الكيدية والاحتكار المعيشي والاستشفائي والدوائي والنفطي والذي يعم المناطق اللبنانية، للجنوب والبقاع منه حصة الاسد بفعل إحكام “الثنائي الشيعي” قبضته على الموارد بانواعها، الى مناطقه، كي يبقى الخضوع والاستسلام للجوع والفقر والعوز سلاح التخويف لعامة الناس والمناصرين وحتى المحازبين.
ومع استفحال الازمة المعيشية والاقتصادية، وغياب الحلول وضعف الامكانات المادية عند الناس والبلديات، وحتى المتمولين، بات الصراع شديداً داخل صفوف “الثنائي” من جهة، وبينه وبين جمهوره وبيئته، والتي تحمله مسؤولية التدهور والعوز والفقر ومحاولة اذلال الناس بإعاشة وبطاقة وحصة رمضانية كي يبقى الشيعي رهينة لقادة الامر الواقع.
وإزاء هذه الحالات الشاذة، يطل ملف التهريب من بوابة الاقرار السوري بوجود قنوات تهريب لاحزاب وسياسيين حلفاء لـ”حزب الله” وسوريا. ويبدو انها وفق المعلومات لـ”جنوبية” قنوات رسمية ومعروفة بين الدولتين اللبنانية والسورية والقائمون عليها هم من اهل السلطة والنفوذ او هم يستندون على “دعمة” سياسية كبرى.
ووفق المعلومات نفسها، معروف في الشمال والبقاع هوية من يهرب المازوت. ولكل مهرب صنف محدد وممنوع ان يشتغل بغيره. فمن يعمل في المازوت يجب ان يهرب حصراً المازوت وهلم جراً ليشمل الامر كل المواد الموجودة في لبنان.
كيدية صحية
صحياً، مستشفى حاصبيا الحكومي، مُتوقف عن العمل بسبب خلاف بين وزير حزب الله و طلال أرسلان.
ويقول موقع “تيروس” ان منذ فترة وزير الصحة إدعى على مدير مستشفى حاصبيا الحكومي ضياء معلاوي بتهمة التقاعس والتقصير لعدم تجهيز قسم الكورونا، وبحسب الوزير، تمَّ وضع الإمكانات و المساهمات المالية بتصرُّف معلاوي من موازنة وزارة الصحة، وأيضاً تمَّ تأمين التجهيزات الحديثة، و ذلك عبر قرض البنك الدولي.
إقرأ أيضاً: قصابو «الثنائي» يُخفون «اللحم المدعوم»..واللُقاحات الإنتخابية تتمدد!
وقبل هذا الإدِّعاء تمَّ نشر أخبار أفادت بأنَّ مستشفى حاصبيا جُهِّزً بغرف خاصة للكورونا، بمساهمة من النائب أنور الخليل، الذي ساهم أيضاُ بتجهيز كامل البنى التحتية وشراء بعض المعدات المكملة، كما جهز على نفقته الخاصة وبالتنسيق والتعاون مع بلدية حاصبيا، طابقا كاملا في احدى الفنادق غير العاملة في حاصبيا، مخصص للحجر.
و قال الدكتور معلاوي حينها: :”إن الموظفين يرفضون العمل لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ 9 أشهر، و كان الوزير قد صرَّح بأن أكلاف قسم الكورونا ستأتي نقدا مباشرا وشهريا وخارج أطر الموازنات آليات الصرف التقليدية، لكننا لم نصدقه، لنا تجارب معه، في التحويلات المالية، فكان يقول بأنه حوَّل لنا معاشات الموظفين، في حين كان يحوِّل بدلات مالية لوجستية”.
و بطلب من “حزب الله” تراجع الوزير عن الدعوى بحق معلاوي لأنه محسوب على طلال أرسلان.
لكن وزير “حزب الله” لم يبلعها و حاول تغيير المدير، بدل الإدِّعاء عليه لكن هذه المرة اتصل فيه الأمير طلال، و قال له بما حرفيته انَّ “ضياء معلاوي خط أحمر و ممنوع المَسّ به”.
و استبق الأمير، الوزير و أصدر الحزب الديمقراطي بيان، عن استقبال أرسلان لـمعلاوي الذي طلب مساعدته لتفعيل المستشفى.
و قال أحد أبناء حاصبيا: ” المستشفى لا يعمل اليوم، بسبب المحاصصة و بسبب الكيد، فلا الوزير على حق، ولا مدير المستشفى على حق.
نعم… الموظفون لم يقبضوا منذ زمن، و لكن تمَّ تجهيز قسم للكورونا، و لكن المدير ايضاً رفض ان يتحمل مسؤوليته، واهلنا في حاصبيا دفعوا الثمن و حُرموا من العلاج بسبب هذا الخلاف بين الرجلين”.
لحوم صيدا
وبعد فشل أسامة سعد، بهية الحريري حلَّت أزمة اللحم في صيدا. حيث تمَّ امس تسليم اللحوم في مسلخ صيدا بالسعر الرسمي المدعوم لجميع القصابين في المدينة، بعد إتصالات أجرتها النائب بهية الحريري لتأمين حصة صيدا الكافية من اللحم المدعوم، حيث بالأمس حاول استثمار هذا الأمر أسامة سعد لكنه لم يفلح.
و كانت الحريري تابعت هذا الموضوع هاتفياً مع مدير عام الاقتصاد محمد ابو حيدر، وطالبت بتأمين حق مدينة صيدا من اللحوم المدعومة، وعدم حصر عملية تزويد اللحامين بها بتاجر واحد.
و بناء عليه جرى تأمين الكمية الكافية للمدينة من هذه اللحوم، وبالسعر الرسمي المدعوم ( 45 ألف ليرة للكيلو الواحد ) وتوزيعها عبر عدد من التجار، وبشكل يحول دون احتكارها او التلاعب بالأسعار.
وفي صور و للهدف ذاته الذي حققته الحريري، نفَّذ أصحاب المسالخ في منطقة صور إعتصاما عند منطقة القاسمية.
وقال أحد التجار: ” لماذا نحن لم نزوَّد باللحم المدعوم، و يتم حصر بيع المدعوم بعدد قليل من التجار؟
نحن نناشد الرئيس نبيه بري للتدخل و وضع حد لهذا الفساد و هذه المحسوبية، نحن نريد مساوتنا بتجار صيدا”.
البقاع
وفي اليوم الاول من رمضان، كانت مائدة البقاعيين فقيرة، مع غياب صحن الفتوش عنها لارتفاع اسعار الخضار بشكل جنوني، ووصول سعر كيلو الخيار الى ٨ الاف ليرة، والخسة ٢٥٠٠ ليرة، فيما وصل سعر ربطة البقدونس الى ٣ الاف ليرة.
ملاحم البقاع مغلقة
وموازاة ذلك، عدا عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية ولحوم الاسماك َالدواجن، شهدت القرى البقاعية اقفال الملاحم ابوابها لعدم توفر اللحوم لديها، وعدم تسليمها الذبائح من قبل المستوردين الذين يستمرون بامتناعهم عن التسليم، وهذا ما أثار حالة من الجدل والبلبلة في الوسط الشعبي عن ما يمكن لهم ان يتناولوا في شهر الخير طالما يتحكم بالاسواق تجار واناس لا يرحمون همهم كيف يصاعفون ارباحهم وسرقاتهم، وناشد الاهالي وزارة الاقتصاد لان تجد الية لتحديد الاسعار وضبط المخالفين، لانه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع السيء.
استمرار ازمة انقطاع المحروقات
وخلفت ازمة انقطاع البنزين والمازوت في البقاع باعة محروقات متجولين يستغلون حاجة المواطنين للبنزين، وعدم قدرتهم الانتظار طويلاً في محطات الوقود. يحملون غالونات البنزين سعة الواحد ١٠ ليتر، يتم بيع الغالون بين ال٣٥ الف وال ٣٠ الف ليرة، اي بربح ٢٠ الف ليرة بكل صفيحة.
ويشرح أحد الصبية لـ”مناشير” أنه عاطل عن العمل هو ووالده الذي يملك سيارة سعة خزانها ٥ تنكات، يقف في الدور في احدى المحطات في شتورا، “حتى يفول السيارة بياخذ ٢٠ الف ليرة العامل، وبنرجع نسحب البنزينات من السيارة، بهذه الطريقة وجدنا فرصة عمل لنعيش بهيدا الظرف الصعب”.
