً!

ازمة البنزين مستمرة جنوباً
الازمات المتوالدة والمتزامنة جنوباً وبقاعاً تطرح علامة استفهام عمن يديرها ويستفيد منها لانهاك الشيعة وجعلهم يستسلمون للامر الواقع. في المقابل ترتسم حدود من نوع آخر بين المناطق والتي يفرزها الجوع على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي وجغرافي. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

استثمار الازمات والرقص على حاجة اللبنانيين والاستفادة من اوجاعهم وغضبهم وجوعهم، حِرفة وصَنعة يتقنها حيتان المال والسياسة والتجارة، ويجنون منها ملايين الدولارات، ويرقصون على جماجم وقبور الضحايا، وغايتهم وحيدة: هل من مزيد؟

وبقدر ما هي منظمة العصابات المالية والاقتصادية والكارتيلات، بقدر ما هي تدين بالولاء لمنظومة سياسية وحزبية وامنية فولاذية وعصية على الاختراق، ومن يشعر بضعف او بمشاعر انسانية مكانه ليس بينها.

التزامن بالمشكلات والازمات ليس صدفة وهناك من يدير اللعبة ويقول للجميع “الامر لي”!

هذه القراءة لفاعليات جنوبية باتت شبه يومية وفي محاولة لتبيان حقيقة ما يجري ومآل الامور وتطورها. ويقول بعض المشاركين في هذه النقاشات لـ”جنوبية”، ان ما يجري ليس عفوياً وبريئاً. وهذا التزامن بالمشكلات والازمات ليس صدفة. وهناك من يدير اللعبة ويقول للجميع “الامر لي”، و”انا البداية والنهاية لكم”.

فبعد انقطاع الغذاء المدعوم ولا سيما الزيوت والسكر والحليب على انواعه بما فيه حليب الرضع، خرج “حزب الله” ليقول للشيعة انا المنقذ وغذاؤكم مؤمن عبر بطاقاتي الغذائية، وما عليكم الا التسليم والانصياع واعلان الولاء مقابل الغذاء.

في المقابل ردت “حركة امل” بأزمة رغيف ولحوم مدعومة ليأتي الخلاص على يد الرئيس نبيه بري، والذي يمون على نقابة الافران، وعلى مدير عام الاقتصاد وبالتالي صار هو المنقذ للجنوبيين، وقرى قضاء صور.

اما مسألة البنزين فتلك الطامة الكبرى، حيث يسلم وفق الفاعليات يومياً كميات محددة  الى الجنوب. ويستولي عليها محازبون لـ”أمل” و”حزب الله”، فيباع ربع الكمية لعامة الناس خلال النهار وتملأ خزاناتهم بـ20 و30 الف ليرة وخلال ساعتين او ثلاثة ساعات من الطوابير المنتظرة . اما المحظيون والحزبيون فبنزينهم مؤمن ليلاً وكلمة السر” نفتح بعد الافطار”!    

يسلم البنزين جنوباً بكميات محددة ويستولي عليها محازبون لـ”أمل” و”حزب الله” ويباع ربعها للناس فقط نهاراَ وليلاً تباع للمحظيين!

وامام هذا الواقع المرير والمؤلم جنوباً وشيعياً، تصب هذه المحاولات، في إطار اخضاع واركاع الشيعة واجبارهم على السكوت، وتقبل الواقع وحكامه، كما هو مهما كان رديئاً او العقاب الشامل بحرمان الناس من الدواء والخبز والبنزين، ووصولاً الى فاقة وعوز مادي رهيب. وبالتالي لا يبقى من “حيل” او قوة للاعتراض او حتى الالتحاق بركب الثورة.

تبدل مناطقي

هذه الازمات المتنقلة وما تسببه من عوز وجوع للناس، باتت تنعكس مناطقياً وجغرافياً وطائفياً حيث عادت الاحزاب  الحاكمة بأمرها في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما “الثنائي الشيعي” الى زواريبها واحيائها بعدما باتت الدولة كائناً مريضاً وينازع سكرات الموت، وباتت عبئاً على قوى الامر الواقع، بعد ان كانت الدولة “بقرتهم الحلوب”.

 وللاستفادة من هذا الواقع، يرسم كل حزب حدود “دولته” ضمن طائفته ومنطقته غذائياً ومعيشياً وسياسياً، وفي فرز واضح ويؤسس لفيدرالية غذائية باتت معالمها مكتملة.          

ازمة المحروقات جنوباً

جنوباً، يتلقى عدد قليل من الأهالي اتصالات من أصحاب المحطات أو مدرائها عن توقيت تعبئة البنزين، ليتوجهوا إليها، و بعد حوالي الساعة أو أكثر بقليل. و تكون السيارات قد تجمعت بالعشرات. ووصلت  الطوابير إلى مسافات بعيدة، يعلن الموظفون في المحطات عن انّ خزَّاناتهم قد فرغت، و هذا يحصل عند الغالبية العظمى من المحطات. في حين يشاهد  المواطنون أنَّ بعض الأشخاص يفتح لها الحاجز لتفوِّل خزانات سياراتها.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يَحصر البطاقات الغذائية بالمحازبين..وتسريب داخلي لجولات «الإقتصاد»!

وعندما اعترض أحد أصحاب السيارات المقطوعة من مادة البنزين، قال له شخص في إحدى المحطات في الجنوب: ” هلأ التنكة بـ 70، بدك تعا عبي، او اسكت و فلّ”.

و تناقلت اخبار عبر مواقع التواصل عن استياء عارم في بنت جبيل، لأنَّه و بكل وقاحة و بدون رقابة لا رسمية و لا أخلاقية و بدون رادع من الثنائي الحاكم، “أنَّ  بعض المحطات تدَّعي بان خزاناتها فارغة، وتعمل ليلا على بيع الصفيحة الواحدة بما يفوق ال 60 ألف ليرة”.

البقاع

ومنذ نحو شهر على التوالي يستمر مسلسل معاناة البقاعيين، على محطات الوقود وانقطاع البنزين والمازوت شبه التام، لتتشكل ارتال طويلة من السيارات المنتظرة دورها، ومعه ترتفع كافة الاسعار وتحول كل السلع والمحروقات الى بورصة أسعار السوق السوداء والإحتكار لكل المواد. وتشكل المواطنين طوابير طويلة في الافران وفي السوبرماركات ومحطات الوقود.

اعتصام حراك بعلبك الهرمل

وامام هذا الاذلال الممنهج للمواطن نظم محتجون في محافظة بعلبك الهرمل اعتصام احتجاجي أمام مركز المحافظة اعتراضاً على غلاء الأسعار، رافعين الإعلام اللبنانية وشعار “القرار للشعب”،

واعرب المحتجون انه في ظل الصمت المريب تجاه كل ما يحصل من قبل سلطة الأمر الواقع الجاثمة على صدور المواطنين، والمستفيدة من تفلت الأسعار للمواد الغذائية واحتكارها من قبل سماسرة المحسوبيات. في ظل لهيب الأسعار والاحتكار وسرقة المواد الغذائية المدعومة وشح المشتقات النفطية وتهريبها من سيئ إلى أسوأ.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 16/04/2021
التالي
«ثالوث» الغذاء والبنزين والدواء في دويلة «حزب الله»..وعون يُصفّي حساباته مع القضاء!