حزب الله «يُسهل» ونائبه «يُعطل»!

ابراهيم الموسوي

هي هي تصريحات نائب الأمة النائب إبراهيم الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة النيابية، تلك التصريحات التي تأتي عندما يُقحم نفسه في قضايا حساسة من شؤون الأزمات الحالية اللبنانية بلا مبرر .. والتي بدا آخرها بإطلالته الإعلامية، مثبتاً حضوره في لعبة الكبار الإقليمية والدولية المتعلقة بتشكيل حكومة إنقاذية حيادية لبنانية من اختصاصيين غير حزبيين. فجاء تصريحه اليوم بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية والذي قال فيه : ” هناك تفاؤلاً بتشكيل الحكومة، وثمة عراقيل أساسية تمت إزالتها تتعلق بالثلث الضامن وعدد الوزراء في حكومة 24 وزيراً ، وقد تجاوزنا هاتين العقدتين … “.

ويأتي هذا التصريح غير الضروري والفضولي مزايداً به “سعادته” على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ، ومن جهة أخرى معاوداً به إلصاق تهمة تدخلات حزب الله في تشكيل الحكومة. هذه التدخلات التي كانت العقبة الأساسية أمام تعطيل التشكيل، ذلك أن صفة الإرهاب تطارد حزب الله في الأروقة والمحافل الدولية بقوة، بسبب بعض التجارب التي خاضها المجتمع الدولي معه من جهة والشعب اللبناني من جهة أخرى ، والبيئة الشيعية من جهة ثالثة، وذلك طيلة العقود الأربعة الماضية من عمر حياته السياسية والاجتماعية ..

إقرأ أيضاً: نصرالله «يَتكارم» على الشيعة من «جيوب»..المقاومين!

فتصريحات الموسوي لا تخدم حلحلة تشكيل الحكومة في هذا الظرف بالذات، فلماذا هذه المزايدة الإعلامية من طرفه بعدما كفَّى ووفَّى أمين عام حزبه السيد حسن نصر الله، في خطاب تأبين القاضي أحمد الزين في كشف تدخلات حزب الله في عملية التشكيل!

فكلا الخطابان يساهمان في التعطيل، كون المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي يتطلعان إلى حكومة لبنانية بعيدة عن حزب الله والمحور الإيراني، كشرط أساسي لمد يد العون للبنان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من تردي الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد المأسور لسياسات المحاور.

وأخطر ما في كلام الموسوي اليوم قوله : ” .. هناك تعقيدات إضافية يجب تجاوزها لتشكيل الحكومة ، ومحركات حزب الله تعمل مع كل الأطراف لإيجاد حكومة بأسرع وقت ممكن … ” ، وأضاف : ” … إن هناك تقدماً وتفاؤلاً ، ولكن ذلك ليس حاسماً باتجاه القول : إن تأليف الحكومة بات قريباً … ” فكلام الموسوي هذا الذي بثته إذاعة النور هو كلام تعطيلي بامتياز، يكشف عن نوايا منه ومن قبل حزب الله، لحرق طبخة تشكيل الحكومة التي وضعتها الجهات الساعية للحل، على نار هادئة بعيداً عن الصخب الإعلامي.

وتصريح النائب الموسوي لم يكن ضرورياً ولا إيجابياً في عملية فك أسر عملية التشكيل، وهو نظير تصريحه في زمن الجوع، بالترخيص للبلديات أن تُجيز للبنانيين بالشروع ببناء البيوت في زمن فقد السيولة وقلة الموارد!

وقد أظهر الموسوي نوايا حزبه التعطيلية مرة أخرى في تصريحه هذا عندما دعا حكومة تصريف الأعمال للمبادرة إلى العمل بقوله : ” … المطلوب اليوم من حكومة تصريف الأعمال أن تبادر إلى العمل … “! فكيف تكون غاية حزبه تشكيل حكومة جديدة فاعلة وفي نفس الوقت يدعو لتفعيل عمل الحكومة المستقيلة؟!، فهذا تناقض واضح في الموقف في تصريحه اليوم يكشف عن النوايا التعطيلية منه ومن فريقه السياسي مرة جديدة.

فمتى تكون مساهمات نائب الأمة عملية ومنتجة ومثمرة، بدلاً من الاستعراضات الإعلامية الكلامية والنظرية؟

السابق
رئيس الوفد اللبناني «يُفاوض» على «الفايسبوك».. الحكومة المتقاعسة!
التالي
في سابقة من نوعها.. «الأمم المتحدة» تتبنى قضية اغتيال لقمان سليم!