عون يَهرب إلى الأمام بالتحقيق الجنائي.. والقاهرة وباريس تُخيبّان آمال باسيل!

عون باسيل

التأليف الحكومي، يعود الى ثلاجة الانتظار الدولي والاقليمي واستمرار الصراع النووي بين ايران واميركا من جهة، وتجدد الاشتباك الايراني- السعودي حول اليمن والبحرين من جهة ثانية.

هذا الكباش الدولي انعكس بدوره على ملف التأليف الحكومي. وتكشف مصادر دبلوماسية لـ”جنوبية” ان الرسائل المتبادلة بين ايران والسعودية عبر الوسيط العماني لم تنجح في تخفيف التوتر في اليمن .
فمقابل وقف الحوثيين القصف على السعودية ومؤسساتها النفطية، طلب الايرانيون فك الحصار عن الموانىء وادخال المواد الغذائية والطبية وحليب الاطفال لليمينين.

كما طالبوا بعلاج السجناء المصابين بـ”الكورونا” في سجون البحرين بينما طالبت السعودية بوقف الهجوم الحوثي على مأرب على ان يكون وقف اطلاق النار الشامل تدريجياً.

إقرأ أيضاً: «الثنائي» يَتنصّل من عصابات صور..والتهريب مستمر بقاعاً «مجوز ومفرد»!

وفي حين لم يصل الطرفان الى اتفاق حول هذه الامور، يبدو ان لا نتائج فورية في العلاقة بين ايران واميركا ايضاً، حيث اشترطت واشنطن في لقاء جنيف وقف التخصيب الايراني على نسبة الـ20 في المئة والتي ضربت ايران موعد له في 22 ايار  اي ما بعد عيد الفطر.

وترجح المصادر ان يكون ملف الحكومة اللبنانية، قد رُحّل الى ما بعد 22 ايار، في ظل المعطيات التي تفيد ان الاشتباك الداخلي بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري هو بخلفية داخلية وخارجية.

داخلياً وفي معلومات متقاطعة لـ”جنوبية” تبين ان التأليف في غيبوبة، حيث لم تنجح وساطات داخلية قام بها البطريرك بشارة الراعي وبحراك اللواء عباس ابراهيم في جمع الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل.

كما تبين ان المبادرة الفرنسية دخلت في حالة فقدان التوازن، وبالتالي ابلغت باريس كل من راجعها انها لم تدعُ اي من الشخصيات اللبنانية اليها، كما لم تسع الى جمع الحريري وباسيل.

وتقول ان فرنسا عادت الى التلويح بفرض عقوبات على المعرقلين والمقصود بهما عون وباسيل، وما قاله وزير الخارجية جان ايف لودريان عن اتجاه فرض عقوبات فرنسية على مسؤولين لبنانيين يصب في هذا الإطار.         

واعلن لودريان​، ان “​فرنسا​ ستتخذ إجراءات بحق من عرقلوا حل ​الأزمة​ في ​لبنان​ والأيام المقبلة ستكون مصيرية، والقوى السياسية اللبنانية عمياء ولا تتحرك لإنقاذ البلاد على الرغم من تعهداتها”.

ولفت لو دريان الى ان “الأزمة في لبنان ليست ناتجة عن كارثة طبيعية بل عن مسؤولين سياسيين معروفين، والقوى السياسية اللبنانية تتعنت عن عمد ولا تسعى للخروج من الأزمة، وهناك قوى سياسية في لبنان تضع مطالبا تعجيزية”.

زيارة شكري ورسائل بالجملة

ومع اعلان فرنسا نيته معاقبة عون وباسيل ولو لم تسمهما، شكلت زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري محط متابعة لجملة من الرسائل التي حملتها، حيث نقل رسالة “واضحة”  للرئيس ميشال عون. ورسائل “مشفرة” حملت في طياتها التاكيد على دعم مسيرة الرئيس الحريري في التأليف لاختياره بيت الوسط لعقد مؤتمر صحافي بما تعني هذه الرسالة من جانب المسؤول المصري الذي حط في فرنسا قبل لبنان. وكذلك مقاطعته “حزب الله” وباسيل.

وهذا ما يؤكد وفق مصادر 8 آذار لـ”جنوبية” ان لقاء شكري بعض القوى واستثناء البعض الآخر ولا سيما باسيل لا يوحي بأن لدى المصري او الفرنسي حلولاً او مبادرة حكومية.

أما لقاء شكري لقوى 14 اذار السابقة ليس مستغرباً وفق المصادر، لكونهم في حلف واحد ومقاطعة “حزب الله” طبيعية لكون هناك مشكلة امنية بين القاهرة وحارة حريك، على خلفية خلية سامي شهاب وتهريب الاسلحة الى غزة.

“حروب عون” في الوقت الضائع

وفيما يشبه خوض الرئيس عون معارك كثيرة في الوقت الضائع ومن باب المزايدة في ملف الاصلاح والفساد، كانت لافتة اطلالة عون المسائية و”المسيرات البرتقالية المعلبة” لدعمه، ان لا شيء يمكنه تقديمه عون للبنانيين سوى الكلام، وفق ما تؤكد مصادر معارضة له لـ”جنوبية”.

وتشير الاوساط الى ان ابرز ما خلص اليه عون بعد  نعيه الحكومة وتأكيده انها معلقة الى أجل غير مسمى، كان رفعه السقف في ملف التدقيق الجنائي ومحاولته الهروب الى الامام فيه ورفع مسؤولية التعطيل عن فريقه، واطلاقه النار تجاه وزارة المالية والنائب السابق وليد جنبلاط.

كما أعاد التصويب على رياض سلامة، وأكد ان هناك حملة ضده ومحاولة لتحميله مسؤولية كل الفشل واطلاق حملة اقالته بعد ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في ​جبل لبنان​ القاضية غادة عون، على سلامه ومصرف SGBL بملف التحويلات المصرفية التي أدت الى المضاربة على العملة الوطنية وتسببت بإنهيارها.

السابق
النار الإسرائيلية مستمرة على سوريا..غارة جديدة وجرح 4 جنود!
التالي
«تعريب» المبادرة الفرنسية حيال لبنان..الفرصة الأخيرة!