«المحاريث».. من الحقول الى «زينة البيوت»!

ادوات حراثة مصنعة للزينة فقط- حسين سعد (1)

محاريث الفلاحين التي كانت تلوحها شموس اشهر الحراثة، صارت تحفا تعلق في قصور وبيوت الاغنياء وحدائق الميسورين، وكدليل على العودة الى التراث.

 هذه المحاريث معروفة لدى الفلاحين باسم العود وتوابعه من “نير”، وهو قطعة خشبية تتعدى المتر يتدلى من كل ناحية منها خشبتان صغيرتان، يوضع على رقبتي ذكري البقرة  يجران العود ومن خلفهما الفلاح الذي يمسك بقبضة خشبية في اعلا العود،  “والمساس” هو خشبة رفيعة مبرومة في آخرها مسمار حديدي لتنشيط الثوربن “الفدان”، أما السكة الحديدية فهي آلة حديد صلبة جدا توضع في اسفل المحراث، وتغرس انيابها في الارض لتحولها الى اثلام، يضاف اليها “المذراية” ،التي كانت تستخدم في فصل حبوب القمح او الشعير عن القش في البيادر ، وهي تشبه الشعر الاشعث ويقال فيها مثل قروي “لبس المذراية بتصير مراية”.

اقرا ايضاً: الأزمة الاقتصادية تزيد اهتمام اللبنانيين بالزراعة..استصلاح 6 آلاف دونم من الأراضي خلال العام الماضي!

نضبت المحاريث بشكل شبه نهائي من بيوت الفلاحين ،بعدما اشتراها حديثي النعمة باحسن الاسعار.

 ولما كان الطلب عليها مستمرا لاغراض الزينة، بعدما حلت الجرارات الزراعة مكان المحاريث في فلاحة وثلامة الارض، عاد ابراهيم رمضان “ابو حسين” الى ممارسة حرفة تصنيع المحاريث وكل ما يختص بالات الفلاحة، في بهو منزله في قرية فرون في قضاء بنت جبيل.

ادوات حراثة مصنعة للزينة فقط

أنقطع رمضان (75 عاما )عن تصنيع المحاريث عقودا من الزمن ، وقد اغواه مؤخرا الطلب عليها ،فشمر عن ساعديه النحيلين، وبدأ مشوارا جديدا محكوما بالتعب والمتعة في آن واحد.

احتفظ رمضان مزارع التبغ العتيق بكل معدات صناعة الاعواد “القدوم والمبرد والازميل” وغيرهم، ل”يكحل” بهم اغصانا خاصة يجمعها من الحقل وخاصة اغصان الزيتون، ويعمل في نهايتها على تعتيق هذا الخشب، ليصبح جاهزا للبيع ببضع مئات الالاف من الليرات، التي تقل عن خمسين دولار هذا العصر، موضحا بانه “يصنع هذه الاعواد بناء لطلب الزبائن، ويستغرق انجاز الواحد منها ثلاثة ايام في اقصى حد”.

والى جانب صناعة الاعواد – المحاريث، يصنع “الدقاميق”، التي كانت تستخدمها ربات المنازل في دق اللحمة على بلاطة حجرية، اما اليوم وبحسب ابو حسين رمضان فان “ربات المنازل ومنذ سنوات طويلة لم تعد تستخدمها لهذه الغاية، وكان بديلها الماكينات الكهربائية ،فصارت الدقماقة لرص الزيتون”.

السابق
بالصورة.. الذهب الأخضر: سعر خيالي للجنارك في لبنان!
التالي
الرئيس الفلسطيني يعزي بوفاة العلامة الأمين: أمضى حياته في خدمة وطنه وشعبه