«الخُردة» تُعلمّ الناس السرقة..لبنان للبيع!

سرقة ابواب مدافن رياق
قلما يمر يوم في بلدة جنوبية او شمالية الا ويصدح فيه صوت بائع الخردة يستقل "التوك توك" او بيك اب صغير او حتى عربة يجرها لجمع الخردة والنحاس والحديد وبطاريات السيارات القديمة والادوات الكهربائية المتهالكة والتنك وآواني المطبخ العتيقة.

وبعد ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني ليتراوح بين 10و 15 الف ليرة على مراحل، دب الجنون في سوق بيع الخردة مع ارتفاع اسعار الحديد والخردة والنحاس والالمينيوم والتنك بشكل هسيتري ليبلغ 20 و30 و50 ضعفاً ليصبح جامع الخردة وبائعها الكبير كبائع الذهب يحصد ملايين الليرات والاف الدولارات يومياً.

ويؤكد صاحب “بورة” جمع خردة جنوباً لـ”جنوبية”، وعائلته معروفة تاريخياً بهذا “الكار”، ان هذه التجارة ازدهرت اخيراً واصبحت الشغل الشاغل للناس، ولكنها بدأت تتحول الى فوضى وبات بعض جامعي الخردة منحرفين وسارقين!

ويقول : ان طن الحديد وصل الى 700 دولار و600 دولاراً عالمياً. اما طن التنك فوصل الى 400 و500 دولاراً، والبلاستيك 200$ والكرتون 100$ والاسعار تتفاوت يومياً حسب العرض والطلب وحسب سعر الصرف في السوق السوداء.

فبسعر اليوم صار، كيلو التنك من معلبات وتنك حليب وغيره بـ4700 ليرة. اما كيلو الحديد والخردة يتراوح بين 6 و7 الاف.

إقرأ ايضاً: «دولار الفصح» على حاله..يتأرجح بين 11700 و11800!

اما النحاس فيفوق الـ10 الاف ليرة للكيلو. وبالتالي صارت هذه المهنة كالمال السائب تعلم الناس السرقة، لكونها تؤمن مالاً سريعاً يدفع بالكاش باللبناني او الدولار، وهي عمل يومي لا “ينضب”. وحتى العامل اليومي في البورة في فرز الحديد والتنك بات يتقاضى 70 الف ليرة يومياً كبدل اتعاب على 12 ساعة عمل، وكان يتقاضى على “زمان الـ1500″، 20 و30 الف ليرة على 12 ساعة عمل!

سرقات بالجملة واساليب غريبة عجيبة  

ومع عطش السوق الى الخردة، نشطت السرقات وتنوعت الاساليب الى حد لا يخطر ببال، ولم تسلم “ماكينات الانترنت” على الاسطح و”الروتر” في المنازل، وصولاً الى اسلاك الكهرباء والنحاسيات، والاعمدة الحديدية والخشبية وتجهيزاتها الحديدية، وتجهيزات ورش البناء الجديدة التي تبنى وبعيدة من المنازل والاماكن المأهولة، وصولاً الى فك بطاريات السيارات، واطاراتها وفكفكة مسجلاتها و”الانطينات” و”الفلاشرات” و”الاضوية” و”الاشارات” .

كما تواصلت السرقات لتشمل الكنائس والمساجد، وصناديق التبرعات والنذور و”القجج”، الى المقابر وابوابها، الى “ريغارات” الشوارع وصولاً الى قوارير الغاز المنزلي، وتصوينات الحديد والبوابات للبيوت المأهولة، الى تمديدات المياه والقساطل في القرى!

3 سرقات غريبة في 24 ساعة

وخلال 24 ساعة أقدم مجهولون ليلا على سرقة الابواب الحديدية التابعة لمدافن رعية بلدة رياق الفوقا بواسطة الكسر والخلع، ويبلغ عددها نحو العشرة. كما عمد السارقون الى كسر قفل البوابة الرئيسية للمدافن، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.

قطع اسلاك شبكة الكهرباء في المعنية

 وأقدم مجهولون، ليل أمس، على قطع خطوط شبكة الكهرباء في بلدة المعنية، عن الأعمدة، في محاولة لسرقتها، ولكن يبدو أن التيار الكهربائي، الذي أعيد الى الشبكة، ليل أمس، حال دون تحقيق مآربهم، حيث وجد الاهالي صباحا، الأسلاك متدلية عن الأعمدة وما زالت على الأرض.

قطع اسلاك كهربائية في اقليم الخروب
قطع اسلاك كهربائية في اقليم الخروب

ثقب أنابيب النفط بين لبنان وسوريا

وأقدم مجهولون على ثقب أنابيب ضخ النفط العابرة في سهل عكار من سوريا الى منشآت النفط في البداوي-طرابلس، والمتوقف العمل فيها منذ زمن بعيد، بهدف سرقتها وبيعها.

والتعدي الحاصل هذه المرة فوق مجرى مائي شتوي بين منطقتي دارين والشيخ عياش، الذي يصب في مجرى النهر الكبير، حيث تتدفق المواد النفطية بكثافة الامر الذي غير لون المياه.

إشارة الى أن التعدي كان حصل قبل يومين وعملت الفرق الفنية في منشآت نفط طرابلس على اصلاح الاعطال، ليعود المعتدون ويثقبونه مجددا. وطالب الاهالي الجهات الامنية المعنية بكشف الفاعلين ومعاقبتهم.

الانابيب المثقوبة في عكار
الانابيب المثقوبة في عكار
السابق
«كش حمام» يُلهب «البداوي».. إطلاق نار وتدخل للقوة الأمنية!
التالي
«حمدالله على سلامتك يا روح قلبي».. ستريدا جعجع تكشف عن أسماء نواب «القوات» المصابين بـ«كورونا»!